تقع محافظة بني مالك (الداير) في شمال شرق منطقة جازان، والتي تبعد عن مدينة جازان مسافة 120كم تقريبا. ويتبع محافظة بني مالك عدة مراكز وهي آل يحيى وآل زيدان وجبل الحشر ووادي دفا وعثوان. ويمتاز موقع المحافظة بأهمية كبيرة لكونها تتوسط تلك المراكز ووجود سوقها الأسبوعي (سوق الداير الأسبوعي) الذي يعد من أهم الأسواق الأسبوعية في المنطقة ويقدر عدد سكانها تقريبا بمائة ألف نسمة. وبها أكثر من مائتي قرية مفرقة في سفوح الجبال ذات المدرجات الزراعية الخضراء المعدة بأشكال هندسية وفي جولة (الرياض) استوقفتنا بلاد بني مالك الضاربة بجذورها في التاريخ والحضارة والأدب ناهيك عن جمال أرضها وإنسانها وكرم أهلها واحتفائهم بالضيف تجبر القادمين إليها أن يطيل في وقت الراحة والاستجمام. بني مالك لها تاريخ قديم يمتد إلى أكثر من سبعة آلاف عام، حيث تعتبر قبيلة بني مالك التي لها امتداد في الحجاز بل ان الكنعانيين والآراميين وقبائل طي هاجرت من بني مالك في التاريخ القديم. وهناك نقوش أثرية تعود لعصور سحيقة منها ماهو مكتوب بالخط المسند القديم في صخرة كبيرة (عقبة وادي جزن) إلى عقبة وادي جازان وهناك نقوش أخرى معينية وأسماء مواقع ومقابر أثرية تمتد الى حدود فيفا والعبادل والحشر والدائر وتشتهر محافظة الدائر بسوقها الشعبي الأسبوعي منذ القدم وان بني مالك تمثل المخلاف الشامي وتشير الدراسات ان سوقها الشعبي المشهور بسوق (عيسان) ومنه قول الشاعر في تكثيره: كثر الله خيركم قدنا على سفر البر من عيسان والعسل من لمجر وبني مالك جبال وأودية وقرى معلقة ذات فن معماري بديع وأشكال جمالية فريدة اسطوانية مربعة وفيها تضاريس جغرافية متنوعة وذات مدرجات زراعية خضراء والتي تعانق الأفق بشال ابيض من السحاب الملثم لأرض الجمال بني مالك. التضاريس تعد محافظة بني مالك جزءا من جبال السروات الجنوبيةالغربية والتي تتميز خصائصها الجغرافية بوجود عدة جبال تفصل فيما بينها أودية عميقة مناظرها خلابة وغطاؤها النباتي كثيف وحياتها الفطرية متنوعة.كذلك تشتهر بالمدرجات الزراعية الجميلة وتزرع فيها الحبوب كالذرة والدخن وغيرها كالموز والبن وقد نمت زراعة الأناناس والجوافة والمانجو والبرتقال واليوسفي بنجاح، ومن أهم أشجارها العرعر واللبخ والزيتون البري والتألق والأشجار العطرية كالكاذي والبعيثران وأنواع أخرى من الرياحين... ومن أهم جبال بني مالك... جبل طلان 2195م، ويمتاز بجوه البارد ومناظره الطبيعية الخلابة، كذلك هناك جبال الحشر - العريف - آل امصهيف - آل سعيد - خاشر - العزة - ثهران - العنقة - حبس - شهدان... ومن أهم أوديتها وادي جورى ووادي ضمد ووادي دفا... "وقد ذكرها ياقوت في معجم البلدان والهمداني في صفة جزيرة العرب كما ورد ذكرها في الآثار والأشعار". الطقس في محافظة بني مالك يكون باردا شتاء ومعتدلا صيفاً بمعدل درجة حرارة سنوية أقل من (19) درجة مئوية، وذلك على المناطق الجبلية، وفي بطون الأودية يميل إلى الحرارة صيفاً، حيث يكون متوسط درجات الحرارة السنوي (29) درجة مئوية. تهطل الأمطار بصفة عامة في فصل الصيف (يونيو، يوليو، أغسطس)، حيث تحقق نسبة عالية جداً "إن لم تكن الأعلى في المملكة" من الترسيب السنوي، والأمطار غالباً تكون كثيفة وغزيرة. الأماكن السياحية: تعد محافظة بني مالك بطبيعتها الجبلية الخلابة وغطائها النباتي الأخضر والحياة الريفية الهادئة. منطقة جذب سياحي لا ينقصها سوى التعريف بها والتوسع في الخدمات الموجودة والطرق والاستثمار الناجح من قبل رجال الأعمال، سيما وأن مشروع ربط محافظة بني مالك بطرق رئيسية مع منطقة عسير عن طريق الطرف والربوعة وكذلك قربها من جبل فيفا