يعتمد كل فرد منا على مشاعره التي يشعر بها في مختلف المواقف و الظروف، و تتأرجح المشاعر صعوداً و نزولاً ،فهي غير ثابتة أبدًا ،إنما تتحرك وفق ما يمرّ به الفرد ،و في كل مرحلة من مراحل المواقف، يكتسب العقل إعتقادات يبنيها من شعوره تجاه المواقف أو تجاه نفسه أو الآخرين على حد سواء. وتتخزن ذكريات مشاعر مواقف الفرد في عقله الباطن وتدخل في حالة سكون. و مع تواجد المؤثرات، تظهر مرة أخرى في نقاط ربط بين المواقف المختلفة و المتغيرة مالم يتم معالجتها حين حدوثها ،فهي أشبه بالتراكمات النفسية، والمشكلات العالقة التي تُركت دون حل ، ويظهر تأثيرها ولكن بشكل أقوى ممّا كانت عليه في السابق. وقد تتغير حالة الفرد النفسية بشكل ملحوظ إلى السلبية و الحزن في مواقف ليس لها علاقة بقاعدة مشاعره، ويعود هذا إلى المشاعر المغفول عنها والمتروكة دون مواجهتها ، والشعور المتزايد بالقلق الشديد و التوتر النفسي الذي يحدث من تحرك المشاعر ، وقد يكون ظهور هذه المشاعر في أوج الفرح ،فتنزل حالة الفرد النفسية إلى أدنى مستوياتها بعد صعودها. وفي الحقيقة حينما يصمت الفرد عند حدوث بعض الأزمات ويفضِّل عدم التفكير فيها أو معالجتها ،فإنها تتخزن في عقله و تتحكم في سلوكه وتصرفاته وحكمه على الأمور بطريقة خاطئة ،مع دخوله في دوامة من الألم النفسي و لوم الذات المؤذي و تزايد شعور الحزن ، وقد يتعجب الفرد من نفسه حيال أسباب شعوره بكل هذا والإجابة تكمن داخله. على الفرد أن يدرك كيفية التعامل في المواقف العصيبة التي تترك مشاعرسلبية واضحة على النفس و التي تحدّ من تقدمه وأن يكون صارماً في عدم الإنصات إلى هذه المشاعر ،والتي تباغته على شكل موجات من الحزن و الغضب ،ومعالجتها من خلال التنفيس عنها بالتعبير أو كتابتها،وألا يعتمد على المواقف لأنه ليس بالضرورة أن تكون جميع الأحداث سيئة وفق مشاعره.