«لكل بداية فكرة ولكل فكرة حكاية».. هذه العبارة هي التي جذبت الأطفال يتسابقون ويتعارفون على «مهرجان حكايا» الذي تنظمه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. «حكاية» بدأت بالتقاء الفكرة مع عناصر الإبداع بالأفكار المبتكرة تحت سقف واحد، يضم جميع أفراد العائلة؛ ليحفزهم على الوصول إلى أهدافهم، ويصنعوا فارقاً مؤثراً في حياتهم، فعند اعتياد الطفل على القراءة والكتابة والتأليف من الصغر سيطور من نفسه ويغير شخصيته، كما سيزرع الثقة بداخله، ومن ثم يَنتج جيل جديد لديه القدرة الكافية على تحويل الفكرة إلى واقع أو محتوى رقمي مبتكر. وحيث زارت جواهر العرفج (10 أعوام) المهرجان حتى تتعلم كيف تصنع الحكايات وترسم وتلون: «أعجبتني جميع الأركان، وتعلمت العديد من الأمور البسيطة التي كنت أجهلها، فتخيلت سيارة مصنوعة من الحلويات والنصف الآخر منها مترو، ويوجد في المترو جناحان، فتخيلت هذا الخيال؛ لأنني أتمنى أن أرى مثل هذا الشيء على أرض الواقع؛ فنستطيع الطيران بالسيارة عند مواجهة الزحمة أو تعطل الكفرات»، وتنصح الأطفال بأن يكثروا من القراءة والكتابة؛ ليطوروا أنفسهم: «أصبح من السهل أن يطور الشخص نفسه، لذلك لابد على الأطفال من أن يصنعوا من أنفسهم شخصيات مميزة، وأتمنى أن يتكرر هذا المعرض كل عام». أسيل الضويان (8 أعوام): «تعلمت أن أكتب قصة، ثم أرسمها، ثم أحركها، مثل الأفلام الكرتونية، وأرى بأن المهرجان مختلف عن البقية المقامة للطفل فتعلمنا وتسلينا وأصبح منه هدف عكس بعض المهرجانات التقليدية التي نتسلى فيها فقط». تعلمت ليان السراح (12 عاماً) أن تتخيل، ولكن بشكل إبداعي، وأن تحاول أن تطبق خيالها في الواقع: «فتخيلت رساماً خجولاً، لا يستطيع التعبير عن نفسه إلا بالرسم، ولكنني فعلاً لا أحب الأطفال الخجولين؛ لأنهم لا يمكنهم أخذ حقوقهم، فلابد من أن يصبحوا جريئين بالتعبير عن أنفسهم ورأيهم وألا يترددوا». تقول مضاوي السراح (10 أعوام): «استغربت من قدرتي على الخيال بهذا الشكل، فلم أكن أتوقع أن يخرج هذا من نفسي، وأتمنى عندما أكبر أن أصبح رسامة»، وستسعى على تكثيف الكتابة والقراءة حتى تعطياها الثقة بنفسها، فتستطيع التحدث مع الآخرين بشكل أفضل وتبدي رأيها. تحب هيفاء المدلج (11 عاماً) القراءة والكتابة كثيراً؛ لأنها تطور من نفسها: «يجب على الأطفال تعويد أنفسهم على القراءة والكتابة والتعلم من الصغر، فهذا ما أمرنا به دين الإسلام، وحتى في وقتنا الحالي أصبح من الضروري أن يمتلك الشخص ثقافة عالية». دانة (11 عاماً): «أكثر ما أعجبني الكتابة والرسم وتحريكها بطريقة مبتكرة، وتخيلت أننا كنا نجلس على الشاطئ، وبعدما انتهينا قمنا بتنظيفه؛ لأنني أتمنى أن يفعل الجميع هذا في حياتنا الواقعية، ولا يتركوا المهملات خلفهم»، تشكر القائمين على المهرجان، وتتمنى من الجهات المسؤولة تكثيف المهرجانات التي تطور الطفل وثقافته. من جهة أخرى، تقول فهدة السيف المشرفة على أقسام ورشة لورش لمسة: «هدفنا الرئيس من المهرجان أن يتعلم الأطفال كيف يصيغوا الحكايا بطرق ممتعة غير مملة، كما في السابق واكتشاف المواهب وتحفيزها، وأن يعبروا عما في أنفسهم بالرسم، وأيضاً تنمية روح الحوار والتواصل، كل ذلك عن طريق الورش ووجود متدربين يقومون بمساعدة الأطفال على كتابة القصة، ثم رسمها وإلقائها وتحريكها بالطريقة التي يحبونها، فبعد هذا سيصبح الطفل قادراً على الإنتاج، بدلاً من الاستقبال فقط».