استدعت تركيا أمس (الثلثاء) السفير الروسي في أنقرة للمرة الثانية في يومين "للاحتجاج بشدة" بعد قيام مقاتلة روسية بانتهاك مجالها الجوي بالقرب من الحدود السورية مجدداً. واعلن مسؤول في وزارة الخارجية التركية امس، أنه "تم استدعاء السفير الروسي للمرة الثانية للاحتجاج بشدة على انتهاك آخر للمجال الجوي التركي أول من أمس"، بعد إعلان أنقرة عن إقدام طائرة من طراز "ميغ-29" مجهولة على "مضايقة" اثنتين من طائراتها الحربية. وأفاد الجيش التركي في بيان أن "طائرة من طراز ميغ-29 شغلت رادارها لتحديد هدفها استعداداً لإطلاق صاروخ، واستمرت أربع دقائق و30 ثانية"، فيما أشار بيان الجيش إلى "مضايقة أخرى" طاولت طائراته بصواريخ ارض-جو نشرت على الأراضي السورية، استمرت أربع دقائق و15 ثانية. وطالبت تركياروسيا بتفادي تكرار مثل هذا الأمر وإلا فانها «ستحملها مسؤولية أي حادث غير مرغوب فيه قد يقع». من جهته، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان روسيا، قائلاً إنها ستخسر الكثير إذا دمرت صداقتها مع أنقرة. وقال إن "صبر تركيا لن يستمر في ظل انتهاك طائرات حربية روسية لمجالها الجوي". وتابع في مؤتمر صحافي مشترك في بروكسيل مع رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل: «أي هجوم على تركيا يعد هجوماً على حلف شمال الأطلسي»، مضيفاً ان «علاقتنا الإيجابية مع روسيا معروفة. لكن إذا خسرت روسيا صديقاً مثل تركيا التي تتعاون معها في العديد من القضايا، فإنها ستخسر الكثير ويجب أن تدرك ذلك». وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف السبت الماضي معلقاً على حادث الاختراق الاول، ان"طائرة سوخوي-30 الحربية الروسية اخترقت المجال الجوي التركي لثوان معدودة"، موضحاً على الخريطة مسار هبوط الطائرات الروسية في قاعدة "حميميم" الجوية. وأضاف الناطق معلقاً ان " قاعدة حميميم تقع على بعد حوالى 30 كلم من الحدود السورية - التركية. وعند حدوث ظروف جوية معينة ينفذ الهبوط في المطار من الشمال. لذلك فإن هذه الحادثة كانت نتيجة الظروف الجوية السيئة في هذه المنطقة"، داعياً الى عدم البحث عن أسباب خَفيّة. وصرح الناطق باسم الخارجية الأميركية مارك تونر ان توغل الطائرة الروسية في المجال التركي يعتبر"عملاً طائشاً". ويأتي ذلك في وقت قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أول من أمس (الاثنين) إن بلاده تتشاور مع تركيا في شأن ما حصل، فيما قالت الولاياتالمتحدة إنه "كان من حق الطائرات التركية إسقاط الطائرة الروسية". وقال السفير البريطاني لدى تركيا ريتشارد مو في حسابه على موقع «تويتر»، ان «التوغل الروسي في المجال الجوي التركي عمل متهور ويبعث على القلق. بريطانيا وغيرها من دول حلف شمال الأطلسي تتضامن مع تركيا». ورفض «حلف شمال الأطلسي» (الناتو) "تفسير موسكو بأن طائرتين روسيتين انتهكتا المجال الجوي التركي في مطلع الأسبوع بطريق الخطأ". ويأتي هذا في وقت حض فيه الحلف موسكو على إنهاء ضرباتها الجوية " ضد المعارضة السورية والمدنيين"، فيما تؤكد موسكو انها نشرت 28 مقاتلة في سورية وسيرت رحلات استطلاع بطائرات بلا طيار في أجوائها لمحاربة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، ما عزز المخاوف من حصول صدام جوي غير مقصود بينها وبين طائرات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. ويُوحي تدفق الطائرات إلى سورية وبدء تشغيل طائرات الاستطلاع (درون) بأن الروس ربما يكونون على وشك الانخراط في شن غارات على «داعش»، علماً بأنهم برروا انخراطهم الأكبر عسكرياً في سورية بأنه يأتي لمساعدة الحكومة في محاربة الإرهاب، فيما انتقد إردوغان الضربات الجوية الروسية في سورية التي بدأت الأسبوع الماضي بوصفها «خطأ فادحاً».