فيينا، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – رفع «الحرس الثوري» الإيراني لافتات في طهران تتعهد التصدي ل «هيمنة» الولاياتالمتحدة في المنطقة، فيما اعتبر رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أن الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست ليس «معاهدة دولية» ليصادق عليه مجلس الشورى (البرلمان). ونقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسي في فيينا، أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو «يدرس بإيجابية» دعوة تلقاها من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، للتحدث عن الاتفاق مع طهران. وأبلغت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني واضعي السياسة في الاتحاد، وجوب بدء محادثات مع إيران في شأن الطاقة والتجارة والثقافة مطلع السنة المقبلة، بعد رفع العقوبات المفروضة عليها. إلى ذلك، كتب «الحرس الثوري» على اللافتات التي رفعها في العاصمة، أن إيران ستواصل «مواجهة الهيمنة الأميركية في المنطقة»، وستتمسك بشعار «الموت لأميركا». وكان قائد «الحرس» الجنرال محمد علي جعفري عارض الاتفاق النووي، لكن القرار الذي سيتخذه المجلس الأعلى للأمن القومي في شأنه سيكون ملزماً للجميع في إيران. وحذر رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي من «محاولات الإدارة الأميركية زرع انقسام في المجتمع الإيراني في شأن» الاتفاق، منبهاً إلى أن هذا الملف «ليس فئوياً ولا حزبياً، بل هو ملف وطني». في السياق ذاته، دعت وزارة الثقافة وسائل الإعلام إلى الامتناع عن «انتهاج سلوك تخريبي» ضد الاتفاق، والاكتفاء بتوضيح أبعاده. وكان لافتاً أن صالحي علّق على مطالبة نواب بأن يصادق البرلمان على الاتفاق، بوصفه اتفاقاً دولياً، مشيراً إلى أن النص «ليس اتفاقاً أو معاهدة دولية، بل برنامج شامل للعمل المشترك». وتطرّق إلى ترجمة الاتفاق وتحويله إلى البرلمان قائلاً: «إذا أعلنت وزارة الخارجية أن النص بلغته الإنكليزية هو القاعدة والأساس لنص التفاهم، علينا أن نأخذ بذلك». في واشنطن، حض الرئيس الأميركي باراك أوباما مجموعات تدعم الاتفاق مع إيران، على مواجهة جماعات ضغط تحرّض الكونغرس على رفضه. وأشار إلى أن جماعات مثل «لجنة الشؤون العامة الأميركية– الإسرائيلية» (آيباك)، هي أبرز لوبي مؤيد للدولة العبرية في الولاياتالمتحدة، وأنفقت 20 مليون دولار على إعلانات تلفزيونية للضغط على الكونغرس. وأجرى أوباما مقارنة بالفترة التي سبقت غزو العراق عام 2003، مذكّراً بأن الجماعات التي ناهضت الحرب لم تجاهر بصوتها إلا بعد فوات الأوان. وأضاف: «في ظل غياب أصواتكم، سترون مجموعة الأصوات ذاتها التي قادتنا إلى الحرب في العراق، ما يقودنا إلى وضع نتخلى فيه عن فرصة تاريخية ونعود إلى مسار نزاع عسكري محتمل» مع إيران. إلى ذلك، دافع ممثلون أميركيون، بينهم مورغان فريمان وجاك بلاك وشخصيات معروفة أخرى، عن الاتفاق النووي، في فيديو يمزج بين السياسة والديبلوماسية والإخراج الهوليوودي. ويقول فريمان: «الاتفاق هو أفضل طريقة للتثبّت من أن إيران لن تصنع قنبلة نووية». أما السفير الأميركي المتقاعد توماس بيكرينغ، فيقول: «إذا اسقط الكونغرس الاتفاق، فلا شيء يمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية». في غضون ذلك، أعلن فلاديمير كوجين، مستشار الشؤون العسكرية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن موسكو «تحدِّث» النظام الصاروخي الروسي المضاد للطائرات من طراز «أس-300» الذي ستبيعه لطهران. على صعيد آخر، أعلن رئيس القضاء في مدينة بندر عباس، أن السلطات اعتقلت مشبوهاً في تورطه بافتعال حريق نشب أمس في «فندق هرمز»، موقعاً قتيلاً من فرق الإغاثة. وتشتبه السلطات في أن يكون الحادث متعمداً، اذ تلا حريقاً في مركز تسوّق في المدينة الخميس أسفر عن مقتل 3 أشخاص وجرح 26.