أوحى الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس، بأن بلاده ستعلن في الذكرى ال31 للثورة الإسلامية الشهر المقبل، بدء إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة، في ما قد يقلّص في شكل حاسم فرص اتفاق طهران مع الدول الست المعنية بملفها النووي، على اقتراح لتبادل الوقود النووي. جاء ذلك في وقت يتوجه سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي الى موسكو غداً، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام. وأفادت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (إيسنا) بأن جليلي، وهو ابرز المفاوضين النوويين، سيلتقي مسؤولين بارزين بينهم الرئيس ديمتري ميدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين. أمّا وكالة «مهر» فأشارت الى ان جليلي سيناقش مع المسؤولين الروس «العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية»، إضافة الى «مسائل مرتبطة بالملف النووي ومنها قضية مفاعل بوشهر» الذي أعلنت موسكو الأسبوع الماضي انه سيبدأ العمل هذا العام. وتأمل طهران برفض موسكو وبكين العقوبات التي يسعى الغرب الى فرضها على إيران، لعدم استجابتها المطالب الدولية بوقف برنامجها النووي. وقال نجاد بعد تقديمه مشروع الموازنة الجديدة لمجلس الشورى (البرلمان) إن طهران «ستزف خلال عشرية الفجر»، ذكرى الأيام العشرة الأولى من الثورة من الأول الى الحادي عشر من شباط (فبراير) المقبل، «أنباءً مفرحة في شأن انتاج وقود نووي مخصب بنسبة 20 في المئة، وحول الإنجازات الأخيرة في العلوم والتكنولوجيا، وهذه بالتأكيد ستسرّ قلب كل إيراني وكل محب للحرية في العالم». وأضاف أن «العلماء الشبان الإيرانيين حصلوا على هذه التقنية التي تحتكرها إحدى الدول»، معتبراً ان «الظروف الإقليمية والدولية مواتية لتصبح إيران إحدى الدول الفاعلة اقتصادياً في المنطقة والعالم». وأعلن نجاد أن موازنة بلاده للسنة الإيرانيةالجديدة التي تبدأ في 21 آذار (مارس) المقبل، ستكون أقل اعتماداً على عائدات النفط، في خطوة تستهدف الحد من تأثير أية عقوبات يفرضها الغرب على طهران بسبب برنامجها النووي. في غضون ذلك، نفى الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أن تكون بلاده رفضت تبادل الوقود النووي. وقال إن إيران تواصل المفاوضات مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) حول التبادل، معتبراً أن اتفاقاً في هذا الشأن سيعزز «الثقة المفقودة بين الجانبين». الى ذلك، أكد قائد سلاح الجو الإيراني الجنرال احمد ميقاني أن «أميركا سترغم على الرحيل عن المنطقة قريباً». وقال إن «المستكبرين يواجهون الآن الأمواج الهادرة للثورة، ولن يكون لهم موطئ قدم في المنطقة مستقبلاً». واعتبر ان الولاياتالمتحدة «على وشك الانهيار عسكرياً، نظراً للهزائم التي لحقت بها في العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين». على صعيد الأزمة الداخلية، جددت صحيفة «كيهان» المحافظة حملتها على رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني، معتبرة انه لا يزال يدعم «قادة الفتنة»، بعدما برّر الأخير «صمته» أحياناً حيال الاضطرابات في البلاد منذ الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي، ب «الظروف غير المناسبة والاستلهام من شخصيات دينية بارزة». وبدا أن رفسنجاني كان يرد على مرشد الجمهورية علي خامنئي الذي حض الأسبوع الماضي «كل الأطراف على أن تنأى بنفسها بوضوح عن الأعداء»، داعياً «النخبة المؤثرة خصوصاً الى تجنب الإدلاء بتعليقات ملتبسة». في غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان «أكدت على ضرورة خفض مستوى علاقات الجمهورية الإسلامية مع الحكومة البريطانية». وأضافت الوكالة أن اللجنة خصصت اجتماعها أمس لدرس سبل هذا الأمر، مشيرة الى «الدور السلبي جداً للحكومة البريطانية في الملف النووي الإيراني والدور التخريبي للمسؤولين البريطانيين في الأحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية الإيرانية». وثمة خلاف على هذه المسألة بين اللجنة ووزارة الخارجية الإيرانية، كما أن رئيس البرلمان علي لاريجاني طلب من اللجنة «إعادة النظر في هذا الموضوع الحساس، ودرس أبعاده عبر التشاور مع وزارة الخارجية والمجلس الأعلى للأمن القومي وسائر الأجهزة المعنية».