نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن مسؤول بسفارة روسيا في أثينا، أن اليونان وافقت في 31 آب (أغسطس) على منح الطائرات الروسية حق استخدام مجالها الجوي في الرحلات الإنسانية المتجهة لسورية. وأضافت أن الطلب يغطي الفترة من الأول إلى الرابع والعشرين من أيلول (سبتمبر). وفي خبر منفصل ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية نقلاً عن مسؤول بسفارة روسيا في طهران، أن إيران وافقت على كل طلبات موسكو المتعلقة بالرحلات المتجهة لسورية لنقل معونات إنسانية. وفي أثينا (أ ف ب)، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية كونستانتينوس كوتراس في بيان، إن أثينا لم تواجه مشكلات مع روسيا بشأن تحليق طائرات عسكرية روسية متجهة الى سورية. وقال المتحدث: «لم يصدر عن أحد أي تعبير عن انزعاج أو أي تعليق سلبي آخر». وكانت روسيا قد طلبت الثلثاء توضيحات من بلغاريا التي منعت طائرات روسية متجهة الى سورية من التحليق في أجوائها ومن اليونان التي قالت إن واشنطن طلبت منها اتخاذ قرار مماثل. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في تصريح نقلته وكالة أنباء إنترفاكس: «إذا كان لدى أي جهة، وفي هذه الحالة المحددة، يتعلق الأمر بشركائنا اليونانيين والبلغار، شكوك فمن البديهي أن يشرحوا لنا ما هي المشكلة». وأضاف: «إذا تبين انهم يتخذون تدابير مقيدة أو مانعة بطلب من الأميركيين، فإن ذلك يثير تساؤلات حول حقهم السيادي في اتخاذ القرارات حول عبور مجالهم الجوي لطائرات من دول أخرى مثل روسيا». لكن أثينا أكدت الأربعاء على العكس من ذلك، أن «الطريقة التي عالجت بها هذه القضية كانت محط تقدير». فقد تسلمت اليونان طلباً من واشنطن بمنع عبور طائرات روسية قالت إنها تنقل معدات عسكرية الى سورية، ولكن -وفق ما قال متحدث باسم الحكومة اليونانية- سلكت الطائرات الروسية طريقاً آخر غير الأجواء اليونانية على رغم أن موسكو كانت طلبت إذناً بذلك قبل 25 يوماً. ورداً على سؤال حول إن كانت اليونان سترفض في المستقبل عبور طائرات روسية، قال المتحدث إن المسألة «حساسة» لكنه قال انه على أي حال فإن روسيا ستواصل استخدام الطريق البديل الذي سلكته طائراتها. وأكد نائب رئس مجلس الشؤون الخارجية الروسي فلاديمير دياباروف، إن الطائرات لا تنقل سوى مساعدات إنسانية، وإن الطريق عبر اليونان غير ذات أهمية لأن الطائرات تعبر فوق القوقاز وإيران. وفي موسكو، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن ما طلبته الولاياتالمتحدة من اليونان وبلغاريا بإغلاق مجالهما الجوي أمام الرحلات الجوية الروسية المتجهة إلى سورية يعد «فظاظة دولية». وفي صوفيا (أ ف ب)، قال وزير الخارجية البلغاري دانيال ميتوف للصحافيين، إن بلاده مستعدة للسماح لطائرات روسية متجهة إلى سورية بعبور مجالها الجوي، شرط أن تقبل موسكو، التي تؤكد أنها لا تنقل سوى مساعدات إنسانية، تفتيش حمولتها. وقال: «إذا سمح زملاؤنا الروس بأن يتم تفتيش طائراتهم في مطار بلغاري، فسنمنحهم الإذن». وقد رفضت بلغاريا حتى الآن منح هذا الإذن بالتحليق. ووفق معلومات لم تؤكدها صوفيا، فإن واشنطن طلبت من اليونان وبلغاريا رفض تحليق هذه الطائرات فوق أراضيها لأنها تنقل، وفق الأميركيين، مساعدات عسكرية لقوات الرئيس السوري بشار الأسد. وفي واشنطن (أ ف ب)، أكد مسؤولون أميركيون لوكالة «فرانس برس» الثلثاء، أن ثلاث طائرات عسكرية روسية على الأقل هبطت في سورية في الأيام الأخيرة، وذلك في الوقت الذي تبدي فيه واشنطن قلقها من دور عسكري روسي محتمل في هذا البلد. وقال المسؤولون طالبين عدم ذكر أسمائهم، إن اثنتين من هذه الطائرات هما طائرتا شحن عملاقتان من طراز أنتونوف 124 كوندور، أما الثالثة فهي طائرة لنقل الأفراد. وأوضح أحدهم أن الطائرات هبطت في مطار بمحافظة اللاذقية (شمال غرب) التي تعتبر أحد معاقل الرئيس بشار الأسد. ولفت إلى أن الروس أنشأوا في هذه المنطقة مباني موقتة يمكنها إيواء «مئات الأشخاص»، إضافة الى تجهيزات مطار. وأضاف أن «كل هذا يؤشر إلى إقامة قاعدة جوية متقدمة»، لافتاً إلى أن «لا معلومات» عن وجود أسلحة روسية في المكان. وكان البيت الأبيض قد حذّر في وقت سابق من أن التعزيزات العسكرية الروسية في سورية قد تشعل «مواجهة» مع القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة لتوجيه ضربات جوية ضد تنظيم «داعش». وكان وزير الخارجية جون كيري أجرى السبت اتصالاً بنظيره الروسي سيرغي لافروف لإبلاغه «قلق الولاياتالمتحدة» حيال تعزيزات عسكرية روسية محتملة في سورية. وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت الإثنين أن موسكو لم تُخْفِ يوماً دعمها للنظام السوري بالأسلحة والمدربين. وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن لافروف أكد في الاتصال الهاتفي مع كيري أن «الجانب الروسي لم يُخْفِ يوماً تسليم معدات عسكرية الى السلطات السورية لمكافحة الإرهاب». وفي بروكسيل (أ ف ب)، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ عن قلقه الثلثاء إزاء التقارير حول ازدياد التدخل العسكري الروسي في سورية، محذراً من أن تعزيز نظام الأسد لن يؤدي سوى إلى تفاقم النزاع. وقال ستولتنبرغ في نقاش على موقع «فايسبوك» رداً على سؤال لوكالة فرانس برس: «نعم، أشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بأن روسيا قد تنشر عسكريين وطائرات في سورية». وأضاف أن «أي دعم عسكري لنظام الأسد يمكن أن يؤدي إلى تصعيد النزاع وخسائر إضافية في أرواح الأبرياء».