في السنوات الأخيرة، انتشرت حمى الضنك في العديد من البلدان بشكل ملحوظ على شكل وباء أثناء الفصل الممطر والحار، وقد يصاب الشخص بها أكثر من مرة، وغالباً ما تكون المرة الثانية أسوأ من سابقتها. وأطلقت الشؤون الصحية في جدة مؤخراً حملة توعوية لمكافحة المرض تحت عنوان «ساعة الصفر» (وتعتبر الأولى من نوعها على مستوى المملكة)، وتستهدف توعية جميع الأطباء والمثقفين الصحيين والمراجعين الموجودين في المراكز الصحية، ومن ثم نقل المعرفة إلى أسرهم، وأقاربهم، وجيرانهم حتى تتسع دائرة المعرفة وتشمل كل الأحياء، ومن ثم كافة شرائح المجتمع. وأطلق عليها ذلك الاسم، نظراً لانطلاقها في توقيت واحد، حيث سيتم التوقف عن العمل في جميع المراكز الصحية التابعة للشؤون الصحية «80 مركزاً» في كل من جدة ، ورابغ، والليث، وأضم، لمدة ساعة كاملة، يتم خلالها عرض مشاهد مرئية كدليل إرشادي لجميع العاملين والمراجعين للتعرف على كيفية الاستدلال على أعراض حمّى الضنك، وكيفية التعامل معها. كما أطلقت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة نجران ممثلة بإدارة الطب الوقائي حملة توعية تحت شعار «جفف منابعها تحد من تكاثرها». وقد أعلنت وزارة الصحة العامة في تايلاند عن شن حملة لمكافحة الارتفاع في عدد الإصابات بحمى الضنك، حيث أبدى مسئولون تخوفهم من أن يصل عدد المصابين إلى 120 ألف حالة هذا العام فقط، فقد تم تسجيل 5276 حالة إصابة في أنحاء البلاد، كما توفى ستة أشخاص بالمرض، وتركزت معظم الحالات في المنطقة الشمالية من البلاد. وسيشارك في الحملة حوالي مليون متطوع، لمكافحة انتشار البعوض في المناطق السكنية، وفى المدارس والمعابد، وتشمل الحملة تعزيز وعى المواطنين بالمرض. ومن ناحية أخرى، أوضح الأطباء أن سبب إصابة الإنسان بحمى الضنك يرجع إلى أحد الفيروسات الأربعة التي تنقلها أو تنشرها بعوضة (Aedes aegypti) وهذا النوع من البعوض يعيش بالقرب من أماكن حياة الإنسان، ويتكاثر بسرعة فائقة حتى في المياه النظيفة. وينقل البعوض الفيروس من وإلى البشر، أي عندما تقوم البعوضة بلدغ شخص مصاب بالفيروس فإن الدم ينتقل إلى مجرى دم البعوضة قبل أن يستقر في الغدد اللعابية، وعندما تقوم هذه البعوضة بلدغ شخص آخر فسوف يدخل الفيروس مجرى الدم الذي يؤدي إلى إصابته بالمرض الحاد. ويمكن أن يصاب الإنسان بهذه الحمى أكثر من مرة، ويحدث ذلك مع التعرض لكل فيروس من الفيروسات الأربعة التي تسببها، والإصابة الثانية تكون أكثر حدة عما سبقتها والتي تسمى حينها "حمى الضنك النزفية". وهناك العديد من العلامات التي تصاحب هذا المرض، ومنها حمى فجائية مع رجفة، آلام شديدة في الجسم، صداع وحلق مؤلم، كما يشعر المصاب بمرض شديد وتعب واكتئاب بعد مضي فترة من 3 إلى 4 أيام. وتتحسن حالة الشخص في مدة تتراوح بين ساعات معدودة ويومين، كما يعاوده المرض لمدة يوم أو يومين، وغالباً ما يصاحبه طفح جلدي على اليدين والقدمين، وينتشر بعدها الطفح إلى الساعدين والرجلين، وأخيرا ًإلى الجسم كله (غالبا لا تصيب الوجه). ومن العوامل التي تساهم في ازدياد احتمالية إصابة الشخص بحمى الضنك (وخاصة النمط الحاد منها) السفر أو الحياة في المناطق الاستوائية، وتنتقل العدوى بهذا الفيروس على مدار العام وتكثر في أوقات تفشى المرض، (الإصابة الأولى بحمى الضنك)، وتزيد من احتمالية الإصابة بها مرة ثانية وخاصة النمط الأكثر حدة لتوافر أربعة أنواع مختلفة من الفيروسات تسبب الإصابة بها وهذا شائع الحدوث بين الأطفال. وأخيراً، هناك العديد من الخطوات التي تعمل على الإقلال من التعرض للدغات البعوض ومنها الابتعاد عن التواجد خارج المنزل في أوقات نشاط الناموس (البعوض)، وهذه الأوقات هي: الفجر، عند الغروب أو في أوقات مبكرة من الليل، وارتداء الملابس الواقية ذات الأكمام الطويلة أو البنطلونات الطويلة (الملابس التي تغطى الجسم بأكمله) مع ارتداء الجوارب والأحذية، والتواجد في الأماكن المكيفة أو التي يوجد بها وسائل للحماية، بحيث لا يتسرب الناموس إلى داخل هذه الأماكن من الناموسية وغيرها من وسائل الحماية الأخرى.