.. أمس كان يوماً زاهياً في حياتنا، يوماً له طابعه الخاص الذي شكلته تلك "الطلعة" البهية "لسلطان" ذلك السلطان على القلوب قبل أي شيء آخر. نعم يا سيدي لقد افتقدنا تلك "الابتسامة" المطمئنة وتلك "الحيوية" الأخاذة، افتقدنا كل ذلك على مدى كل تلك الأيام العصيبة والشهور المريرة والقاسية على نفوس أحبتك وعلى قلوب كنت تسكنها ومازلت، وكانت تلهج بالدعاء لرب العباد ان يبعد عنك كل سوء وان يجعل هذا "البأس" كغفوة نائم يفيق منه وهو اكثر راحة واكثر ايمانا بأن الله لا يترك من آمن به وتفانى في حبه. .. أمس كان يوماً بهيّاً ليس كبقية الايام ونحن نستقبل فيه ذلك الرجل الانسان الذي جعل حرصه وحبه للانسان قبل أي شيء كان، فكان وهو في غمرة مشاغله" لا ينسى ذلك الانسان الذي يعاني من مصائب الدنيا لتصل اليه يد سلطان بكل خير. .. أمس وأنت تلتقي بأخيك الانسان قبل ان يكون – ملكاً – في تصرفه وفي اخلاقه وفي طيبة نفسه وفي سجيته فهو انساني النزعة وانساني النظرة والفكرة، أمس وانت تلتقي به كنتما تقولان لكل – الأرض – نحن قلب واحد في جسدين وفكرة واحدة في رأسين. .. تلك الجموع التي احتشد بها المطار كانت قلوبا تخفق بالحب والولاء، فهذه الرياض تفتح ذراعيها لتحضن "سلطان" ذلك الفارس الشهم الذي يأتيها وقلبه يسبق خطواته الى ثراها. كأن ذلك الشاعر الذي قال يوما – ما – وعدونا فسبقنا ظلنا.. كان يعنيه في جملته الغارقة في اللهفة والشوق والاشتياق، وهو يخطو على ذلك التراب الغالي بعيداً عن كل "البهارج" هذه الرياض وهي تخرج بكل فلذات أكبادها تبرهن وتعكس حب أبناء الوطن لسلطان: شاكرة لله ان حفظه لها وان أعاده اليها بسلامة في جسده وبعافية في روحه تلك الروح الوثابة التي تحيط بأبناء الوطن جميعاً.. دم سالماً ومعافى دائماً.