كرّمت الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز كأبرز شخصية بيئية في المملكة العربية السعودية. وتسلّم الجائزة نيابة عنه نجله الأمير فيصل بن خالد بن سلطان في حفل كبير أقيم مساء اول من أمس في مسقط لتكريم الشخصيات الفائزة في مجال البيئة، رعاه ممثل السلطان قابوس أسعد بن طارق آل سعيد وبحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية والوزراء المسؤولين عن قطاع البيئة في الدول الست. كما حصلت الأمانة العامة لمجلس التعاون على جائزة الإنسان والبيئة التي تبلغ قيمتها مليون ريال عماني (2.6 مليون دولار أميركي) تبرّع بها السلطان قابوس بن سعيد وأعلن عنها خلال قمة مسقط في كانون الاول (ديسمبر) الماضي. وتناولت الكلمات التي ألقيت في الحفل الدور المنوط بالأفراد والمؤسسات والحكومات للتصدي للتحديات البيئية والمناخية العابرة للحدود، وأهمية الوعي بالبيئة كأسلوب تربية وثقافة لا بد منها، مشيرة إلى أن دول الخليج معرّضة للتغيرات المناخية التي تصيب العالم كالاحتباس الحراري والتلوّث. وجاء في حيثيات فوز الأمير خالد أنه كان منذ صباه مهتماً بحماية البيئة بشقيها البري والبحري. وترجم اهتمامه بالبيئة البحرية من خلال عنايته بدراسة الشعب المرجانية الحية، والمحافظة على الثروات الطبيعية في أعماق البحار. وقبل تسع سنوات أنشأ «مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة الفطرية في المحيطات»، وهي تُكرِّس كلّ إمكاناتها للمحافظة على الحياة الفطرية في المحيطات وإعادة تأهيلها، ملتزمة حمايتها من خلال الأبحاث والدراسات، تحت شعار «علم بلا حدود». وخلال العقد الماضي نظّم الأمير خالد وموّل بعثات استكشافية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ. وأجرت المؤسسة في العام 2006، دراسة مهمة حول النظام البيئي الهش في جزر فراسان في البحر الأحمر، بين المملكة العربية السعودية واليمن. وقبل ذلك موّلت المؤسسة مشروعاً خاصاً بالبيئات البحرية الضحلة في سواحل جزر سيشل، من أجل المشاركة في وضع خطة نظام بيئي بحري. وتقديراً لمشاركته الجادة في حماية البيئة البحرية، واعترافاً بها، كُرِّم بمنحه جائزة حماية البحار التي تعد من أرفع درجات التكريم في هذا المجال. وفي اجتماع المجلس العالمي للحفاظ على الطبيعة في برشلونة العام 2008، أعلن الأمير خالد أن سفنه ستشارك في «حملة عالمية لاكتشاف الشعب المرجانية»، وستكون هذه الرحلة فرصة تاريخية للدول المهددة بنقص الموارد البحرية لمجابهة هذه التهديدات ودراستها وفهمها، بغية تطوير إدارة وإجراءات خاصة بحماية المحيطات. وقال في هذا الخصوص: «يجب أن نواجه تهديدات الحياة البيئية في المحيطات بالعلم والمعرفة، التي تكتسب من الأبحاث، حيث تترجم هذه الأبحاث إلى طرق عملية تبني عليها تلك الدول المتضررة أسس وقواعد للمحافظة على الحياة في المحيطات». وفاز بجوائز البيئة من الشخصيات كل من: من دولة الامارات الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي ماجد علي المنصوري، ومن البحرين الاستاذ المشارك في علوم البيئة ومستشار التنوّع البيولوجي الدكتور سعيد عبدالله محمد الخزاعي، ومن سلطنة عمان رئيسة جمعية البيئة العمانية السيدة تانيا بنت شبيب آل سعيد، ومن دولة قطر المدير التنفيذي للهلال الأحمر القطري خالد بن غانم العلي المعاضيد، ومن دولة الكويت الدكتور محمود يوسف عبدالرحيم. كما تم تكريم المؤسسات الصناعية والإعلامية الفائزة على مستوى البلدان الستة وتسلمت الدكتورة صباح الجنيد من البحرين جائزة أفضل بحث بيئي على مستوى الخليج، بعنوان «تأثيرات تغيّر المناخ بدول مجلس التعاون».