دعا مشاركون في ورشة عمل " الحوار بين الثقافات والإعلام " إلى التعايش الدائم بين الثقافات وتفعيل البرامج الثقافية التي من شأنها أن تزيد من أواصر العمل الثقافي والإعلاء من قيم المشتركات الإنسانية، مؤكدين أهمية التركيز على تحديث القيم الأساسية لغرف تحرير الأخبار من أجل إيجاد وسائل تواصل إعلامي وتربوي تهدف إلى بناء الإنسان، ولعب دور في تحفيز الناس إلى أن يكونوا فاعلين أكثر وملتزمين بالتعايش ومواجهة الكراهية وتقبل الآخر. جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة " اليونسكو " ، بالتعاون بين أكاديمية الحوار للتدريب التابعة لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ومكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت ، حول "الحوار بين الثقافات والإعلام" تحت عنوان " تطوير الأدلة الإجرائية لحقيبة الحوار الإعلامي" ، وذلك بمقر المركز في مدينة الرياض. وأفتتح معالي الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر الجلسة الافتتاحية بكلمة رحب فيها بالحضور ، مستعرضاً الدور الحواري الذي يقوم به مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ، ودور الحوار بين الثقافات في تأكيد مبادئ التعايش والتواصل الفكري والمعرفي الإنساني ودوره الأهم في الحد من التنافر والصراعات ، كما أشار إلى تجربة المركز الحوارية واستلهامه لقيم الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر ، وتأكيده في مختلف لقاءاته على تعزيز التلاحم الوطني ، وكذلك الوعي المجتمعي من خلال العمل على حماية النسيج المجتمعي وترسيخ قيم التنوع والتعايش والتلاحم الوطني. ثم ألقى مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية الدكتور حمد بن سيف الهمامي كلمة أوضح فيها دور منظمة اليونسكو في التأكيد على قيم الثقافة في العالم ، واحترامها للتنوع والتعدد الثقافي، مؤكدا أهمية دور الإعلام في بناء القيم والتنمية بصورتها الشاملة ، ومحاربة التعصب والتطرف والحد من الصراعات ، وقال " إن اليونسكو يعول على الإعلام في إبراز التنوع الثقافي دون انحياز أو تقليل من حرية الصحافة في التعبير عن هذا التنوع وتعزيز قيم السلام والتسامح ". وأشار الهمامي إلى قيام اليونسكو بتنفيذ برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لثقافة السلام والحوار "حاور" من خلال عقد ورش عمل لبناء القدرات وندوات حوارية والتعاون مع الجامعات ومنظمات المجتمع المدني في إقامة برامج تدريبية متخصصة في الحوار وتدارك النزاعات والاستثمار في التعليم ومواجهة التطرف وتوعية ووقاية الشباب من الفكر المتطرف ، إضافة إلى الاستماع إلى وجهات النظر المختلفة من كل بلد عربي ومحاولة الاستفادة منها وإتاحة فرص جديدة للحوار والفهم المتبادل ، وذلك من أجل تحقيق أهداف البرنامج الثقافي. من جانبه قدم نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فهد بن سلطان السلطان عرضا مختصرا عن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ودوره الرئيسي في تعزيز ثقافة وقيم الحوار ، وعن توجهاته المستقبلية في البرامج المجتمعية والإعلام. كما قدم الأخصائي الإقليمي للتربية الأساسية في الدول العربية الدكتور حجازي إدريس عرضا مختصرا عن منظمة اليونسكو ودورها في الدول العربية ، تحدث خلاله عن رسالة المنظمة في الإسهام في بناء السلام والقضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة وإقامة حوار بين الثقافات من خلال التربية والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات ، مشيرا إلى أن اليونسكو تعمل على إيجاد الشروط الملائمة لإطلاق حوار بين الثقافات والمساهمة في بلوغ أهداف التنمية المستدامة ، كما قدم فكرة واضحة عن عمل مكتب اليونسكو في الدول العربية وعن القضايا والمواضيع الرئيسية التي يعمل من أجلها في الدول العربية واهمها دعم التربية والمعلمين وتطوير قدرات الدول العربية في التعليم والثقافة وبناء الأفكار والتعاون البيني في مجال السياسات والتخطيط التربوي، وبناء شبكات ومنتديات للحوار بين الشباب والإعلام ، وتعزيز السلام والمحافظة على التراث الثقافي ورصد ومحاربة انتهاك حرية الصحافة. وعقدة عقب الجلسة الافتتاحية ثلاث جلسات دارت حول.. نحو مبادئ توجيهية للحوار بين الثقافات والإعلام ، الحوار بين الثقافات في غرفة الأخبار، الحوار بين الثقافات في إعداد التقارير الصحافية ، حيث تحدثت ميسون شهاب من مكتب اليونسكو في بيروت خلال الجلسة الأولى للملتقى عن أهداف الورشة المتمثلة في إطلاق حوار ونقاش حول موضوع المبادئ التوجيهية للإعلام حول الحوار بين الثقافات ، ومناقشة الإمكانيات المهمة للإعلام كمنصة للحوار ووسيلة للتفاهم ، وتعزيز بنية إقليمية لدعم الإعلام لتعزيز ثقافة الحوار في الدول العربية ، وكذلك مشاركة الخبرات والمبادرات الناجحة والموجودة التي ساهمت في تعزيز ثقافة الحوار من خلال وسائل الإعلام ، وبشكل خاص في الأوساط الشبابية ، إضافة إلى اقتراح مبادرات وتوصيات لليونسكو لتعزيز المبادئ التوجيهية المقترحة وتعميمها . الحوار بين الثقافات والإعلام" ورشة عمل نظمتها اليوم أكاديمية الحوار بالتعاون مع " وشارك في الورشة التي أدارها الدكتور زياد الدريس مندوب المملكة الدائم في اليونسكو الدكتور سليم الصايغ مستشار اليونسكو لبرنامج الحوار بين الثقافات ، الذي تناول حرية التعبير كمبدأ مطلق تؤكد عليه اليونسكو والأممالمتحدة وتمكين المواطن للمشاركة في القرارات الوطنية ، وصولا إلى " الحوكمة الرشيدة " وإيجاد وسائل تواصل إعلامي وتربوي تهدف إلى بناء الإنسان ، مشيرا إلى العلاقة بين التعبير وحقوق الإنسان ، داعياً لتمكين الإعلاميين للحوار بين الثقافات وتطوير الكفاءات للتأقلم والالتزام بالتعايش ومواجهة الكراهية وتقبل المشترك ، والتركيز على تحديث القيم الأساسية للأخبار ، لأن الإعلام قوة مهمة للتخفيف من أسباب النزاع. وشارك في الجلسة الثانية الي جاءت بعنوان " الحوار بين الثقافات في غرفة الاخبار " كل من أستاذ الإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية معالي الأستاذ عبدالرحمن الهزاع، ومدير تحرير جريدة الاهرام أشرف العشيري ومحمود التميمي صحفي في جريدة المصري اليوم وأدارتها رئيس تحرير جريدة الشروق في تونس فاطمة الكراي، فيما شارك في الجلسة الثالثة والتي جاءت بعنوان " الحوار بين الثقافات في اعداد التقارير الصحافية ، مدير مكتب العربية بالرياض سعد المطرفي ، وشهيرة ادريس مراسلة صحافية في تلفزيون المستقبل ، ومراسل في قناة سكاي نيوز سلمان العنداري وأدار الجلسة الصحفي نائب تحرير اخبار اليوم المصرية حازم نصر عاجور ، كما شارك في الجلسات خالد ميري عبدالرحمن وكيل أول نقابة الصحافيين المصريين وأمين عام اتحاد الصحافيين العرب ، بالإضافة إلى عدد من الكتاب والإعلاميين والصحافيين ورؤساء التحرير وخبراء الإعلام ممن يعملون في مجال الإعلام بالمنطقة العربية. وستعقد اليوم ثلاث جلسات عمل تدور كلها حول موضوع الورشة الرئيس .