الضجيج القطري الذي لم يحقق الجزء اليسير من أحلام اليقظة على امتداد العقدين الماضيين، بدأ مشروعا ضخما لنوايا بيتت بليل تهدف لإحداث مثل هذا الضجيج ،بل أن المخطط رمى إلى علو نبرة الصخب الفارغ مع مرور الزمن لأهداف جلها محصور بأحقاد تجاوزت حد تنافس الجيران المعهود في مجالات كالأمن والتنمية والسلام ورفاهية المجتمع بل بلغت حدود الاستفزاز ومحاولات الإقصاء وإحداث الضرر المباشر بالقادة والشعوب على حد سواء ولهذا أصبحت الدوحة قبلة القتلة بغض النظر عن الدين والمذهب وقد برزت أدلة واضحة وضوح الشمس على أن الخطر قادم من نتوء في خاصرت الخليج هو اقرب للعدو المتربص ولو ادعى دون إثبات عملي مقنع غير هذا. شخصيا أجزم بأن الشعب القطري كفيل بتصويب المسار وتجريم المخططين والمنفذين القادمين للمنطقة بجوازات سفر بالية بعد أن لفظتهم أوطانهم الأصلية فالجزيرة القناة التي رسمت سياسة الدوحة مع إشارة البث الأولى ستلفظ المحرضين من المؤسسين وتعود قناة مستقلة حقا في القول والعمل بلا صراخ ولا ضجيج لتكسب المصداقية التي أضحت في خبر كان بعد أن أدركت الشعوب العربية قاطبة أن سياستها الإعلامية بنيت في الأصل على انتهاج الشحن لتفتيت العرب وقد أنجزت شيئا من هذا عبر تصدير "فوضاها الخلاقة" اقتداء بتصدير ثورة صناع المليشيات بالضبط فرأينا ما آلت إليه سياسة التجييش المدعومة من الدوحة في ليبيا ومصر وسوريا واليمن وغيرها وستغادر تلك القناة في أسوأ احتمال كما أكد أحد منظريها عندما قال بالحرف "جوازي البريطاني في يدي وقرار الرحيل وارد في أي وقت"، أما القطريون فلن يرحلوا بل سيبقون إخوة وجيرانا وارحاما وعزوة لأشقائهم الخليجيين من الماء إلى الماء، ولا اعتقد أن بينهم من لا يدرك خطورة السياسة القطرية على أمن الخليج بل أن أغلبهم سئم من السلوك العدواني وأدرك أهمية عودة قطر لحضنها الخليجي العربي. الشعب القطري الكريم أولى بالمبالغ الضخمة التي تصرف على منصات إعلامية يديرها مرتزقة فقطر ليست بحاجه لتبذير الأموال من اجل خلخلة الأنظمة ودعم القتلة فذلك الهدف وضيع في اعراف أبناء الخليج عامة ثم إن قطر لن تكبر ذات يوم وتصبح بحجم إيران التي سبقت الحمدين بالكيل والحقد الدفين لأبناء الأمة ولا زالت تراوح في نفس المكان دون ان تحقق جزءاً يسيراً من أهداف دنيئة ارتدت عليها بالويل والثبور فأصبحت معزولة وستظل طالما ظلت أذيتها قائمة. سيبقى أمن وأمان أهلنا في الدوحة من أمننا وأماننا ولنا في ذكرى غزو الكويت ما يؤكد متانة اللحمة ووضوح الرؤى عندما تنادت مروءة أبناء المنطقة واتحدت مواقف دول الخليج ولولا الله ثم قادة دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة وعلى رأس تلك الدول المملكة العربية السعودية لسقطت دول وتشردت شعوب وتحققت أحلام المتربص قبل استلاب سلطة الوالد لغرض انكشف تباعا وبلغ مرحلة لا يمكن السكوت عليها ومع هذا توالت النصائح والمحاولات لتعديل الاعوجاج من باب الحرص على قوة مجلس التعاون الخليجي وعدم تمكين الشامتين من فرح مؤكد لحظة السقوط رغم استحالة التأثير حتى وإن أضحت قطر خارج المجلس. قادة دول الخليج ذوي الحكمة ورجاحة العقل استنكفوا فضح السياسات القطرية متأملين العودة لجادة الصواب فيما كانت ابواق النظام القطري تكيل الشتائم وتبث الأكاذيب وتدس السم بالعسل ومن هنا جاء دور تقسيط دلائل إثبات المؤامرات الواحد تلو الآخر وفي الجعبة الكثير فلعل القوم يعقلون.