تُعرف الدوامة على أنها حركة دورانية محور بشكل سريع، وقد يتحد بالأشياء المحيطة ليصبح أقوى وأكثر فتكًا، مسببًا لأعاصير شديدة السرعة و الخطورة، و تاركة وراءها العديد من الخسائر التي سيتكبدها الإنسان، وهذه ظاهرة طبيعية جداً، ولا أحد يستطيع معرفة وقت حدوثها، لكنها في الحقيقة تحدث. وابتكر الأفراد طرقاً للتعامل معها للحدّ من تأثيرها. ولكن، ماذا لو كان هذا المحور الذي تدور حوله هذه الدوامة الشديدة فردًا ؟ دعونا نتخيل أن فردًا ما يقف في حياته، و حوله دوامة شديدة السرعة و تدور حوله؟ دوامة من المشكلات النفسية و الاجتماعية التي تحدث بشكل مستمر و تحدثُ ثقوبًا في نفسه و تشكيكًا في قدراته على التخلص من كومة المشكلات التي تحاصره. في الحقيقة، تتخزن جميع المعلومات و المواقف و المشاعر في العقل الباطن، كما هي حال المشكلات التي تظل عالقة في العقل، مالم تتم معالجتها بشكل دقيق وصحيح، و عدم معالجتها، يجعلها في حالة استنفارتام ممّا يؤثر على مستوى التفكير ويرهقه، و يضعف التركيز، وقد يواجه الفرد ضعفًا في مستوى ثقته بنفسه بسبب التراكمات السلبية المحيطة به. قد يتساءل الكثير: لماذا تطاردني المشكلات إلى أي مكان؟، وحينما نتدبر الأمر، نجد الإجابة قابعة فينا، حيث ان الأفراد الذين يتجاهلون المشكلات كوسيلة للتخلص منها، فإنهم يضعون مشكلاتهم في زاوية عن المسكوت، مع استمرارهم بالتجاهل، حتى يجد نفسه على المحك، فكل مشكله جديدة تحرِّض المشكلات غير المحلولة بالظهور، ممّا يجعلها بإحداث دوامة من التفكير والغضب و القلق للفرد. إن المشكلات التي تحدث للفرد، إنما هي عقبات، و تجاوزها بمثابة تمارين تعمل على تقوية مرونة الفرد و تمكّنه من التجاوز، كما أنه لا يخفى علينا، أننا إذا واجهنا سلمًا مكسوراً، فإننا نتخطّى درجات السلم، كي نصل إلى وجهتنا. فلنتعامل بذات الطريقة مع المشكلات، والتي من ديدن الحياة وجودها، و لنعلم أننا أمام تحدّيات كبيرة و كثيرة، وعلينا أخذ الحلول من المشكلات، وعدم التوقف والمضي قُدماً فحسب.