احذر أخطاء الغير، شعار أطلقه «المرور» في أسبوعه الذي «وحشنا موت» مع جملة أسابيع كنا نهتم بها صغاراً فقط، لأن في يوم انطلاقها لا ندرس، مثل أسبوع الشجرة، وأسبوع المساجد والنظافة وغيرها، وهو شعار جميل ينضم إلى شعارات سابقة «حليوة» تكون بمثابة رسالة التنبيه العميقة في معناها، والتي للأسف لا تؤثر إيجاباً في الضياع المروري الذي نعيشه واقعاً في الشارع. المعنى مفهوم لقائدي المركبات من العرب الذكور، لأنني لم أر ترجمة في الحملة إلى الآن للغات الإندونيسية، الهندية، الأردو، التقالو، ولأن قيادة المرأة للسيارة بعد هذا الشعار ستبتعد زمنياً، لأنها أفضل من يتحدث عن أخطاء الآخرين ويرصدها ويحللها. ربما، وأقول ربما كان «المرور» يوجّه قائدي المركبات إلى أفكار متعددة من خلال هذا الشعار، أو ربما يرمي عصفورين بحجر واحد، على رغم أن العصافير شبه مختفية من المدن، الأول تعرفونه وهو توعية السائقين بفكرة أن اعتمادهم على التزامهم المروري أثناء القيادة لا يكفي وحده، وعليهم التنبه إلى تهور ورعونة الآخرين، أو عدم احترامهم للقانون والبلد، أو حتى وقوعهم بالخطأ في بعض المخالفات. العصفور الثاني من نسج خيالي، وهو أن «المرور» يشير إلى أن عليك الانتباه من أخطاء الآخرين من الجهات التي أحالت سيرك في الشوارع إلى هذا الوضع الذي تراه، وسمه ما شئت، سواء كانت الأمانات والبلديات، أو وزارة المواصلات، أو كبار العقاريين، أو المخططين الاستراتيجيين إن وجدوا، أو أي وزارة أو جهة أو جماعة أو فرد، اثر صلفه، أو تخلفه، أو فساده في تعثر تطوير الشوارع والمدن، أو تأخره، أو تشويهه.لو كان هذا العصفور في الذهنية الإبداعية لمن اعتمد هذا الشعار، لأمكننا اصطياده، خصوصاً أن الطيور والعصافير بدأت مواسم الهجرة إلى «...»، ولا أعرف الجهة تحديداً، لكنني أخمن أن الهجرة دوماً للشمال على ذمة الطيب - اسماً وقلماً - صالح. كم هاجساً يدور في ذهنك وأنت تضيّع عمرك، وتتلف أعصابك في الشوارع جراء القيادة؟ هل وجدت إجابة لسؤال بريء كيف يتوقف عن السير تماماً طريق سريع نهايته في القصيم أو الدمام؟ أو سؤال صغيرك الذي طرحه الكبار كثيراً كيف ستسير سيارات الطوارئ الصحية والأمنية في طرقات لم تصمم في بعضها أو في أجزاء منها مساحة لها؟ وقل أن تسترسل في «هواجيسك»، احذرك أن الشرود الذهني من الأخطاء القاتلة أثناء القيادة، وستصبح في هذه الحال أنت «الآخرين» ونحن المحذرين، وما يجب أن نحذر منه من أخطاء الآخرين كثيراً مرورياً وربما حياتياً كثير، أتمنى اتصال الحديث عنه. [email protected]