قال سياسي فرنسي محافظ إن الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون "ينسف" المشهد السياسي بسعيه لتشكيل حكومة تشمل منافسين سابقين من اليسار واليمين. ويرغب ماكرون في التغلب على الانقسام بين اليمين واليسار الذي يهيمن على فرنسا منذ عقود ويسعى لجذب شخصيات من خارج حزبه الجديد (الجمهورية إلى الأمام) لاستكمال قائمة الوزراء الجدد المتوقع إعلانها يوم الأربعاء. وقال الأمين العام لحزب (الجمهورية إلى الأمام) ريتشارد فيراند لراديو فرانس إنتر "نريد أن نجمع الناس ونتجاوز الانقسامات التي أصبحت عديمة الجدوى". وتثير سياسة "فرق تسد" التي ينتهجها ماكرون، المنتمي للوسط والذي فاز بالانتخابات في السابع من مايو أيار، القلق في الحزب الاشتراكي وحزب الجمهوريين اللذين لم يتجاوزا بعد آثار الهزيمة في الانتخابات الرئاسية. ويخشى سياسيو الحزبين من سعي ماكرون لضم المزيد من الشخصيات البارزة من الحزبين في إطار محاولاته توسيع قاعدته السياسية قبل الانتخابات البرلمانية الحاسمة في يونيو حزيران. وفي مؤشر على القلق تبرأ فرانسوا باروان رئيس حزب الجمهوريين من زميله إدوار فيليب لقبوله عرض ماكرون بتشكيل الحكومة. وقال باروان "ما يقترحه إيمانويل ماكرون هو نسف (الحياة السياسية) وليس إعادة تشكيلها". ويقود باروان حملة الحزب في الانتخابات البرلمانية المهمة لمستقبل حزبه والمهمة أيضا لفرص ماكرون في تنفيذ سياساته الصديقة للسوق والمؤيدة للاتحاد الأوروبي. وقال بنواه هامون الذي جمع ستة في المئة فقط للحزب الاشتراكي في الجولة الأولى بانتخابات الرئاسة إن اليسار لا ينتمي إلى الحكومة المقبلة. وقال "من يتخيل أن اليسار سينهض إذا أصبح جزءا من تحالف بقيادة عضو في حزب الجمهوريين". وشملت قائمة المرشحين اشتراكيين ومحافظين ووسطيين ووافدين جدد. وقال ماكرون إنه يريد فريقا من 15 عضوا على أكثر تقدير وهو أقل عددا من الحكومة الاشتراكية المنتهية ولايتها. وكان من المتوقع إعلان الحكومة في وقت متأخر يوم الثلاثاء وتأجل الإعلان حتى الأربعاء في الساعة 1300 بتوقيت جرينتش. وقال مكتب الرئيس إن ماكرون يرغب في إتاحة الوقت لإجراء تحريات مستفيضة عن الوزراء خاصة مواقفهم الضريبية وتجنب تضارب المصالح. * أسماء كبيرة من الأسماء المرشحة التي ترددت في وسائل إعلام فرنسية ثلاث شخصيات اشتراكية مخضرمة منهم وزير الدفاع المنتهية ولايته جان إيف لو دريان ومدير منظمة التجارة العالمية السابق باسكال لامي. ومن الوسط تردد اسم فرانسوا بايرو رئيس حزب الحركة الديمقراطية وسيلفي جولار وهي مستشارة سابقة لرئيس المفوضية الأوروبية السابق رومانو برودي. كما تردد اسم ناتالي كوسيسكو-موريزيه النائبة بالبرلمان عن حزب الجمهوريين وأيضا تيري بريتون وزير الاقتصاد في عهد الرئيس السابق جاك شيراك. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة هاريس انترأكتف يوم الثلاثاء أن الأغلبية الساحقة تريد أن تضم الحكومة ساسة من اليسار واليمين والوسط. وقال بعض النواب المنتمين للتيار المحافظ إنهم يشكون في قدرة ماكرون على جذب أسماء كبيرة. وقال مصدر مقرب من رئيس الوزراء السابق ألان جوبيه "الأسماء الكبيرة لن ترضخ".