رحلة البدء والمنتهى .. ديوان شعر لمعالي الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة سفير المفردات الرقيقة ووزير المعاني العميقة ..وشاعر العشق النبيل أترككم مع الإبداع اللامنتهي .. والإيقاع الشعري الندي .. والبوح الإنساني الشذي .. أترككم مع الحروف المنسكبة والمعاني الفواحة بلغة خاصة تنفذ إلى الروح كجنائن الياسمين العطرة . (رحلة البدء والمنتهى) قصائد تنوعت مابين القصيدة العموديّة و قصيدة التفعيلة مهداة لامرأة من زمن الياسمين بينهما لغة أثير، فهي وحدها القادرة على ضخ روح الحب والانسجام والوئام بروافد الحياة بلا ضفاف بلامنتهى ( إلى حارسة احتراقاتي .. الفراشة القصوى .. الفائزة أبدا .. تؤولني وتبعثني من الرماد ) ... اترككم مع بعض من قصائد الديوان: سبحان من خلق سبحان من خلق القلوب لكي تؤانسنا بآه وتذوب من وجد على ألف ولام ، ثم لام ، ثم آه سبحان ربي في علاه وفي سناه أسرى بقلبي من ثراه إلى مداه إلى رؤاه وأذابه وجداً ، فهذا منتهاه لمنتهاه .. الموعد الأول بين التردد والحياء طاب اختلاس الحب في عبث طفولي به رق المساء حتى ظننا أننا ، نجمين صرنا في سماء وجرى الحديث كأنه لحن ترقرق في انتشاء تمهل أقدم عمري الآتي .. لها كي يسلم الأمل وإني حين ألقاها .. تضيع بثغري الجمل كأني الطفل في يدها .. يهدهده الهوى الخجل براءة من قال إني خنتها .. وذبحتها وسفحت آخر قطرة .. من حبها من قال إني قد تركت ربيعها وعبيرها في كل زاوية يفوح بودها هي لم تزل أصل الهوى حبي لها .. أبداً لها .. إليك قيادي أغمضت عيني كي يراك فؤادي فسمعت آهاتي عليك تنادي أدركت أني في هواك متيم وعرفت أنك غايتي ومرادي وشعرت أنواراً تشع بخاطري ويداً تربت خافقي بوداد أفنيت نفسي في ضيائك نشوة وإليك يا أملي تركت قيادي غرام فاقبلي باقة الشعر مني فواحة عابق من شذاك هي أغلى اللآلئ عقدا تتهادى لنيل رضاك صغتها من دمائي نشيدا حبة ، حبة في هواك كفانا ما لقينا يا غراماً .. صرت للعمر قيودا .. كل من أهوى يجازيني صدودا .. مسرفاً في غيه .. صلفاً .. جحودا ! اكتفينا يا فؤادي .. وكفانا ما لقينا قدري في الحب .. أن أحيا حزينا ! أحقاً أنني وحدي وحين أعود ألقاها .. أداري الجرح والآها ففي أعطافها سكني .. ومثوى القلب مثواها تقول بأنني وحدي .. وأني كل دنياها وما حنت إلى صدر .. سوى صدري فآواها وأن الله أبدعها .. وأتقنها وسواها وسيرها إلى دربي .. لأبقى العمر أهواها حالة أنتِ لي موئل قلبي وربيعي وهوائي أنتِ لي خفقة صدري وابتهاجي وبكائي فاسكبي نفسك عطراً واسكني مجرى دمائي من أين أبدأ بالهوى الحب يقرئكِ السلام وتلعثمت شفتاي والعينان تقرئها الغرام المتمردة ماذا أصنع في أنثى أهواها .. لا أعرف حباً إلاها تحتل رحابة افقي .. بل تسكن في خفقي ! تجتاح مداراتي بالطول وبالعرض .. وتغلغل حتى آخر دفق في نبضي ! سهد .. كل نبض في حنايا النفس يدعو حبها وكأن الله لم يخلق نساء غيرها وكأن القلب لم يخفق غراما قبلها وكأن الحب قد حل على الأرض لها جنون لا يحد ألف سور كلما جاوزت سوراً ، لاح سور ، قام سد ألف