ذكرت ناطقة باسم وزارة الخارجية البلغارية أمس الثلثاء، أن صوفيا رفضت طلباً روسياً باستخدام مجالها الجوي لرحلات الإمدادات إلى سورية بسبب شكوك بالغة إزاء الشحنات التي تحملها. وقال مسؤول في أثينا الإثنين، إن الولاياتالمتحدة -التي تشعر بقلق بالغ نتيجة تقارير عن حشد عسكري روسي في سورية- كانت طلبت من اليونان في وقت سابق أن تمنع الرحلات ذاتها من العبور عبر المجال الجوي اليوناني. وقالت الناطقة البلغارية ل «رويترز»: «رفضت الخارجية البلغارية تحليق طائرات الشحن العسكرية الروسية فوق بلغاريا في طريقها إلى سورية». وأضافت أن القرار اتخذ خلال الأيام القليلة الماضية. وتابعت: «لدينا معلومات كافية تثير لدينا شكوكاً بالغة في شحنات الطائرات، وهو السبب في الرفض». ورفضت وزارة الخارجية الروسية التعقيب. ولروسيا قاعدة عسكرية داخل سورية وتدعم الرئيس بشار الأسد الذي يعارض وجوده معظم القوى الغربية. وعلى مدى الصراع كانت روسيا ترسل طائرات إلى سورية تقول إنها تحمل مساعدات أو تساعد في إجلاء مواطنين روس من البلاد. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو «لم تخف قط حقيقة أنها تسلّم معدات عسكرية للسلطات الرسمية السورية بهدف محاربة الإرهاب». وذكر المتحدث باسم حكومة اليونان الموقتة رودولفوس مورونيس أمس، أن موسكو قدمت طلباً لأثينا قبل عشرين يوماً بالسماح لها باستخدام المجال الجوي اليوناني لنقل مساعدات إنسانية لسورية. وقالت خدمة رايا نوفوستي الإعلامية الروسية أول من أمس، إن روسيا تسعى إلى الحصول على إذن لتسيير رحلات حتى 24 أيلول (سبتمبر). لكن لم يتضح على الفور لماذا قدمت روسيا الطلب أو إن كان مرتبطاً بالرحلات التي تسيّرها بالفعل إلى سورية. وقال مورونيس إن روسيا تخطط الآن لاستخدام مسار شرقي المجال الجوي اليوناني لتسيير الرحلات. وقال بافل فلغنهاور، وهو محلل دفاعي روسي إن روسيا تحاول تفادي المجال الجوي التركي منذ عام 2012 عندما أجبرت أنقرة طائرة مدنية روسية في طريقها إلى دمشق على الهبوط في تركيا وصادرت حمولتها. وقالت أنقرة آنذاك إن الطائرة كانت تحمل ذخيرة مصنوعة في روسيا كانت في طريقها للقوات المسلحة السورية. ونفت موسكو ذلك وقالت إن شحنة قانونية لمعدات رادار كانت على متن الطائرة. وفي بيروت (أ ف ب)، نفى وزير الإعلام السوري عمران الزعبي التقارير التي تحدثت عن وجود قوات روسية أو عمل عسكري روسي على الأراضي السورية، في مقابلة أجرتها معه قناة «المنار» التلفزيونية اللبنانية التابعة ل «حزب الله» ليلة الإثنين. وأوضح رداً على سؤال حول حصول تغيير نوعي في المساعدات العسكرية الروسية الى سورية: «ليس هناك شيء على الإطلاق مما يشاع أو يقال أو ما قيل في الأيام الماضية. ليست هناك قوات روسية، وليس هناك عمل روسي عسكري على الأرض السورية لا براً ولا بحراً ولا جواً». وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت عن اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية جون كيري السبت بنظيره الروسي سيرغي لافروف أبلغه فيه «قلق الولاياتالمتحدة» حيال تعزيزات عسكرية روسية محتملة في سورية. وذكر البيت الأبيض الخميس أنه يتابع عن كثب المعلومات التي تشير إلى أن روسيا تقوم بعمليات عسكرية في سورية، محذراً من أن مثل هذه الأعمال، إذا تأكدت ستؤدي الى «زعزعة الاستقرار وإلى نتائج عكسية».