يبدو بوضوح من خلال الانتفاضة الإيرانية العارمة التي شملت كافة المدن والمحافظات الإيرانية والتي دخلت في أسبوعها الثاني، وارتفعت وتيرتها من خلال الاشتباكات بين المتظاهرين وجند النظام، ومن خلال الهتافات الشعبية والشعارات المرفوعة بكراهية أبناء الشعب الإيراني للمرشد وزبانيته، وارتفاع سقف المحتجين المطالبين بسقوط نظام الملالي الذي أهدر ثروات البلاد الطائلة في دعم التنظيمات الإرهابية في كل مكان والمضي في تطوير أسلحة الدمار الشامل لتهديد دول الجوار ودول العالم بها. يبدو من خلال فعاليات تلك الاحتجاجات أن النظام الدموي الفاشي في إيران بدأ يترنح، وتبدو عليه علامات الهزيمة والانكسار، ذلك أن الثورة الشعبية ليست محدودة بأعداد قليلة، فأغلبية سكان تلك المدن والمحافظات هبت عن بكرة أبيها لإعلان احتجاجها ورفضها نظاما متسلطا على رقاب أبناء الشعب الإيراني، وأن هذا الاعلان المشهود لن يتوقف رغم محاولات النظام قمع المظاهرات بشتى الوسائل والطرق والأساليب الفاشلة، فاندلاع شرارة الثورة لن تنطفئ بالسهولة التي يتصورها النظام الفاشي الذي أخذ يشعر أن وضعه السلطوي سوف يفلت من قبضته بفعل تلك الاحتجاجات الشعبية الكبرى التي لن يتمكن من احتوائها والسيطرة عليها. التظاهرات الحالية هي أكثر قوة وانتشارا وهي مغايرة لتلك التي حدثت عام 2009 حيث كانت الاحتجاجات وقتذاك محصورة في طهران العاصمة، أما التي يشهدها العالم اليوم فانها عمت كافة أجزاء إيران بما يدل على تصاعد كراهية الشعب الإيراني لنظامه الدموي الموغل في ارتكاب أخطائه ومساوئه داخل إيران وخارجها، فلا صحة لما زعمه المرشد بأن الاحتجاجات تجيء بدعم وتحريض خارجي، والصحيح أن الأرض الايرانية آخذة في الغليان تحت أقدام طغاتها وأن النظام آيل للسقوط لانهاء الأزمات التي أدخل إيران في نفقها، فالمعارضة مشروعة للخلاص من ممارسات قمعية وطائشة ضد مطالب الشعب الإيراني وضد دول العالم قاطبة. ستون مدينة إيرانية تشتعل حاليا بالاحتجاجات العارمة والاشتباكات بين المتظاهرين وجند النظام، وقد حان رحيل المرشد وأعوانه، فالدعوات للرحيل لم تخرج من حناجر أبناء الشعب الايراني وشعاراتهم المرفوعة فحسب، ولكنها خرجت أيضا من الأوساط السياسية داخل الدول الكبرى وكافة دول العالم المحبة للحرية والاستقرار والسيادة، فالخسائر البشرية في الأرواح التي زهقت ظلما أثناء الاحتجاجات أمر رفضته تلك الدول، كما هو الحال في رفضها تدخلات المرشد في الشؤون الداخلية للغير، وتصدير ثورته الدموية في كل اتجاه وتصميمه على تحديث وتطوير أسلحته التدميرية الشاملة. الأخطاء الفادحة التي ارتكبها النظام الايراني بحق الايرانيين وبحق شعوب المنطقة وشعوب العالم لن تتوقف الا برحيله عن الحكم، وتسليمه بارادة أبناء الشعب الايراني القوية التي لن تقهر بأساليب القمع التي يمارسها النظام ضد المحتجين المطالبين بحقوقهم المشروعة والمطالبين بايقاف تدخلات النظام في شؤون الغير وتوقفه عن تمويل الارهاب ودعمه، وتوقفه عن تهديد دول العالم بالأسلحة التدميرية الشاملة التي يقوم بتطويرها وتحديثها.