يبحث الإنسان في عموم حياته عن وقت ليعود إلى الطبيعة العذراء، فمن يسعده الحظ يتجه لمحافظة الداير بني مالك في جازان... ويسمع الكثير منا عن أوربا وجبالها ومرتفعاتها ومائها وأنهارها وشلالتها، ويظل يحلم بزيارة ليرى هبة السماء إلى تلك البقاع فيرتسم قدره بالسرور إذا وجه إلى بني مالك فيرى فيها كل ما حلم به وسعى لزيارته... وتمتلئ حياة الإنسان بالعديد من الضغوطات والأعمال والإرهاق ومن المدن والتلوث والزحام والضغط العصبي وكلها أمراض عصرية تصيب أغلب قاطني المدن، وعندها يحتاج الإنسان إلى هواء نقي ونسمات تعدل الدورة الدموية وتعيد توازن الجسم وراحة الصدر مبتعداً عن التلوث والزحام، وعلى الرغم من وجود العديد من الأماكن في المملكة تتوافر فيها تلك الميزات، إلا أن محافظة الداير بني مالك عندما تعلو فوق جبالها وهضابها تشعر وتستنشق هواءً معطراً، وتشعر بالنشاط الحيوي والذهني الذي يعتريك، ولا تدرى من أين جاء به إلا أنه من المؤكد أنه من جراء زيارتك للمحافظة. الأرض العذراء البكر: بنو مالك- الداير درة تعتلي تاج المملكة العربية السعودي السياحي، وتتزين بالغابات وأشجار العرعر والزيتون برائحتها الشذية والجبال الشاهقة والشلالات والأودية والجو المعتدل والتنوع الكبير في النباتات والحياة البرية، والتنوع في مواردها الطبيعية من الفواكه والخضار والنباتات المتنوعة، كل هذا يجذب عشرات الآلاف من السياح لها سنوياً، وتُعَدّ وجهة للكثير من المصطافين، كما تمتلئ بالعديد من مساحات زراعة البن في المملكة وهو أجود أنواع البن المحلي. تاريخ بني مالك: تقع محافظة الداير بني مالك في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية، وذلك في شمال شرق منطقة جازان، وتحدها من الشمال وادي الحياة التابعة لمنطقة عسير وجبال هروب، ومن الشرق قبائل آل تليد (الربوعة) التابعة لمنطقة عسير، ومن الغرب والجنوب الغربي قبائل بلغازي (محافظة العيدابي) وجبل فيفا، ومن الجنوب الحدود السعودية الجنوبية. وتتبع محافظة الداير بني مالك عدة مراكز، وهي: آل يحيى وآل زيدان وجبل الحشر ووادي دفا وعثوان. ويمتاز موقع المحافظة بأهمية كبيرة؛ لكونها تتوسط تلك المراكز ووجود سوقها الأسبوعي (سوق الداير الأسبوعي)، الذي يُعَدّ من أهم الأسواق. محافظة الداير بني مالك والجغرافيا: تعد محافظة الداير بني مالك جزءاً من جبال السروات الجنوبية الغربية والتي تتميز خصائصها الجغرافية بوجود عدة جبال تفصل فيما بينها أودية عميقة مناظرها خلابة وغطائها النباتي كثيف وحياتها الفطرية متنوعة. كذلك تشتهر بالمدرجات الزراعية الجميلة وتزرع فيها الحبوب كالذرة والدخن وغيرها كالموز والبن وقد نمت زراعة الأناناس والجوافة والمانجو والبرتقال واليوسفي بنجاح، ومن أهم أشجارها العرعر واللبخ والزيتون البري والتالق والأشجار العطرية كالكاذي والبعيثران وأنواع أخرى من الرياحين. وجبل بني مالك هو أعلى جبال السعودية، ويمتاز بجوه البارد ومناظره الطبيعية الخلابة، من المعروف أن جبل طلان من أجمل وأشهر الجبال في منطقة جيزان وأكثرها ارتفاعاً على مستوى منطقة جازان والذي يصل لحوالي 2322م، والذي تميز عن غيره بالجو اللطيف البارد طوال العام، والمناظر الخلابة التي تحيط به من كل جانب، والبيوت الأسطوانية والمدرجات الزراعية الدائرية، والقلاع والحصون الأثرية والتي توزعت في ذلك الجبل. جبل طلاّن الذي تربعت مدرجاته في شموخ عباب السماء، واغتسلت بقطرات المزن، وانتشحت باخضرار النبات، وتعبق بأريج السكب والأزهار البرية كالخزامى والكادي، وتزدان بكرم أهلها ونخوتهم وجمالها الطبيعي الأخاذ، والتي مكنتها من اجتذاب الكثير من أهالي المنطقة وزائريها والباحثين عن الطبيعة والأجواء العليلة. كذلك هناك جبال الحشر- العريف- آل صهيف- آل سعيد- خاشر- العزة- ثهران- العنقة- حبس- شهدان... ومن أهم أوديتها وادي جورى ووادي ضمد ووادي دفا... المناخ درجة الحرارة: الطقس في محافظة الداير بني مالك يكون بارداً شتاءً ومعتدلاً صيفاً بمعدل درجة حرارة سنوية أقل من (19) درجة مئوية، وذلك على المناطق الجبلية، وفي بطون الأودية يميل إلى الحرارة صيفاً؛ حيث يكون متوسط درجات الحرارة السنوي (29) درجة مئوية. ضباب وأمطار: تهطل الأمطار بصفة عامة في فصل الصيف (يونيو، يوليو، أغسطس)؛ حيث تحقق نسبة عالية جداً "إن لم تكن الأعلى في المملكة" من الترسيب السنوي، والأمطار غالباً تكون كثيفة وغزيرة. وأخيراً كل هذا الجمال والطبيعة الساحرة ألا تستحق اهتمام أكثر من المسؤولين في السياحة والآثار؟ ننتظر الجواب رغم كل شي . ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)