لليوم الثالث على التوالي تجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات الشرعية ومليشيات الحوثي المدعومة ايرانياً في جبهة مريس في شمال محافظة الضالع. يأتي ذلك في وقت صدت فيه المقاومة المشتركة هجوما عنيفا لميليشيات الحوثي في منطقة الزيلة، مكبداً الميليشيات خسائر فادحة، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى. ونقل موقع "سبتمبر نت" التابع لوزارة الدفاع اليمينة عن مصادر محلية أن ميليشيات الحوثي حشدت أعداداً كبيرة من مقاتليها. وقالت ذات المصادر أن الميليشيات استدعت 3 ألوية إلى جبهة مريس، وكشفت أن تلك الألوية هي نفس التي كانت تقاتل في حجو. وتهدف الميليشيات من وراء هذا الحشد إلى التقدم نحو مدينة الضالع وتأمين محافظة إب من الجهة الشمالية الغربية، حيث يخوض الجيش اليمني معارك عنيفة في شرق المحافظة، ويسيطر على مديرية النادرة. وفي مديرية عبس بمحافظة حجة شمال غربي البلاد، تمكن الجيش اليمني من أسر العشرات من ميليشيات الحوثي. وأفاد المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة أن الجيش الوطني أسر خلال اليومين الماضيين العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية، خلال العملية العسكرية التي أطلقتها المنطقة في مديرية عبس، التابعة لمحافظة حجة، شمال غربي اليمن. في غضون ذلك كشف تقرير صادر عن شركة "ريكورد فيوتشر" Recorded Future الدولية المتخصصة بشبكة الإنترنت، أن ميليشيات الانقلابية كثفت من مراقبتها لمحتوى شبكة الإنترنت. وأشار التقرير إلى أن الميليشيات نشرت أجهزة تحكم "نتسويبر" net swiper في شركة الإنترنت اليمنية "يمن نت" والتي تحكم السيطرة عليها منذ انقلابها على الشرعية مطلع العام 2015. وأضاف التقرير أن حجم البنية التحتية للإنترنت في اليمن يتناقص بسبب قطع ميليشيات الحوثي لكابلات الإنترنت. كما ذكر التقرير أن الميليشيات تنتهج سياسة التعتيم والتجهيل من خلال قطع خدمة "يمن نت" وفرض حظر وقيود إضافية للحصول على المعلومة. وأوضح أن ميليشيات الحوثي تواصل التجسس على اليمنيين في تطبيق واتساب. وفي صياغ منفصل شدد وزير الكهرباء والطاقة اليمني المهندس محمد العناني، على أن عاصفة الحزم التي انطلقت في ال26 من مارس 2015، مثلت محطة هامة في تاريخ اليمن المعاصر، وستبقى حاضرة في وجدان اليمنيين، نموذجاً لقيم ومعاني الأخاء، المتمثل في تلبية الأشقاء في المملكة ودول التحالف العربي لنداء اليمنيين، بإطلاق عاصفة الحزم من أجل استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، وهزيمة المليشيات التي حولت حياة اليمنيين إلي جحيم لا يُطاق، حين أسقطت الدولة واستولت على مؤسساتها وسرقت حياة الناس وأحلامهم ودمرت مدنهم، وحملت معها الخراب إلي كل مكان وصلت إليه في مدن وبلدات اليمن، عبر مشروع الانقلاب والفوضى الذي أرادت أن تُغرق فيه اليمن. واضاف العناني : لقد أرادت المليشيات أن تختطف حياة الناس وتضع الجميع تحت طائلة المعاناة، واستثمار حالة البؤس الذي يبقيها، فكانت استجابة الله لدعوة المظلومين، وكانت العاصفة في الموعد بالاستجابة لطلب الشرعية اليمنية ممثلة برئيس الجمهورية عبدربه منصور هاد، وكانت أولى ثمارها أنها أسقطت الانقلاب وهزمت مشروع الفوضى الذي أرادت إيران إغراق المنطقة فيه وتصدير الفوضى عبر مشروع الثورة المزعوم، خدمة لأجندتها وأطماعها الحاقدة، مستخدمة هذه المليشيات التي جاءت من خارج مؤسسات الدولة، واهمة في لحظة ما أنه سيكون بمقدورها إعادة اليمن إلي سنوات ولَّت من حكم الإمامة ومشروعها المُتخلف. وتابع: بعد مرور أربع سنوات من انطلاق عاصفة الحزم، بات اليمنيون يدركون حجم ما يحيط بهم من مخاطر، عبر مشروع إيران بما تحمله من أحقاد وأفكار تقوم عبر نشر الكراهية وإذكاء الصرعات الطائفية وتمزيق النسيج الاجتماعي، وتبنى مشاريع التطرف التدميرية التي لا تقبل التعايش، إلا أن اليمنيين كانوا أكثر إدراكاً لكل ما يتهددهم من مؤامرات، فاختاروا مشروع السلام والإخاء القائم على تجسيد قيم المحبة والتسامح، وقرروا هزيمة مشروع الموت القادم من ايران، والاستعانة بالأشقاء في المملكة العربية السعودية والتحالف العربي، في هزيمة هذا المشروع الذي يستهدف المنطقة برمتها. وأكد الوزير اليمني، أن اليمنيين لن ينسوا موقف الأشقاء في المملكة، وأنهم باتوا اليوم اكثر توحداً مع إخوانهم في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ويحملون لهم أسمى مشاعر العرفان والوفاء. ولفت العناني، إلى أن قطاع الكهرباء كان المتضرر الأكبر من حرب المليشيات ضد عموم اليمنيين، حرب أغرقت خلالها المدن والمناطق اليمنية في ظلام دامس، بفعل قذائف نيرانها المصوبة تجاة المدن والأحياء السكنية والمنشآت الخدمية، دون تفريق بين ما هو مدني وعسكري، إضافة إلي أن المليشيات نهبت منشآت الكهرباء والمعدات، واستولت على مقومات وإمكانيات قطاع الكهرباء، وسرقت كميات الوقود المخصصة للمحطات لتستثمر في معاناة اليمنيين التي كانت سبباً فيها.