حين نسلط الضوء على مشكلة ما أو نكشف عن سلوكيات خطأ في البعض منا، فنحن هنا لا نهدف إلى إلقاء اللوم على آدم أو حواء، لكننا ببساطة نطمح لأن نكون الأفضل، سواء كأفراد أو كمجتمع، كيف لا ونحن أمة محمد عليه الصلاة والسلام خير أمة أخرجت للناس.لكن السؤال هنا.. كيف نصبح أفضل إن كان البعض منا قد خلع رداء الحياء وقذف به في الهواء؟ كيف نرتقي وحواء لم تعد حواء؟ كيف نرتقي وهي اليوم كالذئب الذي يرتدي قناعاً وينتظر اللحظة المناسبة للإنقضاض على فريسته تماماً كأحداث قصة ليلى والذئب. ما يحدث بين بنات حواء اليوم داخل عالمهن الخاص هو أمر مؤلم، بل الأصح أن نقول بأنه "مخيف" فالأقنعة انتشرت بشكل كبير وتنوعت أشكالها وألوانها بحسب الموقف وحسب الحاجة وحسب فصول السنة أيضاً. وهناك على سبيل المثال لا الحصر أقنعة خاصة بالعمل وأخرى تختص باللقاءات الإجتماعية وأخرى بالأزمات. لكن أن يصل الأمر إلى انتهاك قدسية العلاقة الزوجية في مجالس وصالونات النساء فهذا مالا يمكن السكوت عنه، وأتساءل أين تكمن المتعة في كشف المستور والثرثرة بما يحدث داخل جدران المنزل وإفشاء أدق الأسرار والتفاصيل في جلسة سمر مع الصديقات! سأكون قاسية وأقول بأنه تصرف – مشين - يقشعر له البدن ولا يصدر إلا ممن لا تعرف ماتعنيه كلمة "الأسرة" . فجمال العلاقة الزوجية والأسرية يكمن في خصوصيتها وبقائها في دائرة تجمع بين قلبين اثنين، وتقوم على الثقة والإحترام، فهي أمانة و"حُرمة" لا يجوز هتكها بأية حال من الاحوال وتحت أي ظرف من الظروف إلا عند الحاجة إلى علاج ما لدى طبيب أو مختص، عدا ذلك فإن عدم احترام الخطوط الحمراء والبوح بما يعتبر "عيباً" من باب التسلية هو سبب مباشر لهدم الكيان الأسري، خاصة حين توجد من بنات حواء من تستهويها سرقة ما بيد غيرها أو التلذذ بإيذاء الأخريات لنقص فيها، وهنا تستغل كل ما تسمع في تحقيق ما تهدف اليه، والشبكة العنكبوتية مليئة بالقصص التي يندى لها الجبين. بقي أن أقول بأن الحل بإعتقادي يكمن في خلق الوعي الثقافي والسلوكي في المجتمع وتعزيز مبادىء احترام خصوصيات الغير والحرية الشخصية، وهذا واجب علينا جميعاً دون استثناء، أما حواء فنصيحتي لها أن تتوقف فقط عن الثرثرة. كاتبة ومذيعة