من أهمِّ مراجع مصطلحات الدرس الأدبي التي تلبي نهم الباحث في معالجة النصوص ضمن إطار المناهج الأدبية الحديثة؛ كتاب: «معجم مصطلحات الأدب الإسلامي» تأليف د. محمَّد بن عبدالعظيم بنعزَّوز، الصادر عن دار النحوي بالريِّاض عام 1426ه. وقد عزى المؤلف سبب تأليف هذا المعجم إلى: «افتقار مكتبة الأدب الإسلامي الحديث إلى معجم يضبط دلالة الكثير من المصطلحات المتداولة، ويقدِم مصطلحات جديدة تحمل سمات هذا الأدب، ويسهم في وضع أصوله الفنية والفكرية»، وعني بقيمة المصطلح؛ لأنه: «وسيلة علمية لضبط حدود أي علم حتى لاتختلط مفاهيمه بمفاهيم غيره من العلوم...حتى يتسنى لأدبائه ونقاده تقديم إنتاج أدبي ونقدي متميز». ونقل المؤلف المصطلحات الفنية المشتركة بين الآداب، واقترح تعريفات تتفق ومنهاج الأدب الإسلامي ومعالمه الدينية العائدة للمعتقد كالإيمان والكفر والنفاق، مثل: الاتفاق العقدي، الأحوال:الإيمانية/الكفرية/النفاقية، ومثلها الأفعال، والشخصية، وعُني بأسس ومناهج وأهداف الأدب الإسلامي ك:أدب الأطفال، وأدواته، وإسلامية نصه، وتصوره للكون والحياة، والشعر الملحمي في إطار الأدب الإسلامي، وقصص الطفل ومسرحه، ونظرية النقد، الأدب، والنقد الأدبي، وظيفة الأدب. وابتعد المؤلف عن بعض المصطلحات المنقولة من ثقافة غربية تحيل إلى معتقدات وثنية كالصراع واستبدله بمصطلح: التدافع انطلاقاً من سنة التدافع الإلهية، وفرَّق المؤلف بين التدافع والصراع إذ «التدافع مواجهة بين أكثر من شخص؛ بين شعبتين من ملّتين مختلفتين، أما الصراع فقد يكون فردياً داخل ذات الإنسان، وقد يكون جماعياً دون أن يكون بالضرورة تدافعاً بالمفهوم الإسلامي...» .كما ارتأى المؤلف مصطلح: تكامل الأجيال بديلاً عن صراع الأجيال؛ لوجوده في ثقافة وأعمال الأديب المسلم حين يتوارث الأجيال أخلاق الشيوخ وهديهم. ومما يتميز به المعجم مفردات العلائق بين الشخصيات التي انفرد بها عن غيره من المعاجم المطبوعة والمتداولة من مثل: التآلف في العلاقة، والأفعال الاجتماعية، وعلاقات الإجبار، والتسخير، والتي نتج عنها التكامل في العلائق الأسرية والمجتمعية، أو التنافر والتعامل بحذر وترقب، فانجلت معها صفات الشخصية الذاتية والآخرية اتفاقاً واختلافاً. وحين سألني أحد زملائي الدارسين عن توثيق مصطلحات للمكان انفتاحاً وانغلاقاً أحلته إلى هذا المعجم؛ لأن مؤلفه ذو معرفة بالمكان الفضائي وأجزائه فألفينا كلاما دقيقاً، وعسى في هذا العرض إغراء للدارس الأدبي للنهل من معينه الثرّ ، كما أتمنى من أستاذي المؤلف أن يجود للمكتبة العربية بمعجم ثان عن المكان وفضاءاته لشدة حاجة الدارسين والباحثين، وفي الختام لنترقب الجزء الثاني من هذا المعجم الذي وعد به أعانه الله وسدد على الخير خطاه.