السياحي وسهولة الوصول إلى مدينة جازان وساحل البحر الأحمر. وأهم المواقع السياحية ما يلي: العين الحارة: هي عبارة عن عين متدفقة فوّاره شديدة الحرارة تقع في شعيب بين تكوينات صخرية بركانية تبلغ درجة حرارة مائها 90درجة مؤية. تقع العين الحارة في وادي ضمد قرب الحدود الدولية وتبعد عن الداير 20كم وقد أقيمت عليها مسابح ودورات للمياه وبها قسم خاص بالسيدات وهي مسوّرة من جميع جهاتها وتشرف عليها هيئة تطوير وتعمير منطقة فيفا وبني مالك. يقصدها الناس من كافة مناطق المملكة والخليج العربي واليمن للاستشفاء ويقضون فيها أياماً جميلة. المَوهِد: تكوين بركاني هائل وخانق جبلي عظيم يعترض مجري وادي ضمد الكبير، حيث يضيق هذا الوادي عند اختراقه إلى عرض مترين إلى ثلاثة أمتار ولمسافة تزيد على الألف متر مشكلاً للعديد من الشلالات الكبيرة والأعماق المائية السحيقة مع تعرجات شديدة وتكوينات صخرية مثيرة وأحياء مائية ونباتية متنوعة... علماً ان هذا الخانق الجبلي مجاور للعين الحارة، حيث يبعد عنها 2كم والماء فيه جارٍ بغزارة طوال العام. القرى الأثرية: اشتهرت المحافظة بقراها الأثرية ذات الأبراج العالية المربعة والمستديرة المبنية من الحجر، حيث برع أهل المحافظة في بناء هذه الأبراج الهائلة - بعلو عشرة أدوار - بأشكال هندسية بديعة تدل على ولعهم بالبناء وإتقانهم له حتى عهد قريب، وكانت هذه القرى تجمع بين الاستخدام السكني والعسكري كما يتضح لمن زارها. ولا يخلو وادٍ أو جبل من هذه القرى، كما أن لكل قبيلة قرية معروفة: كما يوجد العديد من القلاع الأثرية ومن تلك القلاع (قلعة المسيجد وقلعة الخطم والموفا والبهرة والمزدرب والنبعة والثوعية وقيار والولجة)، وهي قلاع تقع في بني مالك بمحافظة الداير بجازان وما زال بعضها يحتفظ برونقه الجميل، والبعض طاله الإهمال فتحولت إلى أطلال مواقع أثرية مهمة وقلاع شامخة تستحق الوقوف عندها كثيرا من قبل الهيئة العليا للسياحة وعدم المرور عليها مرور الكرام قبل أن يطالها جميعا الإهمال وتتحول إلى أطلال. قلعة الخطم قلعة تاريخية مهمة في جنوب شرق بني مالك، تحتوي على العديد من الأبراج، وتتكون من طوابق عدة، ولها نمط عمراني استراتيجي، إذ تقع على جرف صخري كبير يحيط بها من ثلاث جهات، والطريق من جهة واحدة، وهي بحالة جيدة حيث ما زالت تحتفظ برونقها الجمالي المتمثل في الابداع العمراني. والقلعة تحتاج إلى وقفة جادة وصادقة؛ فهي كنز أثري لا يُقَدّر بثمن. المسيجد قرية أثرية في جنوب شرق بني مالك من أروع ما قد يتصوره الإنسان في العمران الذي يعتمد على الصخور.. إبداع في التصميم وروعة في التنفيذ يدلان دلالة واضحة على ثراء سكان تلك القرية في تلك الحقبة من الزمن وعلو مكانتهم. القرية ما زالت بحالة جيدة وتحتوى على الكثير من الأبراج السكنية والآثار والنقوش، وتحتاج الى وقفات للحفاظ عليها ككنز تاريخي. قرية الولجة وهي قرية جبلية أثرية تقع في جبال آل يحيى بني مالك في الجنوب الشرقي من محافظة الداير، وهي عبارة عن مجموعة من البيوت يتوسطها برج مرتفع ذو تصميم مميز وفن معماري راق قلّ أن تجد مثيلا لها، ويقدر عمرها بأكثر من خمسمائة سنة. قلعة الموفا وهي قلعة أثرية صممت عند قمة أحد التلال، حيث تحيط بها الصخور من ثلاث جهات، ولا يستطيع أحد الوصول إليها إلا من جهة واحدة، ويفسر ذلك على أنه نوع من البناء الاستراتيجي من حيث الموقع الذي يكشف جميع المناطق المحيطة به وصعوبة الوصول إليه عند شن الغارات بين القبائل في تلك الحقبة من الزمن. والقلعة لها تصميم رائع، بجانبها برجان طويليان يبدوان أنهما كانا يستخدمان للمراقبة، وتزين شرفاتها بحزام دائري من