بدعوة من سمو وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، يقوم وفد رفيع المستوى من منظمة اليونسكو بزيارة إلى المملكة اليوم الاربعاء. وصرح معالي نائب الوزير عضو المجلس التنفيذي لليونسكو فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أن الوفد برئاسة معالي مدير عام المنظمة السيدة ايرينا بوكوفا، فيما يتكون الوفد من معالي رئيس المؤتمر العام للمنظمة السيد دافيد هيبورن، ومعالي رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة السيدة اليانورا ميتروفانوفا، وسفراء كل من: الولاياتالمتحدةالامريكية وروسيا واليابان وفرنسا وتركيا واسبانيا والبرازيل، يرافقهم سفير المملكة لدى اليونسكو الدكتور زياد الدريس، حيث سيحضر الوفد افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" في دورته الخامسة والعشرين. وتزامناً مع هذه الزيارة التي تعد الأولى للسيدة بوكوفا بعد توليها منصب مدير عام المنظمة، ينظم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني صباح اليوم لقاء حواريا بخصوص "مشروع الاحتفال بالسنة الدولية للتقارب بين الثقافات 2010 الذي تتولاه اليونسكو على المستوى الدولي يحضره رؤساء تحرير الصحف السعودية. وفي التقرير التالي نسلط الضوء على خطة احتفال اليونسكو بالسنة الدولية للتقارب بين الثقافات. حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة ثلاثة ابعاد شاملة للسنة الدولية للتقارب بين الثقافات تتمثل في الحوار والاتفاق الدولي والتعاون. وعليه، ستشهد هذه السنة أنواع مختلفة من الجهود تندرج كلها في اطار الهدف الاستراتيجي العاشر للبرنامج لمدة ست سنوات تمتد حتى عام 2013 وسيكمن التحدي في احداث تغيير محدد وإظهار اثره في عام 2010 على وجه الخصوص. ويتمثل احد أهم الأهداف في البرهنة على فوائد التنوع الثقافي، والاعتراف بأهمية عمليات الاستعارة والنقل والتبادل بين الثقافات، بفضل حوار ضمني أو صريح. ويستلزم تحقيق هذا الهدف تحديد المعارف والمهارات والقيم اللازمة لاقامة حوار حقيقي، أي تلك العملية التي يمكنها أن تتيح للأفراد والمجموعات والمجتمعات فرصة النمو الكامل والإثراء في هذا العالم المعلوم السائر في طريق العولمة. ويجب أن يقوم الحوار بين الثقافات ليس فقط بتعبئة الدول وانما ايضا المجتمع المدني ككل، وذلك لكي لا ينصر التأثير فقط في اولئك الذين يؤمنون بالفعل بالحوار بين الثقافات، بل حتى يشمل ايضا اولئك الذين يشعرون أنهم غير معنيين بالموضوع. وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارين بشأن سنة 2010 واختارت لهما العنوان نفسه، أي تشجيع الحوار والتفاهم والتعاون ابتاع بين الأديان والثقافات من أجل السلام واعلان سنة 2010 سنة دولية للتقارب بين الثقافات، ودعت اليونسكو إلى أن تقوم بدور قيادي في الاعمال التحضيرية للاحتفال بالسنة الدولية المذكورة، وذلك بالتشاور مع الدول الأعضاء. أهداف السنة الدولية إن السعي إلى اقامة الحوار بين الحضارات والثقافات والشعوب مبدأ متجذر في صميم الميثاق التأسيسي للمنظمة "1946" باعتباره من أفضل الضمانات لإحلال السلام في العالم. وإن المهمة المناطة باليونسكة هي الاسهام في بناء حصون السلام في عقول البشر" بفضل التعاون الدولي في مجالات اختصاصها، ومن خلال التربية والعلوم والثقافة والاتصال تحديداً، ويؤكد الميثاق التأسيسي للمنظمة أن مظاهر الاختلاف يمكن أن تتحول إلى حروب بسبب "الجهل" و"التوجس" و"الريبة" و"إنكار" حقوق الإنسان. والمهمة الموكولة إلى اليونسكو هي قلب هذه العملية رأسًا على عقب، ويتم ذلك من خلال التثقيف بكيفية معرفة الآخر واحترام الناس للناس فيقل عند ذاك الاحساس بالريبة ويمكن بالتالي التغلب على سوء الفهم عبر وسائل أخرى غير النزاع المسلح. وقد تطورت انشطة اليونسكو في مجال تعزيز