حذرت وكالات المخابرات الأمريكية (سي اي ايه) من أن المكاسب الأمنية التي تحققت في العراق يمكن أن تتحول الى عنف طائفي بعد انسحاب القوات الأمريكية الذي يقول مسؤولون أمريكيون أنه قلص النفوذ الأمريكي ي في البلاد بعد احتلال دام نحو تسع سنوات. وكانت التفجيرات التي وقعت الخميس في العاصمة العراقية بغداد وأدت الى مقتل 72 شخصاً على الأقل دليلاً جديداً على تدهور الموقف الأمني بعد أيام معدودة من انسحاب آخر جندي أمريكي من العراق. وقال مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب وهو جمهوري في مقابلة مع «معظم الناس يعتقدون.. والتقييمات التي تخرج من هناك ترى أن هذا الانسحاب السريع المفاجئ وعدم وجود قوات على الأرض سيخلق هذا الفراغ الذي سيملأه هذا النوع من المشكلات التي نراها.» وفي مقابلة مع رويترز الخميس هاجم المرشح الرئاسي الجمهوري المحتمل ميت رومني الرئيس الديمقراطي لما وصفه «بفشل مميز» في الاحتفاظ ببعض القوات في العراق لمنع الانزلاق الى صراع طائفي. من جهة أخرى ألغي الاجتماع الطارئ الذي كان من المقرر أن يجمع أمس الجمعة قادة الكتل السياسية العراقية غداة يوم دام قتل فيه العشرات بينما كثفت الولاياتالمتحدة جهودها لدفع البلاد نحو احتواء الأزمة السياسية المستجدة. وقال المستشار الإعلامي لرئيس البرلمان ايدن حلمي في إن «الاجتماع الذي كان من المقرر عقده تأجل ولم يحدد حتى الآن أأي موعد جديد له بسبب فترة الإجازات المقبلة», مضيفاً أن «أسباباً أمنية تقف وراء التأجيل». وفيما تتخذ الأزمة العراقية منحى أكثر تعقيداً، كثفت الولاياتالمتحدة جهودها سعياً وراء دفع البلاد نحو احتواء التطورات الأمنية والسياسية التي باتت تهدد التوافق السياسي الهش. وأعرب رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال رايموند اوديرنو خلال لقائه رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي عن «قلقه حيال الأحداث الدامية التي ألقت بظلالها على المشهد السياسي العراقي والتي قد تؤثر سلباً على مسار التحولات الديمقراطية في البلاد»، بحسب بيان لمكتب النجيفي.