اتهم حلف شمال الأطلسي أمس روسيا بتعمد انتهاك المجال الجوي التركي خلال شنها ضربات في سوريا، في حين حذر الرئيس رجب طيب أردوغان موسكو من خسارة صداقة بلاده بعد كشف أنقرة عن تعرض مقاتلاتها لمضايقة جديدة. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي في بروكسل إن تكرار روسيا خرق الأجواء التركية «ليس عرضياً. إنه انتهاك خطير» داعياً إلى «عدم تكرار الأمر». وأعلن الجيش التركي أمس عن تعرض مقاتلات تركية من طراز إف16 أمس ل «مضايقات» جديدة من طائرة ميغ 29 مجهولة الهوية أقدمت على تشغيل رادارها لتحديد هدفها استعداداً لإطلاق صاروخ لمدة «استمرت أربع دقائق وثلاثين ثانية». وأضاف أن «مضايقة» أخرى طالت طائراته هذه المرة بصواريخ أرض-جو نشرت على الأراضي السورية استمرت أربع دقائق و15 ثانية. وشدد الرئيس التركي في تصريح من بلجيكا على أنه «لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي والتغاضي عن ذلك»، محذراً من أنه «إذا خسرت روسيا صديقاً مثل تركيا تتعاون معه في عدة مجالات، فإنها ستخسر كثيراً. يجب أن تعلم روسيا ذلك». ويعد إعلان الجيش التركي اليوم الثالث من نوعه في غضون يومين، إذ أعلنت أنقرة الإثنين عن اعتراض مقاتلات أف 16 تركية لطائرة حربية روسية انتهكت المجال الجوي التركي يوم السبت عند الحدود السورية وأرغمتها على العودة. وأفادت عن تعرض مطاردتين تركيتين الأحد «لمضايقة» من طائرات ميغ-29 مجهولة على الحدود السورية أيضاً. وبحسب ستولتنبرغ، استمر هذان الحادثان «لفترة طويلة بالمقارنة مع الانتهاكات السابقة للمجال الجوي (من قبل روسيا) في مناطق أخرى بأوروبا» موضحاً «لهذا السبب نأخذ ذلك على محمل الجد الكبير». وحاولت روسيا احتواء التوتر مع أنقرة وحلف شمال الأطلسي، وأقر المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال أيغور كوناشنكوف مساء الإثنين بدخول «طائرة عسكرية روسية من نوع سوخوي 30 لبضع ثوانٍ إلى المجال الجوي التركي أثناء مناورة فيما كانت عائدة إلى مطارها»، لكنه برر الحادث بأنه «نتيجة أحوال جوية سيئة في هذه المنطقة ولا يتوجب النظر إليها بوصفها مؤامرة».