حذرت وكالات المخابرات الأمريكية من ان المكاسب الأمنية التي تحققت في العراق يمكن ان تتحول الى عنف طائفي بعد انسحاب القوات الأمريكية الذي يقول مسؤولون امريكيون انه قلص النفوذ الأمريكي في البلاد بعد احتلال دام نحو تسع سنوات. وكانت التفجيرات التي وقعت في العاصمة العراقية بغداد وأدت الى مقتل 72 شخصا على الاقل دليلا جديدا على تدهور الموقف الامني بعد ايام معدودة من انسحاب آخر جندي امريكي من العراق. وقال مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب "ما يحدث يجب الا يكون مفاجأة لأحد." وقال روجرز وهو جمهوري في مقابلة مع رويترز "معظم الناس يعتقدون.. والتقييمات التي تخرج من هناك ترى ان هذا الانسحاب السريع المفاجيء وعدم وجود قوات على الارض سيخلق هذا الفراغ الذي سيملأه هذا النوع من المشاكل التي نراها." وصرح بان سحب القوات الأمريكية قلص النفوذ الأمريكي وان انتشار الفوضى في العراق هو في مصلحة إيران التي تريد أن تزيد نفوذها في المنطقة. ويمثل الصراع الطائفي المحتمل في العراق تحديا سياسيا لإدارة الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك اوباما التي أنهت الوجود الأمريكي الذي بدأ عام 2003 بقرار غزو العراق الذي أمر به الرئيس الأمريكي الجمهوري السابق جورج بوش. وفي مقابلة مع رويترز هاجم المرشح الرئاسي الجمهوري المحتمل ميت رومني الرئيس الديمقراطي لما وصفه "بفشل مميز" في الاحتفاظ ببعض القوات في العراق لمنع الانزلاق إلى صراع طائفي. وكان بوش رغم ذلك هو الذي وافق في الأشهر الأخيرة له في الرئاسة على انسحاب القوات الأمريكية من العراق بحلول نهاية عام 2011 . وفشلت المحادثات التي أجرتها حكومة أوباما للاحتفاظ بوجود عسكري محدود في العراق بعد انتهاء هذا الموعد حين طلبت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) حصانة من المحاكمة للجنود الأمريكيين عن أي جرائم يرتكبونها هناك. ورفضت الحكومة العراقية المطلب كما انقسمت النخبة حول وجود عسكري أمريكي بعد هذا الموعد. وفي تعليقه على تقارير مخابراتية قال مسؤول رفيع في الإدارة الإمريكية "كانت هناك انقسامات طائفية في العراق قبل أن نغزوه وستكون هناك على الأرجح صراعات طائفية بعد انسحاب القوات الأمريكية هذه نقطة واضحة." وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "لكن هذه الخلافات يجري الآن حلها من خلال السياسة والحوار. سفارتنا تساعد في العمل على حل هذه الخلافات. استمرار وجود القوات الامريكية لم يكن له دور."كما ان المجتمع المخابراتي رأى ان قوات الامن العراقية قادرة تماما على توفير الامن الداخلي."وصرح المسؤول بأنه من المهم التفريق بين توقعات الحكومة الامريكية عن هجمات للقاعدة في العراق بهدف تقويض اتفاق اقتسام السلطة وبين توترات سياسة بين قادة البلاد. وتعليقا على تفجيرات بغداد قال جاي كارني المتحدث الصحفي باسم البيت الابيض أمس الخميس انها لن تخرج العراق عن "مسار التقدم المستمر." وبعد يوم واحد من الانسحاب الامريكي أصدر رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي أمر اعتقال لطارق الهاشمي الذي يشغل منصب نائب رئيس العراق وهو أكبر مسؤول سني في العراق بتهمة التورط في اعمال ارهابية. وترى التقييمات الامريكية الاولية ان تفجيرات الامس في بغداد هي من تدبير ميليشيات سنية اغضبتها الاتهامات الموجهة الى الهاشمي. وقال مسؤول امريكي آخر ان العراق مر بالكثير من الأزمات السياسية ويمكنه أن يتخطى هذه الأزمة أيضاً.