تحتضن محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية والبالغة مساحتها 91,500 كيلو متر مربع الكثير من أشجار الطّلحيّات، التي تُعدُّ العمود الفقري للغطاء النّباتي، وتتكون من العديد من الأنواع وأشهرها شجرة الطلح بالإضافة للسمر، والسّلم، والقرض، والقتاد، وغيرها من الأنواع الشجرية الخشبية. ويشكل شجر الطلح الذي تشتهر بها شمال المملكة، وينتشر بصورة طبيعية، مصدراً غنياً للمراعي الطبيعة، والظل للكائنات البرية في الصحاري العربية، إضافة إلى أنه تستخرج من أصماغه علاجات طبيعية عديدة، وأزهاره مصدر غذاء للنحل، فهو مصدر إنتاج العسل الطبيعي في ظل اختفاء الأنواع النباتية الحولية في هذا التوقيت من العام، ويعتبر عسلها من أجود أنواع العسل، قوي الطعم والرائحة، ومن ألذ أنواع العسل المنتج من أشجار الأكاسيا في المملكة. ولأشجار الطلح صفات تشريحية وفسيولوجية تجعله يتميز بقدرته وتأقلمه على التغيرات المناخية كالجفاف والتصحر، وهناك أشجار من هذا النوع ظلت لسنوات صامدة، كبرت معها أجيال. وموطن شجرة الطلح الأصلي صحراء الجزيرة العربية وهي شجرة شوكية من جنس الطلح، الذي تتفرع منه عدة أنواع تنتشر هذه الأنواع في عموم الجزيرة العربية، ويعد نوع الطلح من أكثر أنواع الأشجار الطلحية الخشبية انتشارًا في شبه الجزيرة العربية، وينمو الطلح النجدي في منطقة نجد-في الغالب- ويبدأ إزهارها في نهاية شهر يونيو، ويتزامن التزهير مع شدة ارتفاع درجات الحرارة. يذكر أن محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية قامت بحملات لتأهيل الغطاء النباتي في السنتين الأخيرة، واستزراع مئات الآلاف من أشجار الطلح في الوديان والشعاب داخل نطاق المحمية، من أجل تحقيق مستهدفات السعودية الخضراء وتعزيز إسهامات المملكة في حماية البيئة، وتحسين جودة الحياة وتنمية الغطاء النباتي وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، عبر زيادة الغطاء النباتي، من خلال تعزيز المشاركة المجتمعية وتحفيز المجتمع المحلي على الإسهام في حملات زيادة الغطاء النباتي وتعزيز السلوكيات الإيجابية للحفاظ على البيئة وحمايتها، في خطوة من الهيئة لرفع نسبة الغطاء النباتي وتحقيق التنمية المستدامة التي تعد أبرز مستهدفات رؤية المملكة 2030، إضافة إلى المشاركة بحملة "السعودية الخضراء".