توقع المدير العام لشؤون الزراعة في المنطقة الشرقية سعد المقبل، آثاراً «سلبية» على البيئة في المملكة خلال السنوات العشر المقبلة، بسبب «الاحتطاب الجائر»، ولم يستبعد حدوث «التصحر، والتدهور البيئي، والتدهور في التنوع الإحيائي، وحدوث التعرية الهوائية والمائية للتربة بسبب الاحتطاب»، لافتاً إلى أن إزالة هذه الأشجار «يحرم الغطاء النباتي من مصدر مهم للبذور، وارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. كما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة للمناطق المتأثرة». فيما قدرت دراسة حديثة، أجرتها مدينة «الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية»، حجم التدهور السنوي للغطاء النباتي الشجري بسبب الاحتطاب، بنحو 3376 هكتاراً. وأكد المقبل، أنه وصل العام الماضي إلى نحو 13.712 هكتاراً. واعتبر خلال احتفال أقيم أول من أمس، بمناسبة «أسبوع الشجرة»، المقام تحت شعار «الشجرة صديقتي»، في مشتل الزراعة في القطيف، الاحتطاب «أحد العوامل الرئيسة التي تؤثر على الغطاء الشجري الطبيعي، إذ يتم التركيز على الأنواع التي تستخدم كوقود، مثل «الاكاسيا»، والسمر، والطلح، والقرض، والسلم، والسيال، وأنواع أخرى». وأوضح مدير الزراعة، خلال الاحتفال الذي افتتحه وكيل إمارة الشرقية فيصل العثمان، أن «الغطاء النباتي النامي في المناطق الجافة وشبه الجافة، الذي ينمو تحت ظروف بيئية بالغة القسوة، يتميز بخصائص تجعله قادراً على مقاومة ظروف الجفاف، وارتفاع درجات الحرارة، وتحمل الإشعاع الشمسي العالي». وأضاف أن «في المملكة ينمو 87 نوعاً من الأشجار، 80 في المئة منها تقع في جنوب المملكة وغربها، وينتشر الباقي في أودية وفياض ورياض المملكة. وتبلغ الكثافة الشجرية والثمرية العالية في الوديان بنحو 20 شجرة وشجيرة في الدونم»، موضحاً أن أهمية الغطاء النباتي في المملكة تكمن في «حفظ التوازن البيئي، وتوفير الغذاء للحيوانات المستأنسة والبرية، والمحافظة على التنوع الحيوي، واستخدامها كمصدات للرياح، وبناء المنازل، وتستخدم في بعض الصناعات اليدوية، واستخدامات أخرى طبية واقتصادية وبيئية». وقُدم عرض مرئي، تحدث عن زراعة الشجرة، والاهتمام بها، والحفاظ على الثروة النباتية، والحد من الاحتطاب الجائر، ما يؤثر سلبياً على ظل ونقاء البيئة. إلى ذلك، شارك مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، في فعاليات «أسبوع الشجرة»، عبر فعاليات وأنشطة حول الأهمية البيئية للشجرة، إضافة إلى التوعية بدورها في مكافحة التلوث، من خلال زيادة نسبة الأكسجين في الجو، وامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، أحد أهم مسببات التلوث، وكذلك تشجيع التشجير واستزراع الأشجار وأثر انعكاس المساحات الخضراء على الصحة النفسية والعضوية. وقام المدير العام التنفيذي للمستشفى الدكتور خالد الشيباني، بغرس شتلات زراعية في المساحات المزروعة في المستشفى الذي تبلغ مساحة المسطحات الخضراء فيه نحو 86.071 متر مربع، تضم 60 ألف زهرة موسمية، و1044 شجرة، إضافة إلى 681 نبتة داخلية موزعة في أرجاء حرم المستشفى.