الحوار بين الثقافات بمحاذاة التغيرات في الأجندة الدولية، إلا أنها ما فتئت تسعى سعياً حثيثاً من أجل أن تضمن موقعا راسخاً لمبدأ احترام التنوع الثقافي وما يواكبه من حوار بين الثقافات على الأجندة السياسية العالمية. ومن هذا المنطلق تُعرف استراتيجية المنظمة المتوسطة الأجل للفترة 2008 - 2013 رسالة اليونسكو على النحو التالي: تسهم اليونسكو بوصفها وكالة متخصصة تنتمي لمنظومة الأممالمتحدة، في بناء السلام، وتخفيف وطأة الفقر، وتحقيق التنمية المستدامة، واقامة حوار بين الثقافات، من خلال التربية والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات. وتتجسد مهمة المنظمة على نحو أكثر تحديداً في الهدف الاستراتيجي العاشر في ابراز أهمية التبادل والحوار بين الثقافات في تحقيق التماسك الاجتماعي والمصالحة والسلام. وترد في اطاره التفاصيل التالية: - ستواصل اليونسكو نشاطها العملي والملموس في مجال الحوار بين الحضارات والثقافات والشعوب الذي يشمل الحوار بين الأديان، بما في ذلك التركيز خاصة على الشعوب الأصلية وعلى الحوار بين الأديان وتنفيذ مبادرات على الصعيدين الاقليمي ودون الاقليمي، وصياغة مجموعة من القيم والمبادئ المشتركة، والتركيز على موضوعات تدخل في مجالات عملها الخمسة، واشراك أطرافمعنية بتعدده، والاستعانة بالحوار كوسيلة للنهوض بحقوق الإنسان المتعلقة بالمرأة". - وستسعى اليونسكو ايضا إلى النهوض بالإمكانيات التي يتيحها الحوار بين الثقافات عبر الموسيقى والفنون كوسيلة لتعزيز التفاهم والتفاعل وبناء ثقافة السلام واحترام التنوع الثقافي. - وسوف يجري تعزيز الحوار بين الثقافات واتباع الأديان لضمان ما يلي: 1- انعكاس القيم المشتركة الخاصة باحترام المعتقدات الدينية والتسامح في المناهج التعليمية والكتب الدراسية، 2- كفالة معالجة القضايا العقائدية في اطار علماني اسهاما في تحقيق اهداف الحوار. - وستواصل اليونسكو انشطة الرصد على جبهتين: 1- التوصل إلى فهم أفضل للعوامل والعمليات المؤاتية للتعايش السلمي والإثراء المتبادل وتعزيز هذه العوامل والعمليات. 2- توضيح الدور الذي يمكن أن تؤديه الثقافة في أوضاع النزاع أو ما بعد النزاع "كأداة" للمصالحة عن طريق التراث الثقافي. - وعملا على بناء جسور مستدامة للحوار، ستشجع المنظمة انتاج المعلومات والمعارف ونشرها وصونها واستخدامها. كما ستتناول الاستراتيجية تشاطر القيم المشتركة المتصلة بتخصصات علمية معينة في بيئات ثقافية مختلفة. وستبذل جهود من أجل مساعدة وسائل الاعلام الحرة والمستقلة والتعددية عن طريق العمل مع الرابطات المهنية للصحفيين على الحيلولة دون وقوع النزاعات وتشجيع التفاهم، ولا سيما من خلال اقامة شبكات مشتركة بين الثقافات، ووضع نهوج أخلاقية ومهنية خاصة باعداد التقارير الصحفية، وتدريب مهنيي الاعلام وتوعيتهم من أجل العمل على تهيئة بيئة مؤاتية لحرية التعبير عن الذات. ومن الطرائق التي اتبعت في البداية لهذه الغاية اجراء دراسات وتنظيم سلسلة من المؤتمرات الدولية والاقليمية ودون الاقليمية للعمل على ما يلي: 1- توعية صناع القرار والمجتمع المدني بالقيمة والقدرات التي ينطوي عليها الحوار والمبادئ التي يقوم عليها. 2- تعزيز وتسريخ التعهدات المعلنة فيما يتعلق بالقيم المشتركة عبر القضاء على الخرافات الناجمة عن الجهل والاحكام المسبقة. 3- رسم سياسات عملية ترمي إلى تعزيز الآثار الجانبية الايجابية للحوار وتعميق المعرفة المتبادلة والتقدير المتبادل عبر الحدود الثقافية والحضارية والجغرافية والسياسية. 