فجع المواطنون كما فجع المجتمع الدولي بفقد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ، هذا الزعيم الفذ ورجل الدولة من الطراز النادر الذي سخر نفسه لخدمة دينه ومليكه ووطنه ، بل إن مآثره العظيمة امتدت إلى شعوب الأرض في كل أرجاء المعمورة ، فأين ما تذهب شرقا أو غربا تجد سلطان بن عبد العزيز ، سلطان الخير والنماء ، سلطان الإباء والشهامة ، سلطان المحبة والإخلاص . أعماله الكثيرة شاهدة وتثقل ميزانه بإذن الله ، فكم مدرسة بنى ، وكم ملجأ شيد ، وكم مسجداً عمر ، ناهيك عن الحالات التي لا تعد ولا تحصى التي أمر بعلاجها في الداخل والخارج ، والأسر المعوزة التي وفر لها أسباب العيش الكريم ، حتى لا يكاد يذكر الخير إلا ويكون سلطان حاضرا ، ولا تذكر الإنسانية إلا وتجد أعمال سلطان أمامك . كان سموه رحمه الله أبا رحيما وأخا عطوفا للجميع صغيرهم وكبيرهم ، يغيث الملهوف ، وينصر المظلوم ، ويعين ذي الحاجة ، ويحق الحق ، ولا تأخذه في الله لومة لائم . إننا اليوم لمحزونون لفقدك يا سلطان الإنسانية ، يا أميرنا الباسم فلم تكن الابتسامة تفارق محياك ، وكنت بلسما للجميع ، كما كنت وفيا للجميع و نبيلا وكريما مع الجميع ، كما كنت آية في حسن الخلق ، وقدوة في الإخلاص والوفاء ، ونموذجا في التضحية والفداء . إن قلوبنا تنزف ألماً لفقدك أيها العزيز الغالي ، ولا نملك في هذه اللحظات العصيبة التي يعجز اللسان فيها عن التعبير عما يكنه لك من مشاعر صادقة سوى أن نقول يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي . صدق الله العظيم . كما نبتهل إلى المولى جل شأنه أن يتولاك بعنايته وأن يكرم نزلك ، وأن يغسلك بالماء والثلج والبرد ، وأن يبدلك داراً خير من دارك ، وأن ينزلك منازل الصديقين والشهداء والصالحين . أ.د. عبد الرشيد حافظ عميد شؤون المكتبات ومدير مركز النشر العلمي جامعة الملك عبد العزيز