كسرت الكاتبة اللبنانية غريد الشيخ استئثار اللغويين العرب من الرجال بتأليف المعاجم العربية، وأصدرت مطلع الأسبوع الماضي أول معجم تؤلفه امرأة باسم "المعجم في اللُّغة والنَّحو والصّرف والإعراب والمصطلحات العلمية والفلسفيَّة والقانونيَّة والحديثة". ويتكون المعجم الصادر برعاية وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة من 6 مجلدات عملت عليه المؤلفة عدة سنوات كانت نتيجتها أكثر من 3 آلاف صفحة ضمتها الأجزاء الستة للمعجم، حيث وجدت دعما ماديا ومعنويا من الدكتور عبدالعزيز خوجة لإظهار هذا المعجم الذي كان يفترض صدوره أثناء احتفالات بيروت عاصمة للثقافة العربية 2009، ولم تكشف المؤلفة أسباب تأخر إصداره. يحتوي المعجم على كل ما هو جديد في تصنيف وفهرسة الكلمات العربية بترتيب يتبع المنهج الألف بائي النطقي الذي تبنته معاجم اللغات اللاتينية، وكان أول تصنيف لهذه المنهجية في العربية هو "المنجد في اللغة" لعلي بن الحسن الهنائي وكتاب "التعريفات" للجرجاني. وجاء اعتماد المؤلفة لمنهج يعتمد على منطوق الكلمة لصعوبة التي تواجه عامة الناس في العثور على الكلمات التي يبحثون عنها في المعاجم الأخرى، ففي مؤلف غريد الشيخ يكفي أن تنطق الكلمة بشكل صحيح وتتبع حروف نطقها لتعثر عليها في القاموس، وهو ما لا يتوفر في القواميس الأخرى، حيث تقوم أغلبها على المنهج الصوتي أو القافية أو المنهج الهجائي أو الجذري أي تتبع جذور الكلمات. كما يوفر المعجم كما هائلا من المصطلحات الحديثة والمعاصرة التي لا تحتوي عليها المؤلفات الأخرى، ويزخر بشواهد توضيحية اعتمدت المؤلفة فيها كثيرا على القرآن الكريم، وعلى شواهد أخرى في المصنفات العربية، شارحة بوضوح وسلاسة شكل الكلمة ومعناها ومرجعيتها واستخداماتها المتعددة، وإذا كان ثمة كثير من الحسنات في هذا المعجم فلعل أهمها هو رصد وتصنيف ما استجد في اللغة العربية من مصطلحات حديثة في شتى مجالات العلوم واللغة والأدب، وهو يصلح لجميع المشتغلين والمهتمين في هذه المجالات. صدر المعجم في أجزائه الستة عن دار النخبة للتأليف والترجمة والنشر في بيروت 2010، ووصفت دار النشر المعجم على غلافه بأنه أكبر عمل معجمي لغوي في العصر الحديث، ويحتوي على مادة لغوية غزيرة، تضم مُعظم ألفاظ اللغة العربية، مع المعاني المختلفة للكلمة من حيث السياق. وعددها نحو 71100 كلمة.