قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «استوصوا بالنساء خيرا» حديث رائع يقشعر له الأبدان معانيه عميقة عباراته محكمة، صالح لكل زمان ومكان لو قمنا بتفسيره لظهرت لدينا كتب عديدة تخدم وترتقي بحياتنا الشخصية. لن أطيل عليكم المقدمة ولكن يحزنني أن أرى الرجل الذي انظر إليه كأب وأخ وزوج وصديق، عندما يقوم بتحويل وسائل الاتصالات الحديثة كالجوال والانترنت إلى سلاح يهدد به نصفه الثاني (المرأة) فأنا أضع المسؤولية عليك أيها الرجل كونك قوام علينا والظهر الذي نستند عليك فجميل وجهك بلا أقنعة فلا تلبس قناع الذئب أو تتقمص شخصية الصياد يحز بخاطر كل بنت سعودية أن تسمع بأن بعض شبابنا يلقب بألقاب دنيئة لا تليق بك كرجل سعودي شهم. سيدي ألا تلاحظ معي بأن الجرائم الالكترونية بداخل بلدنا ومجتمعنا الحبيب كثرت وبسببها انتهى مستقبل فتيات وتدمرت اسر، فأنا اخاطبك اليوم أنت يا أخي وصديقي واضع بين يديك هذه المشكلة وأريد أن نتعاون معاً لقتلها كي لا تتحول إلى ظاهرة يصعب اقتلاع جذورها. فلا تحول العلاقة الإنسانية التي اوجدتها الظروف والأقدار بينك وبين المرأة إلى علاقة ضبابية خالية من النور أو النهايات السعيدة كالزواج مثلاً، فلا تكن يا سيدي القاضي والجلاد القاسي الذي يعاقب نصفه الآخر بنشر صورها أو مكالماتها الغرامية فصحيح هي أخطأت وأنت أخطأت ايضاً!! فكيف ألغيت أو تناسيت ثقافة الستر فمن ستر على مسلم ستر الله عليه يوم القيامة وابعد الفضيحة عنه بإذن الله. ولا تقول بأنها هي من باعة نفسها وشرفها وكرامتها تستحق الذل والاهانة لا يا سيدي فإذا هي أجرمت بحق نفسها فأنت ستجرم بحق عائلة ومجتمع كامل فسينتشر الفساد الأخلاقي وستنعدم الثقة بين افراد المجتمع وتتفكك الروابط الإنسانية ويضيع الاحترام بين الجنسين. سيدي المسألة عظيمة ولها أبعاد عديدة فلا تراها من منظور انك انتقمت لنفسك ولرجولتك فاستخدام اسلوب الابتزاز والتشهير قد يؤدي إلى انتشار مشكلات اجتماعية متنوعة وأفعال وسلوكيات سلبية مثل (هروب الفتيات من منازلهم أو طردهم أو انتشار ظاهرة غسل العار أو الانتحار وغيرها..) فسوف يتحول مجتمعنا إلى جحيم! فستكثر الجرائم وتملئ السجون وتنهك السياط من كثرة الضرب. ولكن لماذا لا تكون الناصح إذا أخطأت؟ ولماذا لا تكون الساتر إذا عصمت؟ فأنا مؤمنة بأنك أهل لتحمل المسؤولية فنصفك الثاني كالشجرة المثمرة كلما اعتنيت بها وسقيتها وحافظت عليها أزهرت وأثمرت وأمدتك بالظل والراحة والسكينة، فمسك بيد نصفك الثاني وارتفعوا وارتقوا معاً وخططوا لبناء مجتمع إسلامي سعودي متطور متحضر نفتخر به بين شعوب العالم، بعيداً كل البعد عن الابتزاز والتشهير والانتقام.