4- والعمل على تحويل هذه السياسات إلى برامج وانشطة مستدامة تشترك فيها مجموعة من الشركاء. خطة العمل بغية وضع مشروع خطة عمل، استشار المدير العام الدول الأعضاء، والمنظمات الحكومية الدولية، والمنظمات غير الحكومية التي ترتبط بعلاقات مع اليونسكو، وشركاء آخرين للمنظمة "الخطاب الدوري من اجل الحصول على عليقاتهم واقتراحاتهم بشأن الانشطة الخاصة بالاحتفال بهذه السنة الدولية وشارك في هذه المشاورة زهاء ثلاثين دولة عضوة في اليونسكو، بالاضافة إلى عدد من المنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية. وتتمثل أنواع الأنشطة التي ستنظم فيما يلي: أ - مضاعفة عدد الفرص المتاحة للبحث واللقاءات والمناقشات العامة، وزيادة عدد الأماكن التي تتيح ممارسة الوساطة بين الثقافات المتعددة، مثل المعارض التي تبين اشكال التبادل والنقل بين الثقافات، ومعارض ومهرجانات للكتب والأفلام والموسيقى والمسرح والرقص والأغذية وما إلى ذلك, ويستعان لهذا الغرض بأماكن ذات رسالة مثل المتاحف ومعارض الفن والمؤسسات، وباستخدام التكنولوجيات الجديدة، ولا سيما التكنولوجيات التي تخدم التنوع اللغوي والترجمة. ب - الحث على الابتكار والنهوض بدوره في ا براز التنوع الثقافي الثري الذي يتمتع به كل بلد والعالم، بالتأكيد تارة على خصوصيات كل مجتمع وتارة أخرى على عناصر التشابه التي توحد المجتمعات، وينبغي في هذا الصدد تعزيز رؤية شاملة للتراث الثقافي بكل أشكاله، بوصفه حاملا للتاريخ والهوية، وموردا للتنمية المستدامة وقوة دافعة لها، ووسيلة للحوار بين الثقافات والتقارب بينها. إطار للقيم المشتركة إن الحوار بين الثقافات عملية تستلزم ايضا الاعتراف بالقيم المشتركة التي يمكن تعزيزها عن طريق الانشطة التي ستقام خلال السنة الدولية للتقارب بين الثقافات. وقد برز اجماع دولي واسع النطاق على هذا الاطار العام للحوار. ويتضمن هذا الاطار مجموعة من القيم تتمثل في الحرية والمساواة والتضامن والتساح واحترام الطبيعة وتشاطر المسؤولية، أي تلك القيم التي اكد عليها اعلان الاممالمتحدة بشأن الالفية بوصفها قيماً "صالحة لكل زمان ومكان" وتستند هذه القيم الاساسية الى التسامح الذي يشمل احترام الآخرين بغض النظر عن تنوع المعتدقات والخلفيات الثقافية واللغات ومن ضمن القيم العالمية الهامة الاخرى، يمكن ذكر ما يلي: احترام التنوع الثقافي ودعمه، والالتزام بالسلام، واللاعنف، والممارسات السلمية، واحترامن كرامة البشر، ومراعاة حقوق الانسان، وفي ظروف اخرى، يمن ان يؤدي التركيز على القيم المستعرضة - اي القيم التي تشترك فيها ثقافتان او اكثر - الى التعلم المتبادل والتفاهم، بدلا من التركيز على القيم العالمية. وينبغي ان يستند التعليم الجيد في المقام الاول الى احترام حقوق الانسان المكرسة في الاعلان العالمي لحقوق الانسان، وان يزود الدارس ليس فقط بالمعارف والقيم التي تمكنه من فهم الآخر، وانما يزوده ايضا بالمهارات الخاصة بالانفتاح وتقدير التنوع، وتنطوي هذه العملية على اعادة النظر في محتوى الكتب الدراسية، ومواد التعلّم والمناهج الدراسة، مع مراعاة شتى انماط التعلّم، وخبرات الحياة، والتنوع الثقافي واللغوي وبالمثل لابد من ايلاء اهتمام كبير الى دور المعلم في تفسير الكتب الدراسية واعداد المواد التعليمية التي تحث الدارسين على الحوار وتعلمهم التفكير النقدي، وخلال هذه السنة الدولية، يمكن تعزيز التسامح والتفاهم بين الثقافات عبر التعليم النظامي وغير النظامي، ولاسيما عبر كراسي اليونسكو الجامعية وشبكة المندارس المنتسبة لليونسكو. كما ان العلوم تتيح هي ايضا اليوم اطرا جديدة للحوار، وذلك عن طريق عدة وسائل منها قيام العلوم الحديثة والعلوم التقليدية باستكشاف طرق جديدة تضمن الاعتراف بنظم معارف السكان الاصليين وتكفل احترامها بالنظر الى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة. وان تناول السنة الدولية لموضوعات بيئية عالمية من شأنه تعزيز الحوار بشأن التنمية المستدامة والتدابير التي ينبغي اتخاذها لمعالجة اثار تغير المناخ والموضوعات المتصلة بالموارد المائية المشتركة.