حذرت أمس الاثنين انقرةموسكو من تكرار اختراق مجالها الجوي خلال شنها غارات على سوريا، فيما ندد حلف شمال الاطلسي بهذا التوغل الروسي «البالغ الخطورة» داخل الاجواء التركية، ودعا روسيا الى «الوقف الفوري لهجماتها ضد المعارضة السورية والمدنيين». بينما، واصل تنظيم «داعش» الارهابي تدمير المواقع الاثرية في وسط سوريا وآخرها قوس النصر الشهير في مدينة تدمر المدرجة على قائمة منظمة اليونيسكو للتراث العالمي. وميدانيا، اعلن الجيش الروسي مساء الاثنين انه قصف أمس 10 اهداف لتنظيم داعش الارهابي في سوريا، وخصوصا في محافظة دمشق، في اليوم السادس من تدخله العسكري. واورد بيان لوزارة الدفاع ان قاذفات ومقاتلات روسية قامت ب15 طلعة، لافتا الى انه «تم قصف عشرة اهداف للارهابيين». ومع مواصلة روسيا شن ضربات جوية في سوريا، اعلنت انقرة ان مقاتلات اف 16 تركية اعترضت السبت طائرة حربية روسية انتهكت المجال الجوي التركي عند الحدود السورية وارغمتها على العودة، وفق وزارة الدفاع التركية. كما اكد الجيش التركي في بيان آخر الاثنين تعرض مطاردتين تركيتين «لمضايقة» من طائرات ميغ-29 مجهولة الاحد على الحدود السورية. وحذر رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو أمس في تصريحات لقناة خبر-تورك الاخبارية من ان «قواعد الاشتباك لدينا واضحة ايا كانت الجهة التي تنتهك مجالنا الجوي»، مضيفا «لدى القوات المسلحة التركية اوامر واضحة. حتى لو كان طيرا فسيتم اعتراضه». ويختلف الموقفان الروسي والتركي بشأن الازمة في سوريا، اذ تعد موسكو الحليف الرئيس للرئيس بشار الاسد بينما تدعو انقرة الى رحيله كحل وحيد للنزاع. واعلن حلف شمال الاطلسي الذي تنتمي تركيا اليه، عقب اجتماع طارئ بشأن الازمة السورية ان «الحلفاء يحتجون بقوة على هذه الانتهاكات للاجواء السيادية التركية، ويدينون هذه التوغلات والانتهاكات لاجواء الحلف الاطلسي. ويلحظ الحلفاء كذلك الخطر البالغ لمثل هذه التصرفات غير المسؤولة». ودعا روسيا الى «الوقف الفوري لهجماتها ضد المعارضة السورية والمدنيين». واعرب مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الامريكية من جهته عن قلقه ازاء هذه الانتهاكات. وقال «لا اعتقد أن هذا كان حادثا هذا يؤكد الشكوك في نواياهم ويثير تساؤلات حول سلوكهم وتصرفهم بشكل مهني في الاجواء». ومن تشيلي، نبه وزير الخارجية الامريكي جون كيري الاثنين الى ان «توغل» مقاتلة روسية في الاجواء الجوية التركية كاد يتسبب بتصعيد خطير. وقال «نحن قلقون للغاية حيال ما حصل لان نتيجته كانت ستكون اسقاط تركيا للطائرة دفاعا عن حقوقها». لكن موسكو عملت على التخفيف من حدة التوتر مع تركيا عندما اعلنت ان دخول الطائرة الروسية الاجواء التركية انما جاء بسبب سوء الاحوال الجوية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشنكوف الاثنين إن «طائرة عسكرية روسية من نوع سوخوي 30 دخلت لبضع ثوان المجال الجوي التركي اثناء مناورة فيما كانت عائدة الى مطارها»، مضيفا إن «هذا الحادث هو نتيجة احوال جوية سيئة في هذه المنطقة. لا يتوجب النظر اليها بوصفها مؤامرة». وفي بروكسل اعلن رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك والرئيس التركي رجب طيب اردوغان انهما بحثا الاثنين «المنطقة الآمنة» التي تطالب انقرة باقامتها على طول حدودها مع سوريا. وصرح توسك للصحافيين بعد استقباله اردوغان في بروكسل ان «الاتحاد الاوروبي مستعد لمناقشة كل الموضوعات مع تركيا، وقد تحدثنا تاليا عن امكان (اقامة) منطقة عازلة في سوريا».