في تاريخ المعرفة الثقافية الحديثة، تعددت اصدارات المعاجم التي تبحث في مصطلحات الفكر والدب في مصر ولبنان بالذات في وقتنا الراهن الذي يشهد حيوية الثقافة الادبية والمعارف الفكرية، وبعض تلك المعاجم التي تبحث مصطلحاتها المعنوية في الادب والفكر والفن، ولكنها تفي بمنحتواها الذي يعطي القارئ جرعة من الفكرة المعجمية والتعريف بالمصطلح مثل "بيان" وهو يبحث في حالة كل ما دخل منها في تكوين العبارة وينظر في صور التركيب. من المعجم الادبي لجبور عبدالنور الذي يحمل اكثر من 900 مصطلح ادبي المطبوع عن دار ا لعلم للملايين بيروت – لبنان – بدون تاريخ، وخذ مصطلحا اخر هو مصطلح "تاريخ" فهو العلم الذي يبحث في الانسان ومجتمعاته.. ويكشف التاريخ عن مرحلة معينة ومحددة من ماضي البشرية ويرقى الى الازمنة التي انتقلت الينا اخبارها ويوثق في النفوس معنى الديمومة والاطلا على التاريخ نفسه وثمة موسوعة الفكر الادبي للدكتور نبيل راغب من مصر، وتحمل مصطلحات في الادب وفكره وفنه امثال الاحلم والبراءة والضياع والوهم.. الخ، هذه المفاهيم يمكن تتبع اصولها كما يقول المؤلف الى المنابع الاولى للادب التي كانت مرتبطة ارتباطا عضوياً بجوهر النفس البشرية وهو جوهر لا يتغير بتغير الزمان او المكان وان كانت مظاهره تتنوع وتتبدل الى حد التناقض الموسوعة ص3 طبعة دار غريب القاهرة سنة 2002م، وميزة مثل هذا المعجم انه يشتمل على ما يتطلبه الاديب المؤلف او ما يبتغيه المفكر الادبي من تفسير لبعض المصطلحات كما ورد من قبل ليساعد على مفهوم المصطلح من خلال التعاريف والمفاهيم فيمضي قدماً في كتابته وتأليفه على ضوء المعنى او المفهوم حيث يطرح ما يريده من فكرة او قيمة في سياق تأليفه وافكاره وآدابه في بحث او دراسة او كتاب. وهذا امر ايجابي وحقيقي وجميل في كيفية الاستعانة بالمعاجم التي تشتمل على قيم المصطلحات اللفظية في ميادين الادب والفكر والفن فيزهو بذر الادب ويتنور الفكر ويجمل الفن بناءً على ذلك كله على السياقات الادبية والفكرية والفنية، وللاستاذ سامي خشبة معجم لطيف للمصلطحات الفكرية يبحث من خلاله الافكار الفلسفية على شكل مصطلحات فلسفية متلبسة بالفكر والادب والفلسفة والبحث المعرفي والعلمي احيانا، بحيث يستبين المعنى الفكري من كل مصطلح ادبياً وفلسفياً امثال هذه المصطلحات: اتصال ثقافي، ادب مقارن، اصالة، تيار الوعي، جوهر ذاتية، فلسفة، علم.. هذه القيم الكريمة في معناها والجميلة في مبناها انها لتؤتي معانيها وقيمها الروحية والادبية والفكرية في سبيل الاشعاع المعنوي وفي طرقه الجميلة لتنير السابلة والسائرين في دربها مهما طال فالحق والخير والجمال يعبر فيها بنجاح. وفي احدى زياراتي الى لبنان دخلت مكتبة في بيروت فسألت صاحبها عما اذا كان لديه معجم ادبي او فكري، فاشار على معجم ضخم في هيكله "معجم المصطلحات الادبية" ترجمة الدكتور محمد محمود، اكمل تأليفه في 21/ 5/ 2011م في لبنان ويحتوي على 1334 صفحة من القطع الكبير مقدماً المعجم بتعريف مجمل وكيفية استعماله الا انه يشمل على عشرات بل المئات من المصطلحات الادبية الفنية والشعرية والنثرية في طرح ادبي رائع وفني فكري واسع حيث يطول التعريف للمفرد المصطلح عليه بمعنى مطول حيناً ومعتدلاً احياناً ومتوسطاً تارة اخرى، والمعجم هذا زاخر بالطرح الثقافي على معاني وقيم الادبين العربي والاجنبي وللمؤلفين له مراجع من اسفار الاداب والعلوم والفنون الاجنبية وذكر مختصر باللغة الفرنسية في ذيل كل مصطلح كي ما يتزن اللفظ والمعنى باللغتين، وفي تعريفات المعجم هذا مصطلحات حديثة كالانترنت (شبكة المعلومات) يفسره في صفحتين او اكثر تعريفاً حديثاً وتعليقاً بيناً لهذا المصطلح المعاصر والقادم من عالم العولمة الفسيحة وتيارها الحديث الذي ينافس وسائل التثقيف التقليدية كالكتب الورقية والصحافة والورقية هي الاخرى على انه لا مشاحة بين الطرفين الذي يخدمان العلم والادب والمعرفة بطرق عديدة وسبل شتى ليكون الانتاج على سواء في كل حال والثقافة تامة على اية حال. إن عالم المعاجم درر من العلوم والمعرفة تسلط اضواءها على واجهات العلم والثقافة وتخدم الادب وفنون المعرفة الانسانية والاجتمتاعية في شتى معارفها وقيمه الرفيعة وبطرق حميدة واساليب جديدة خدمة للمتلقي المتطلع الى ثقافة ارقى ومعرفة اغنى والله في خلقه شؤون.