القنصل العام للجمهورية التونسية بجدة طرح سيادة الرئيس زين العابدين بن علي للشعب التونسي خلال الخماسية 2009- 2014 ، برنامجا انتخابيا تحت شعار «معا لرفع التحديات» جدّد من خلاله العهد مع التونسيين والتونسيات من أجل مواصلة مسيرة البذل والعطاء مسيرة الفعل والإنجاز لتحقيق أهداف نوعية جديدة تستجيب لتطلعات المجموعة الوطنية وتوطّد أركان مناعة بلادنا وعزّتها وكرامتها. إنّ ما تضمّنه هذا البرنامج الشامل والمتكامل من رؤية استشرافية ثاقبة وتوجهات رائدة وأهداف طموحة في نطاق روزنامة عمل محددة ليهيّئ الأرضية السانحة للحفاظ على مكاسب الحاضر وإثرائها ولتدعيم العوامل الكفيلة بتأمين متطلبات المستقبل ورفع تحدياته باقتدار. لقد وجدت كل الفئات والجهات في تونس طموحاتها في هذا البرنامج الذي اتسعت مضامينه ومحاوره لكل تونسي، إنّه برنامج شامل ومتكامل العناصر يستند الى رؤية استشرافية لتونس المستقبل متسلّح بمكاسب وإنجازات بوأت بلادنا لاحتلال مراتب متقدمة في كوكبة الدول الصاعدة.ولأن التحديات تتالى وتتجدّد ولا تنتهي جاء برنامج «معا لرفع التحديات» معبراً عن مدى الاستعداد لمواجهتها، تحديات الديمقراطية والتنافسية والمعرفة والطاقة والطبيعة والبيئة وكذلك تحدّي الأجيال من أجل إدماج الشباب في الدورة الاقتصادية والحياة العامة علاوة على تحدّي اللحاق بمصاف الدول المتقدمة. يتمثل الهدف الأساسي للبرنامج في إعداد تونس للارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة بعد ان تحققت المتطلبات الأساسية وذلك عبر نقلة نوعية في الأهداف التي أصبحت لا تتعلق بتحسين مستويات الدخل فحسب بل كذلك بتأمين جودة الحياة والرفاه الاجتماعي من خلال مزيد دعم مستويات العيش وتوفير مواطن الشغل الكافية وبالنوعية المطلوبة وفي كل الاختصاصات وخاصة منها الواعدة.والمتأمل في هذا البرنامج ،المنهج، يلاحظ بالتأكيد انه بمثابة «خارطة طريق» للسياسة التنموية خلال الخماسية القادمة، فالبرنامج ينطلق من المكاسب المحققة واستنتاجات التجربة التنموية خلال العقدين الماضيين ومن المرجعيات التي ميزت العمل التنموي من التغيير كما يستند الى تحليل معمق للتحولات العالمية.كما يتضمن البرنامج الرئاسي الجديد، بعدا استراتيجيا يستمد قوته من خلال عدة عناصر ومحاور لعل ابرزها عمق شعار البرنامج «معا لرفع التحديات» الذي يمثل رسالة واضحة لبعده الاستراتيجي من منطلق أنّ رفع التحديات هو شأن وطني يهم كل تونسي غيور على مصلحة البلاد ومدافعا عن مكاسبها وإنجازاتها بالاضافة الى أن تضمّنه لاشارة واضحة للبعد الاستراتيجي اعتبارا الى أنّ رفع التحديات يستوجب ضبط أهداف استراتيجية دقيقة وسياسات برامج ملائمة قادرة على تحقيق الأهداف المرسومة. ومن جهة أخرى يحتل البعد الاقتصادي والتنموي مكانة محورية في هذا البرنامج إذ أن 13 نقطة تتعلّق بصفة مباشرة بهذا المجال كما ضبط أهدافا كمية دقيقة من أهمها بلوغ 7 آلاف دينار كمعدل للدخل الفردي وإحداث 425 الف موطن شغل في أفق 2014 وحدّد خططا واستراتيجيات من ضمنها إنجاز جيل جديد من الإصلاحات الاقتصادية والمالية فضلا عن إرساء استراتيجية وطنية لتعزيز المحتوي المعرفي والتكنولوجي والنهوض بالقطاعات المجدّدة وذات القيمة المضافة. ويستند هذا البرنامج الى رؤية متجددة للمقاربة الوطنية للتنمية الجهوية عبر مجموعة من التوجهات الاستراتيجية من أهمها إحكام إدماج مختلف جهات البلاد وتعزيز تكاملها بتجاوز النظرة «شرق-غرب، شمال، جنوب» لتكون البلاد فضاء تنمويا متناسقا وذلك من خلال بنية أساسية متطورة وطرقات تربط بين كافة المناطق والأقاليم كما أقرّ البرنامج توسيع صلاحيات الجهات وتعزيز دورها في بعث المشاريع وتطويرها وصيانتها والنهوض بالاقتصاد الجهوي وتنويعه بمختلف الولايات عبر استكشاف الإمكانيات المتوفرة. لقد راهن الرئيس بن علي على الإنسان وعلى الارتقاء به الى أفضل المراتب حيث اعتبره محور العمل السياسي والإصلاحي وهدف الخطط التنموية والاجتماعية ومرجع القرارات والمبادرات في شتى المجالات وارتكزت مقاربة سيادة الرئيس ضمن البرنامج الجديد على جملة من الثوابت الجوهرية لعل أبرزها وأعمقها التلازم بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي وحماية حقوق الإنسان بمفهومها الشامل والمتكامل دون مفاضلة او تمييز فلقد أكد البند الثاني «ترسيخ متواصل لحقوق الإنسان وقيم التضامن» تعلّق رئيس الدولة بمزيد دعم مسار الديمقراطية وإثراء بنيانها وفق الخصوصية التونسية والحرص على تعزيز حقوق الإنسان معتبرا في هذا السياق «أن مقاربة تونس لحقوق الإنسان كانت دوما مقاربة شاملة قوامها التكامل بين مختلف أصناف تلك الحقوق وأجيالها والتلازم بينها واحترام كونيتها والانتصار لها»..إن الحكم الرشيد هو الذي يدرج ضمن حساباته تتالي التحديات وتجاوز الهزّات والأزمات مهما كان نوعها.إن تاريخ الدول يصنع الرجال فالشعب الوفي الذي عايش قائدا فذّا سيقوده إلى مرافئ الأمان من صالحه ان يتشبّث به ليواصل معه مسيرة البناء والتشييد... فمن استطاع كسب رهانات الأمس ومغالبة الصعاب هو الأقدر والأجدر على رفع تحديات المرحلة المقبلة.