إلى أيْن يا قلبي تطير وتخفق=وتلقى من الأيام ما لا يصدق؟ تُسارف الدنيا تجوب دروبها=وتُغضي من الآلام دوْماً وتطرق ظلِيل المآسي حيث تحني جناحها=تروح على عين الرواح وتشرق غريبٌ على طين من الأرض لازب=وإن كان فيه ما يمور ويبرق وحرٌ وإن كانت قيود رفاته=لها لونها تلوي عليه وتطبق •••• إلى أين والأهوال في كل بقعة=تفتح آلاماً ماعليك وتُغلقُ؟ تهادت على فيح من الأرض لافح=فضاءاته من وقدة الفيح تحرق تعمق جرح الجرحتجتاحُ صوته=وإن كان هذا الجُرح في القلب أعْمق صريخُ الحشايا لاسبيل لوأده=وإن هدّه موتٌ، وحيَّاه ضيِّق وهاجت به صمُ الرواسي وقبلها=طُروق الليالي في حشاياه تطرُق •••• إلى "طيبة الأطياب" يممْت ناظراً=وفي النّفس أشواق من الشوق تعبقُ وفي الروح ما يغني الزمان عن الهنا=وفيها من الأسرار ما لايُمنطقُ تفتحت الأزهار في كل روضةٍ=وهذي الطيور الغانيات تُحلقُ مُروج من الإيمان ينداح عذقها=وفيضٌ من الإيمان أصل مُنمق وطهر مُصفى كالشذى في زهوره=وكالفجر من كل الرياحين يعبقُ "مدينة خير الخلق" شمسك أشعلت=رفاة البرايا فالفضاءات تُشرقُ وذاقت بكِ الأرواح طعم حياتها=وراح المدى من كل فجٍ يُصفقُ ويورد إنساناًويُصدر غيره=فيسمو على طول الزمان التأنق ومصدر إلهامٍ، وناموس رفعةٍ=ومغنى على مغنى الرشاد وأرفق هدية هاديها، وموئلُ عزها=ومأرز مَن لله بالله أوثق •••• "مدينة خير الخلق" حياك منشدٌ=له نسبٌ في ساكنيك معتقُ أتى يُنشد التأريخ قولاً مزخرفاً=وينفث في أجوائه ما يورقُ أتى ينشد الإيمان من أصل أصله=ويُصغي إلى هدي الحبيب ويطرق أتى يطلب العز التليد ويرتوي=على غابر الدنيا يجود وينفق يطوفُ على خير الديار، يُذيعها=تباشير مشتاقٍ، إلى الشوق أشوق •••• "مدينة خير الخلق" مازال في المدى="قُباء" ومازال الضياء يحلق ومازالت القصواء تتبع سيرها=تخبُ إلى ذاك المكان وتُشفق تُحيّي من الأعماق كل يمامةٍ=تغنى بها من شدة الحسن منطق وتهدي بنظرات الحبيب حبيبها=له في يديها فضل خير يُطوق ولكنها الأيام تجمع شمْلها=وتبْقى الليالي في النواحي تُفرِق •••• "مدينةُ خير الخلق" بين جوانحي فؤاد=إلى رُؤياكِ ما زال يخفقُ ومازال في روضٍ من الحب طافحٍ=إلى موطنٍ من فاره النّور يشرقُ تغني به الآمال نحو حضارةٍ=أساريرها من ربقة الرق تُعتق لكِ البشرُ في الدنيا، وفي خافق المدى=وفي كل ممدودٍ من الأرض يُشرق شرُفت بخير الخلق حيّاً وميتاً=فشرفكِ المولى العظيم المصدقُ ••••