حدثتني قبل أن تغادر عالمنا، صعوبة في التنفس تلازمني من أيام، مع ارتفاع في درجة الحرارة، يصاحبها إغماءة بين الحين والآخر، ولا أحد يتفهم الموقف، من المركز الطبي (للسعودية) إلى المستشفيات الخاصة، ليال مرت ولم نجد سريراً شاغراً في مستشفيات القطاع الخاص، (تعليمات وزارة الصحة لا تعطي المستشفيات في القطاع الخاص سوى نسبة من أسرة العناية الفائقة والبقية للطوارئ التي لم تحدث بعد في انتظار المصائب) والطبيب قال لي بالحرف الواحد:"أحاول جاهداً بالمضادات الحيوية ولا أقف على أرض صلبة" .. غادرت بعدما كانت ملء السمع والبصر، عن 29 عاماً، ولم نعي بعد الصدمة، أسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته، وان يجبر والديها ويربط على قلوبهم، فقدنا أختا رؤوما رؤوفة، معطاءة صدوقة، في غمضة عين، وفقدنا آخرين، والفقد مايزال مستمرا، والسؤال باق في فمي هل أطباء الطوارئ في مستشفيات القطاع الخاص مؤهلين لأستقبال غير حوادث الطرق والاشكاليات الطبية الاعتيادية؟ تابعت بعضهم خلال أزمتنا كثير منهم مجتهد، وينتظرون تعليمات استشاريين غير موجودين في عنق الأزمة، واخال بعضهم مضطربا جراء تكرار نفس الحالات في الآونة الأخيرة! تذكرت كل ذلك ونحن نتابع بحيرة بيانات التكذيب (شبه الرسمية) التي تخيف الاصحاء، استنادا إلى الواقع، (مستشفيات محافظة جدة المضطربة الحركة وتصريحات الدكتورة أبوزنادة على اليوتيوب) وتنكأ جراح أهالي الغائبين بصمت، وتتيح لوسائل التواصل الاجتماعي مزيدا من التوسع الافقي لجهة بث مزيدا من المخاوف بين الافراد، نحن في خضم أزمة، وتعلمت في مسيرتي العملية ان الأزمة تعني نقطة انطلاق نحو حلول جذرية، وعندنا تبقى لتحصد الأنفاس وتحبسها، كورونا، وخنازيز، طيور إضافة إلى حمى الضنك تعربد في المكان والزمان، وابحاث الحاجة ماتزال تراوح مكان الوقت، ربما تنتظرنا ولم نعد نطيق انتظارها إلى متى؟ وأين الحقيقة؟ المستشفى العام الاول في المحافظة يعج بفوضى الاقاويل، والناس من حولها تحفظ أنوفها بعازل من وجهة نظري لا يسمن ولا يبعد ضررا، ولكنها اجتهادات من فقد الارشادات الطبية، وتعلق بحبل ربما إضافة إلى الأمل، وزارة الصحة لا تكاد تشير إلى الحقيقة، المعدلات المطلوبة لرفع حال الاستنفار تحتاج إلى قواطع الاعداد من الحالات وتلك لا يمكن احصاؤها قطعيا والاسباب قد لا تخفى على فطن عاقل يقول الله تعالى في سورة الصافات " وقفوهم انهم مسئولون، مالكم لا تناصرون، بل هم اليوم مستسلمون، واقبل بعضهم على بعض يتساءلون " صدق الله العظيم ثقافتنا الطبية إلى متى تظل محدودة؟ الأزمة .. وحياة الانسان أيهما أقسى على الظروف والحقيقة؟