واجه خط الإمداد العسكري الروسي للنظام السوري نكسة جديدة أمس، بعدما أعلنت بلغاريا أنها رفضت منح إذن للطائرات الروسية بالتحليق فوق مجالها الجوي في طريقها إلى سورية نتيجة شكوك في شأن حمولتها. وجاء ذلك بعد يوم من إعلان اليونان أن الولاياتالمتحدة طلبت منها أيضاً رفض منح إذن للطائرات الروسية بعبور أجوائها إلى سورية، علماً أن موسكو تتجنب الأجواء التركية منذ العام 2012 بعد إرغام أنقرة طائرة روسية على الهبوط في أحد مطاراتها ومصادرة معدات عسكرية كانت على متنها. وبذلك يتعرض خط الإمداد الجوي الروسي إلى سورية للعرقلة، من دون أن يعني توقفه كلياً، إذ إن موسكو قد تلجأ إلى استخدام الأجواء التركية، وفي حال رُفض طلبها يمكنها اللجوء إلى أجواء بحر قزوين ثم إيران والعراق. كما يمكن الروس استخدام أجواء أذربيجان وجورجيا وأرمينيا، وإن كان متوقعاً أن تكون الولاياتالمتحدة قد طلبت من هذه الدول أيضاً إغلاق أجوائها أمام طائرات الإمداد العسكري الروسي، مثلما فعلت مع اليونان. وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية البلغارية لوكالة «رويترز» أمس، إن صوفيا «رفضت تحليق طائرات الشحن العسكرية الروسية فوق بلغاريا في طريقها إلى سورية»، موضحة أن «لدينا معلومات كافية تثير لدينا شكوكاً بالغة في شحنات الطائرات». وأول من أمس أعلنت الحكومة اليونانية أن روسيا طلبت قبل 20 يوماً استخدام مجالها الجوي لإرسال مساعدات إنسانية إلى سورية. ونقلت وكالة الأنباء الروسية إنترفاكس أمس عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن موسكو طلبت من صوفيا وأثينا «توضيحات» في شأن موقفيهما. وقال: «إذا كان لدى أي جهة، وفي هذه الحالة شركاؤنا اليونانيون والبلغار، شكوك فعليه أن يوضح لنا ما هي المشكلة». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال قبل أيام إن موسكو «لم تخف قط حقيقة أنها تسلّم معدات عسكرية للسلطات الرسمية السورية بهدف محاربة الإرهاب»، علماً أن حكومة دمشق نفت مساء الإثنين مشاركة قوات روسية في أي عمليات عسكرية إلى جانب القوات الحكومية. في غضون ذلك، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الديموقراطية ليست أولوية حالياً في سورية، مشدداً على ضرورة «الاعتراف بالحكومات المركزية» في جهود حل النزاع والتصدي للجماعات المتشددة، في إشارة إلى تمسك بلاده بدعم حكومة الأسد. وجاء موقف روحاني في وقت صدر موقفان أوروبيان لافتان في شأن «التفاوض» مع الحكومة السورية وإشراكها في جهود التصدي لتنظيم «داعش»، إذ قال وزير الخارجية النمسوي سباستيان كورتس: «نحتاج إلى نهج عملي مشترك... يتضمن مشاركة الأسد في التصدي لإرهاب تنظيم داعش». ووصفت وكالة «رويترز» تصريحه بأنه «من أكثر التصريحات تصالحاً نحو الأسد من مسؤول غربي»، علماً أن معظم الدول الغربية يصر على رحيل الرئيس السوري عن السلطة حتى يتسنى إحلال السلام في بلده. وجاء تصريح الوزير النمسوي في وقت دعا وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا- مارغايو إلى «التفاوض» مع الأسد على «وقف لإطلاق النار» يبدأ من حلب ثم يصبح شاملاً.