بحر ، كلما صارعت موجاً جرني للشط مد ألف قيد ، كلما حطمت قيداً ، جاء سجان وقيد ومضى العمر سراباً بين آمال توارى .. أو ترد إلى من أهواه لن أطلب منك غراماً كي أتقرب .. تكفيني النشوة أن ابقى في فلكك تكفيني النظرة أن أحيا في ضوئك كي لا أتغرب .. قلب في مهب العشق توحدنا بلا ميعاد .. وجاوزنا مدى الآماد وكان لقاكِ آفاقي .. وكان بداية الميلاد اعتراف شاعرة عاشقة وكبحت تمرد أشواقي وهربت لنفسي من نفسي حائرة منهكة الأحداقِ إني أهواه ... لا أهواه .. وأخذت قراري سجلت بدفتره اسمي بين العشاق وبدأت به صفحة أشعاري فك الإسار ذاك الهوى المزعوم أنهكه الدوار أي الزهور تقول عنها للقفار أي القصائد صغتها للانتحار بيني وبينك لجة أضحت بحار وكأننا نجمان ضلا في المدار ضعنا وعشنا العمر نبحث عن قرار خبريني خبريني هل عندنا ما نقول فحديث الوداع هم يطول وابتهال العيون فيه الخبايا وازدحام الشجون فيه الدليل فالآلي تألقت في المآقي وحرام هذي الغوالي تسيل جئت بعد الغرق ليس لي في الهوى .. ليس لي في القلق قلتها كاذبا .. فالهوى كالألق فاضح كالضحى .. هامس في حدق حبيب الأمس أي حب جئتني اليوم به تطلب صفحا وودادا وصفاء أي شوق تدعيه للقائي بعدما أهدرت أحلام اللقاء فوداعا لن يعود الصفو حتى لو يعود العمر منذ الابتداء ودع غرامك ناحت عيوني وداعا وهي ذاهلة قالت ستورثني الأحزان والسقما ودعتها وجناح الصبر ودعني لما رأيت عزيز الدمع منهزما ليلة ورد الأخيرة خبريني كيف كنا .. وعصينا كل عادات القبيلة ومضينا نزرع الجدب خميلة ونغني لا نبالي أي همس وهدمنا كل أسوار السجون لا نبالي بإشارات الظنون وسؤال الناس من نكون ؟ ونسينا من نكون وعرفنا من نكون ! .. ابتعدي إني أخشى مني ، منك عليك وأخاف السهد يطوف على عينيك إني في يومي هذا أهواك وغداً في زحمة عمري أنساك فكي وثاقي يا من تقاسمني الهوى زيدي هوى فغداً يكون تباعد وفراق السر الجريح يا فؤادي لا تنادي .. بدوام الحب يوما كان حلماً في حياتي .. فغدا وهما وظلما شيء كان بقيت في أعيننا لمحة أشجان رفات غرام رماد حنان .. ورحلنا لكننا لم نترك حتى عنوان غربة إيه يا مكة الهدى للبرايا وجذوري في روضك المعطار كلما زارني خيال حبيب من مدارك الرحب أوقد ناري كلما نادى في المنارات حق ضج وجدي واحتلني استعباري واستطابت أطياف مكة فكري فهي داري وقبلتي وفخاري هبة هبة الله أيا أغلى الهبات املئي بالبسمة الوسنى حياتي وتعالي في ضلوعي واستريحي رددي “ بابا “ فبابا نغماتي جمانة جمانة نور تلألأ في حياتي وفي وجودي جمانة في خاطري أنشودة تثري قصيدي تيهي على حبي جمانة في الفؤاد وفي الوريد محمد عيش للمعالي وفي دنياي كن سندي دم شعلة للنهي والرشد والسدد وكن غدا قدوة الأجيال في بلدي يغمرك رب الورى بالعون والمدد أنت الفتى في الورى محمد ولدي الوصية هذه مكة لو شئت تلمس نوره في غارها تبصر الحق بهي الطلع في أحجارها صفوة الله ، اكتمال الخلق من أسرارها غيب البقاء ورحلت كالحلم الطليق الآن أقدر أو أقول بأنك الأقوى وأن ظلالك القصوى تهيم طليقة تعدو على الأبعاد لا تخشى الملام