طوكيو، واشنطن – خدمة «نيويورك تايمز»، أ ب، رويترز، أ ف ب – بدا ان زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك الى الولاياتالمتحدة، لم تبدد الاختلاف في نظرة البلدين حول كيفية التعاطي مع الملف النووي الإيراني، في وقت وجّه رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني انتقادات لاذعة الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. في غضون ذلك، قال ديبلوماسي روسي بارز ان موسكو «مستعدة مبدئياً للعمل على عقوبات، لكن من المبكر الدخول في التفاصيل». وقال لاريجاني في مؤتمر صحافي في طوكيو ان «من عيوب الوكالة، تغيير مواقفها وسلوكها عندما تتعرض الى ضغوط سياسية»، مضيفاً: «أعتقد ان الوكالة يجب ان تكون منظمة تبني آراءها استناداً الى وقائع، ولا تدلي بتعليقات مثل: يُحتمل أن». وزاد ان «دور الوكالة في دعم البلدان التي تعتزم امتلاك قدرات نووية لأهداف سلمية، كان سيئاً جداً، بسبب التأثير السياسي لبعض القوى الكبرى». وكانت الوكالة أبدت في تقريرها الأخير خشيتها من احتمال سعي إيران إلى إنتاج سلاح نووي. في الوقت ذاته، قال النائب علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني، ان طهران مستعدة لمنح طوكيو عقد بناء 5 مفاعلات نووية، مضيفاً ان «مشاركة اليابان في بناء مفاعلات نووية في إيران، سيفيد مصالح الدولة اليابانية والشركات الخاصة». وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ان باراك ونظيره الأميركي روبرت غيتس بحثا في واشنطن في «التهديد الذي تشكله الطموحات النووية الإيرانية»، مضيفاً ان المحادثات تناولت الحاجة الى «فرض عقوبات فعالة»، اذ تتصرف طهران ب «ازدراء» إزاء الجهود الديبلوماسية. ونقل الناطق باسم باراك عنه قوله لغيتس، ان «إيران مشكلة ليس لإسرائيل وحدها، إنما للعالم أجمع. وفي هذه المرحلة، من المهم فرض عقوبات قاسية وتصيب إيران بشلل، للحيلولة دون تقدمها نحو امتلاك أسلحة نووية». لكن الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي قال ان الولاياتالمتحدة «لا تنوي فرض عقوبات تصيب (إيران) بالشلل ويكون لها أثر كبير على المواطنين الإيرانيين. ما نعتزم القيام به هو الضغط على الحكومة مع حماية الشعب». وقلل باراك من أهمية أي خلاف بين اسرائيل والولاياتالمتحدة، حول ايران. وقال: «أعتقد ان الأمر لم يتصل بمناقشة تعريف العقوبات. لا شك في أني أرجو ان تكون النتائج جيدة وناجحة». وقال مسؤول اسرائيلي ان «المحادثات تركزت على العقوبات، وعلى الحفاظ على القدرات الدفاعية لإسرائيل وتفوقها العسكري النوعي. إسرائيل والولاياتالمتحدة تختلفان في بعض النقاط، لكن ثمة مجالاً واسعاً من التوافق». ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله ان المسؤولين الأميركيين ابلغوا نظراءهم الإسرائيليين خلال جلسات الحوار الاستراتيجي بين البلدين التي اختُتمت الخميس، بأن مجلس الأمن سيفرض عقوبات على إيران بحلول نهاية آذار (مارس) او مطلع نيسان (أبريل) المقبلين. وأشار الى ان «العقوبات لن تكون قاسية وتسبب شللاً، كما يرغب في ذلك كثيرون، لكنها ستكون حاسمة لدرجة تضرّ بالنظام»، موضحاً انه سيتم أيضاً «إعداد آلية لإتاحة فرض عقوبات إضافية في مجلس الأمن في شكل سريع، إذا لم يغيّر الإيرانيون سلوكهم». وتوجّه وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، وهو مكلف بالشؤون الإيرانية، الى البرازيل امس، في محاولة لكسب تأييدها لفرض عقوبات على طهران. وتأتي الزيارة قبل وصول وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى برازيليا الأسبوع المقبل. وأجرت كلينتون مقارنة لافتة بين الجدل حول البرنامج النووي الإيراني، وأزمة الصواريخ في كوبا عام 1962 والتي دفعت العالم الى حافة حرب نووية. وقالت أمام مجلس النواب: «نخوض ديبلوماسية مكثفة جداً» مماثلة لتلك التي أجريت في عهد «الرئيس (الأميركي الراحل جون) كيندي». في بكين، أجرى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي موشيه يعالون محادثات مع مستشار الدولة الصيني داي بينغو، خُصصت للملف النووي الإيراني. لكن صحيفة «نيويورك تايمز» أوردت ان الصين لم تظهر أي مؤشر الى نيتها تأييد فرض عقوبات على ايران، على رغم الضغوط العلنية والسرية التي تمارسها ادارة الرئيس باراك اوباما في هذا الشأن. ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسيَيْن من دولتين أوروبيتين بارزتين حليفتين للولايات المتحدة، قولهما ان الصين رفضت حتى ان «تنخرط في شكل حقيقي» في مسألة العقوبات. ورجح أحد الديبلوماسيَيْن ان تمتنع بكين عن التصويت على قرار يصدره مجلس الأمن بفرض عقوبات على طهران. وقال ان «الامتناع عن التصويت أفضل من الفيتو». في طوكيو، قال ديفيد فايف رئيس قطاع النفط والأسواق في وكالة الطاقة الدولية إن في إمكان مخزونات النفط العالمية، تعويض نقص الإمدادات من إيران لمدة سنة. وأضاف: «إيران تمد السوق بما بين 3.5 و4 ملايين برميل يومياً من النفط. يمكن المخزونات سد عجز يتراوح بين 3 و4 ملايين برميل يومياً، لأكثر من سنة. ثمة آليات للتعامل مع تعطل الإمدادات، وهذا عامل من شأنه تهدئة الأسواق».