حذر عضو مجمع محققي ومدرسي حوزة قم العلمية، المقرب من خامنئي، محمد تقي فاضل ميبدي، من زيادة السخط الشعبي في البلاد، بالتزامن مع حلول ذكرى اندلاع مظاهرات عارمة، طافت عشرات المدن الكبرى قبل عام. وقال ميبدي، في مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا” شبه الرسمية: إن “الناس غير راضين عن الظروف الراهنة في إيران؛ بسبب “الضغوط” الاقتصادية، وحال استمرار هذه المشكلات وتفاقمها من الممكن أن ينتهي تحملهم أيضا”. وأضاف ميبدي : إن أزمات الاقتصاد المحلي في بلاده يرجع سببها بالأساس إلى سوء أداء حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني؛ فيما اعتبر العقوبات تلعب دورا في هذا الصدد، على حد قوله. يشار إلى أن انتفاضة شعبية عارمة زلزلت أركان نظام إيران لأكثر من 10 أيّام بين أواخر ديسمبر 2017، ومطلع يناير 2018، حيث احتشد المتظاهرون في نحو 70 مدينة إيرانية كبرى، قبل أن تتدخل أجهزة أمنية، أبرزها مليشيات الحرس الثوري الإيراني لقمع المحتجين. وشكلت الطبقات الشعبية القوة الضاربة في تلك التظاهرات الحاشدة، حيث وصلت حصيلة ضحايا أيام الغضب هذه إلى نحو 25 قتيلا، وكذلك اعتقال ما بين 4000 ل 7000 شخص بحسب التقديرات، فضلا عن وفاة 3 محتجين داخل السجون الإيرانية في ظروف غامضة، وأضاف ميبدي: إن “الإيرانيين في الشوارع أصبحوا يناضلون أمام مشكلات الاقتصاد، مشددا على أن إحجام الإيرانيين عن التظاهر مجددا، لا يعني مطلقا رضاءهم عن الوضع القائم. وشدد فاضل ميبدي على ضرورة إجراء إصلاحات في مجالات الاقتصاد، والسياسة، والقضاء، وعدها خطوة لا بديل عنها للحيلولة دون تصاعد وتيرة التذمر الشعبي في الداخل، على غرار اندلاع احتجاجات ما عٌرفت ب “ثورة الفقراء”. وتأتي تحذيرات رجل الدين المقرب من نظام ولاية الفقيه، في أعقاب معاناة ملايين الإيرانيين على مدار الأشهر الأخيرة من أزمات اقتصادية طاحنة؛ بسبب العجز الحكومي عن التوصل لحلول بشأنها، خاصة بعد أن قاربت مؤشرات التضخم السلعي حاجز 50%. واعتبر ميبدي ضمنيا في حديثه أن الإيرانيين في الداخل باتوا لا يثقون بوسائل الإعلام الحكومية، وعلى رأسها هيئة الإذاعة والتلفزيون؛ كونها لا تعكس واقع أزماتهم المعيشية على غرار احتجاجات عمال السكر والفولاذ في جنوب غربي البلاد.