المرو. والقلعة قد بدأت تتساقط وتحتاج إلى تدخل سريع لإنقاذها. قلعة النبعة هي من أهم القلاع الأثرية في بني مالك، وهي عبارة عن مجموعة من القلاع بعضها يتألف من سبعة أدوار، بالإضافة إلى ادوار موجودة في باطن الأرض، ويبدو ان تلك الأدوار السفلية كانت تستخدم لتخزين المواد الغذائية، ولها تصميمان مختلفان أحدهما مربع الشكل، والآخر اسطواني. والقلعة ما زالت بحالة جيدة. قلعة منصية تشرف على جبل شديد الانحدار ويستحيل تسلقه أو صعوده من الناحية الجنوبية، وهي حصون منيعة تتألف من ثمانية طوابق وتوجد في داخلها وحدات سكنية صغيرة.. ويعجب الإنسان من تلك الأيدي القوية التي شيدتها وكيف أمكن لها رفع تلك الصخور الضخمة إلى ذلك العلو الشاهق. قرية قيار تقع إلى الخلف من جبال خاشر، وفيها آثار قديمة ومبان عجيبة. بناء رائع في جماله وتصميمه الهندسي الفريد والمتميز، لا يشابهه أي بناء، تتكون من برجان طويلان يأخذان في الصغر كلما ارتفعنا تدريجياً. قرية المزدرب تقع في منتصف الطريق صعودا إلى جبال طلان.. ويستوقفك الإبداع المتمثل في تلك القرية الأثرية.. بناء جميل وتصميم رائع فريد يستحق الوقوف عنده ودراسة ذلك الفن المعماري المتمثل في تلك الأبراج العالية.. والقرية غنية بالتراث المختلف والمتنوع. قرية البهرة ويبدو أن لها من اسمها نصيب، وأنه قد اشتق من الإبهار؛ فهي قرية تبهر الناظرين، تقع إلى الجنوب من جبل آل سعيد بني مالك في مقابل قرية (الموفا) وقرية (النبعة)، بيوتها اسطوانية الشكل، وهي عبارة عن مجموعة من البيوت المتجاورة. قلعة الثوعية تقع إلى الشرق من بني مالك، وبها العديد من الحصون الاسطوانية والمربعة، ولا يعرف عن تاريخها إلا القليل، وهي من ضمن القرى والقلاع القريبة من بعضها، وحالها كتلك القلاع أعلاه، مبنية على جرف صخري من ثلاث جهات، وليس لها طريق إلا من الجهة الرابعة، والقلعة بدأ بعضها في الانهيار. والمحافظة على تلك القلاع واجب وطني وتحتاج إلى التدخل للحفاظ على ما تبقى منها وإصلاح الأضرار التي لحقت بها وبغيرها. وبعض السكان لا سيما الكبار في السن الذين اشتهروا ببناء المنازل الصخرية لديهم القدرة على إصلاحها متى ما وجدوا الدعم. فتركهما للزمن وعوامله الطبيعية هو تفريط في ثروة وطنية مهمة لا سيما ونحن مقبلون على تنمية سياحة تقوم على الاستفادة من كنوز وتراث وطبيعة هذا الوطن.. وما تلك القلاع وغيرهما سوى نذر يسير من قلاع وقرى كثيرة تكتنزها منطقة جازان عامة وبني مالك خاصة. الغابات والمطلات: توجد قمم جبلية مرتفعة تكسوها غابات خضراء من أشجار العرعر والزيتون البري والشجيرات المختلفة مع برودة الجو ورقة النسيم ومناسبته للرحلة والاستجمام وهي في نفس الوقت مطلات جميلة على الأودية والجبال المجاورة في منظر بديع وتوجد هذه الغابات في جبل العريف وطلان والحشر وآل امصهيف والغويفر. الخدمات تشهد محافظة بني مالك العديد من الخدمات التي ساهمت في تطور الخدمات المقدمة للسكان، حيث تنتشر بها العديد من المدارس للبنين والبنات وتتوفر بها الخدمات الصحية ويوجد كذلك بالمحافظة جميع القطاعات الأمنية التي تساهم في توفير الاستقرار للمواطنين، كما يوجد في القرى التابعة للمحافظة مشروع السقيا لسكان الفقراء في المناطق الوعرة تقدر تكلفته بمليون ريال ويوجد بها جمعية لتحفيظ القران الكريم كما تشهد المحافظة شبكة من الطرق العملاقة التي تربطها بالقرى والمحافظات الأخرى، كما تتوفر بالمحافظة والمراكز التابعة لها خدمة الكهرباء والهاتف والبريد كما يتطلع سكان المحافظة الى انشاء كلية صحية للبنين والبنات كما تقوم هيئة تطوير فيفا بدور كبير وملموس في الرقي بالخدمات في بني مالك.