أكدت مصادر قبلية ل"نبأ نيوز" أن مجاميعاً حوثية كبيرة أطبقت فجر اليوم الخميس حصارها الكامل على منطقة "منبه" بعد ثلاثة أيام من معارك عنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة دارت رحاها بمحاذاة حدود المملكة العربية السعودية. وأوضحت المصادر: أن المعارك التي دارت بين الحوثيين وقبائل "آل جلحا" و"دهباش"، أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن (45) قتيلاً من الطرفين وعشرات الجرحى منذ اندلاع المعارك يوم عرفة- بحسب معلومات أولية- وأن الشيخ "يوسف دهباش" وجه صباح اليوم نداء استغاثة إلى الدولة للتدخل، ونداء آخر إلى قبائل "آل عياش" الواقعة في الجانب السعودي، والتي ترتبط مع قبائله بصلات دم ومصاهرات، وذلك بعد قيام الحوثيين بقصف منزله في "المضة"، وعدد آخر من المنازل وتدميرها، وقتل أحد المشائخ "فرحان عزيز"، وتضييق الحصار على أتباعهم، وسط أنباء- لم تتأكد بعد- عن سقوط عدد كبير من الضحايا خلال معارك أمس واليوم، حيث يتهم الحوثيون هذه القبائل بالعمالة للدولة والمملكة العربية السعودية. وقد شوهدت عشرات العوائل من "آل جلحه" منذ يوم وقفة عرفة وهي تغادر منازلها فارة من نيران المعارك باتجاه القرى المجاورة، في مأساة إنسانية جديدة تدفع فيها النساء والأطفال ثمن جرائم تجار الحروب. وكانت الأحداث قد بدأت باشتباكات متقطعة نهاية الأسبوع الماضي، غير أنها انفجرت بمعارك عنيفة يوم وقفة عرفة 15 نوفمبر 2010م، بعد قيام مجموعة حوثية بالإغارة على مجموعة تابعة للشيخ "يوسف دهباش" في "منبه" وقتل (4) أشخاص منهم- طبقاً لما أكدته مصادر أمنية ل"نبأ نيوز". وأشارت المصادر ذاتها إلى أن لجنة وساطة ميدانية فشلت يوم الاثنين الماضي في وقف نزيف الدماء، مبينة أن اللجنة الوطنية لإحلال السلام بمحافظة صعده كلفت لجنة ميدانية بالتوجه إلى مديرية "قطابر" لاحتواء المواجهة المسلحة بين الطرفين، ورفع تقرير إلى اللجنة الوطنية عن أسباب القتال والطرف البادئ بإشعال نيران المواجهة المسلحة بين "آل جلحه" والحوثيين بمديرية "منبه"؛ إلاّ أن اللجنة فشلت في مهمتها، وذلك بعد رفض ممثل الحوثيين في "قطابر" مقابلة أعضائها.