بعد غياب طويل للفريق الاتحادي عن تحقيق لقب دوري المحترفين؛ باعتبار أن آخر منجز تحقق للنادي كان في عام 2009م أمام الهلال، الذي سبقه تحقيق اللقب في عام 2007 من أمام نفس الفريق الأزرق؛ لتغيب إنجازات مسابقة النفس الطويل على مدار 11 عاما على التوالي عن الاتحاد؛ بسبب التخبطات الإدارية والتحزبات التي حاصرت النادي لسنوات؛ كان أبرزها التخلص من العناصر الفعالة في الفريق من لاعبي الخبرة، وجلب لاعبين آخرين محليين وأجانب لم يستطيعوا صناعة الفارق، وقيادة الاتحاد إلى بر الأمان- ليس هذا فحسب- بل تسبب جلب هؤلاء اللاعبين بعقود مبالغ فيها جدا؛ لتراكم الكثير من الديون والإشكاليات التي أوصلت الفريق إلى المصارعة على الهبوط في موسمين متتاليين، ولعلنا نسلط الضوء على أبرز التحولات التي صاحبت النادي في الموسمين الماضي والحالي، في ظل رئاسة الرئيس الحالي أنمار الحائلي، والأخطاء البدائية التي قلبت الموازين ما بين أمل ورغبة المنافسة والتصادم بالواقع المرير، ومن أهمها.. الإعداد السيئ يظهر الموسم الحالي، وكأنه صورة طبق الأصل من النسخة الماضية، بعد أن خسر الفريق الاتحادي أولى المواجهات بالعام الماضي أمام الاتفاق، التي شهدت الاستغناء بعدها عن المدافع البرازيلي المتواضع برونو، لتسرع الإدارة بالتعاقد مع المحترف الدولي المصري أحمد حجازي، الذي غيَّر شكل الفريق، وأعاد الاعتبار والهيبة للدفاع الاتحادي، واعتبر التعاقد مع حجازي أولى خطوات التصحيح بعد الخلل الكبير والواضح الذي عانى منه الاتحاد منذ سنوات كثيرة، ليعيد للأذهان ذكريات الزمن الجميل، ولكن في الموسم الحالي لم تتعلم الإدارة من الدرس الماضي، بعد الإعداد السيئ في المعسكر الخارجي من خلال المباريات الودية المتواضعة، بعد نقله من دبي إلى النمسا، وكذلك في عدم المحافظة على الجهاز الفني البرازيلي بقيادة كاريلي، أو الاستغناء عنه قبل إقامة المعسكر وجلب المدرب الروماني كوزمين كونترا، إضافة إلى تغيير اللاعبين الأجانب بعد الخسائر التي لحقت بالفريق في بداية الموسم الحالي؛ حيث تم الاستغناء عن حارس الفريق الدولي فواز القرني، ولاعب الرأس الأخضر غاري رودريغيز، وعدم إتاحة الفرصة للبرازيلي كورنادو من المشاركة في افتتاحية الموسم التي خسرها الفريق أمام الفيحاء، لتحضر ردة الفعل المتكررة منذ الموسم الماضي بالتعاقد مع المدافع عبدالله الحافظ، والمهاجم الأجنبي يوسف نياكاتي، والحارسين أسامة المرمش وصالح الوحيميد، إضافة لإحداث ارتباك داخل الفريق بعد الدخول في مفاوضات مع المحترف البرازيلي أنسيلمو ووضع المحترفين كريم الأحمدي وبرونو هنريكي تحت ظل القائمة المهددة بالإبعاد. كل هذا كفيل بجعل أي لاعب يشعر بأنه غير مرغوب في بقائه بالفريق، في حال سمحت الظروف بذلك. غرور أنمار شهدت غرفة الملابس احتفاليات خرافية، كان بطلها رئيس النادي أنمار الحائلي، خاصة بعد مواجهتي النصر والأهلي، وكأنها بطولات ذهبية تحققت، وذلك من خلال رصد مكافآت فوز ضخمة، إضافة إلى كلمات في غير محلها أصابت الفريق بالغرور والتخاذل والتراخي، ومن أبرز العبارات التي صدح بها الرئيس:" لو يوجد فريق أقوى منا.. نبي نحقق الدوري". صدارة ضغط غاب قائد الفريق السابق محمد نور في بداية الدوري عن الأضواء، والأنظار والمشهد في البيت الاتحادي قبل فترة الإعداد، ليعود في وقت الانتصار أمام النصر والأهلي بعبارة "صدارة ضغط" التي أسهمت في وضع الفريق الاتحادي تحت ضغط دائم داخل الميدان، وكذلك الجمهور في المدرجات، و الممرات ومواقع التواصل الاجتماعي؛ ما أشعر اللاعبين بالغرور، في وقت يحتاج فيه الفريق للهدوء والسير خطوة بخطوة نحو الهدف، ولكن حدث العكس بالتعادل مع صاحب المركز الأخير التعاون عقب حصد نقاط النصر، وضياع خمس نقاط بعد الفوز على الأهلي، أمام فريقي ضمك والشباب. إرادة بلا إدارة ما يحدث داخل الفريق الاتحادي منذ بداية الموسم من أجواء إدارية على جميع المستويات، لا يبشر بموسم ذهبي، فقد شاهدنا وجود خلافات مع الحارس فواز القرني أسفرت عن رحيله عن النادي، إضافة لرفض اللاعب فهد المولد المشاركة مع الفريق أمام الفيصلي عقب خسارة اللقب العربي أمام الرجاء المغربي، وكذلك عدم حسم تجديد عقد نجم الفريق الظهير الأيمن سعود عبدالحميد حتى الجولة التاسعة من الدوري، إلى أن وصل الأمر للبطاقات الملونة المجانية التي يحصل عليها اللاعبون في المباريات، التي كان أبرزها 4 بطاقات صفراء لكل من" سعود عبدالحميد وحمدان الشمراني في 7 جولات، يقابلها صفر بطاقات للمحترف المصري أحمد حجازي. هذه البطاقات الملونة المجانية أثرت بشدة على الفريق في مواجهة ضمك، ليعود الثنائي في لقاء الشباب وسط أجواء متوترة تسببت في طرد حمدان الشمراني، وحصول سعود عبدالحميد على بطاقة صفراء جديدة بعد دخول متهور وغير مبرر على لاعب الشباب، إضافة إلى التصرف الذي ظهر به فهد المولد أثناء اعتراضه على التبديل، وتهجمه على الجهازين الإداري والفني أمام أعين المشاهدين، ومغادرته لملعب المباراة بشكل غير احترافي.. كل تلك الأمور أسهمت في خسارة النمور بثنائية أمام الليث الشبابي، أفقدت الفريق صدارة الدوري، وقلصت الفارق بينه وبين المنافسين الآخرين.