أوضحت مديرية الشؤون الصحية بمحافظة جدة حقائق علمية وتاريخية حول مرض حمى الخرمة النزفية بهدف تعريف المجتمع وتوعيتهم بمسبباته ونوع الفيروس المسبب له وطرق الوقاية منه. وأوضح مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة الدكتور سامي بن محمد باداوود أن المسمى الحقيقي للمرض هو حمى الخرمة، وليس حمى الخمرة، كما جاء في بعض وسائل الإعلام التي تناولته خلال الفترة الماضية، لافتاً إلى أنه تم اكتشاف المرض لأول مرة بين 6 أشخاص في جدة عام 1994م وسميت وقتها بحمى الخرمة النزفية نسبة إلى مصدرالعدوى بالفيروس وهي خرفان ماعز من منطقة الخرمة بالقرب من محافظة الطائف، ومنذ ذلك الوقت أصبح الاسم العلمي للمرض هو حمى الخرمة وليس الخمرة كما ذكر. وأشار إلى أنه ومنذ بدأ ظهور المرض تم تأكيد 11 حالة أخرى في الخمرة جنوبجدة خلال الفترة من عام 1994 وحتى 1999م ، وعاود المرض الظهور مرة أخرى في عام 2001م خلال موسم الحج بمكةالمكرمة بين 4 أفراد وتم تأكيد 20 حالة في الفترة مابين 2001 – 2003م في مكةالمكرمة .. كما تم مؤخراً اكتشاف 4 حالات للمرض في مدينة جدة إحداها لعامل بمهنة جزار وهي آخر الحالات التي سجلت منذ ثلاثة اسابيع والتي رصدها المختبر الإقليمي التابع لوزارة الصحة من خلال سلسلة الفحوصات الفيروسية للحميات النزفية التي يقوم بها على عينات اشتباه الحميات النزفية مثل حمى الخرمة، الشيكونقونيا، حمى الوادي المتصدع، حمى وادي النيل، بالإضافة إلى فيروس حمى الضنك .. ومن هنا تم اكتشاف وتأكيد الأربع حالات الأخيرة لفيروس حمى الخرمة في نهاية عام 2009م المتزامن مع موسم حج العام المنصرم 1430ه، علما بأنه لاتوجد علاقه بين السيول والامطار في المناطق المتضررة وبين هذا المرض. القراد الناقل الوحيد للمرض وأكد باداوود أن مرض حمى الخرمة يعتبر من الأمراض الفيروسية النزيفية وينتمي الفيروس المسبب له إلى مجموعة من الفيروسات المعروفة بالفيروسات المصفرة ( فيروسات فلاقي ) وهي قريبة في تركيبتها الجينية من فيروس آخر يسبب مرضاً مشابهاً لحمى الخرمة ويعرف بفيروس (غابة كياسانور) في الهند . وبين أن القراد هو الذي ينقل عدوى المرض من الحيوان إلى الإنسان من خلال القرص، مضيفاً بأن مرض حمى الخرمة النزفية يعتبر من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان وينقله القراد الذي يعيش دائماً في حظائر المواشي ( الخراف، الأغنام ، والجمال ) إلى الإنسان . وحذر في نفس الوقت بقوله “إن الحيوانات المنزلية الأليفة كالقطط والأرانب من الممكن أن تكون حاملة للقراد الناقل للمرض، مشيراً إلى أنه لاتوجد أي أدلة علمية تثبت انتقال المرض عن طريق البعوض . وحدد مدير صحة جدة الشرائح الاجتماعية الأكثر عرضة للإصابة بالمرض بالأشخاص الذين يتعاملون بشكل مباشر مع المواشي واللحوم النيئة مثل الرعاة والجزارين والعاملين في المسالخ بالإضافة إلى ربات البيوت والخادمات من خلال ملامستهم للحوم المذبوحة والنيئة قبل طبخها وكذلك الحجاج ومخالطيهم أثناء ذبحهم للهدي. كما أن الأشخاص الذين يتناولون الألبان المأخوذة مباشرة من البقر أو الماعز أو الإبل دون غليها أو معالجتها بالبسترة . اختلاف كبير عن الضنك وأكد باداوود أنه بالرغم من تشابه مرض حمى الخرمة مع مرض حمى الضنك لانتمائهما للحميات النزفية الفيروسية وتشابههما في بعض العلامات والأعراض إلا أنهما يختلفان جوهرياً في كيفية انتقال العدوى، حيث أن حمى الضنك تنتقل للإنسان عن طريق لدغ البعوض ولا تصيب الحيوانات بينما ينتقل مرض حمى الخرمة عن طريق القراد في الحيوانات المصابة، ومن أهم الأعراض التي تتميز بها حمى الخرمة هي ظهور حمى وآلام في الجسم مع صداع لمدة 3 – 8 أيام ، كما يمكن ظهورأعراض نزيف دموي على شكل طفح تحت الجلد أو رعاف ، أونزيف في أماكن الكدمات البسيطة، أو من خلال ظهور الدم في البول أو البراز. وأضاف بأنه يمكن تأثر وظائف الكبد مع ملاحظة يرقان ( إصفرار في العين والأطراف ) في بعض الحالات المصابة بحمى الخرمة كما يمكن أن تظهر أعراض عصبية في حالات نادرة نتيجة لحدوث التهاب في الجهاز العصبي مثل تغير حالة الوعي والغيبوبة أو التشنجات أو تيبس العنق . أهم طرق الوقاية وأوضح أن أهم طرق الوقاية من الإصابة أو انتقال العدوى بمرض حمى الخرمة تتمثل في التأكد من سلامة الماشية وتجنب الاحتكاك غير الضروري معها أو مع منتجاتها وكذلك التعامل الحذر مع الماشية المريضة وارتداء القفازات عند التعامل مع اللحوم النيئة في المنازل عند إعداد الطعام ..مع ضرورة الكشف الدوري على المواشي للتأكد من خلوها من القراد واستعمال المبيدات الحشرية المناسبة وغير الضارة على الحيوانات .. كما يجب تحاشي شرب أي نوع من الحليب أو اللبن غير المبستر والمأخوذ مباشرة من المواشي . ونصح باداوود كل من يشعر بظهور أي أعراض لحمى الخمرة أو الإحساس بآلام في الجسم بالمسارعة لمراجعة أقرب مركز صحي إليه وأخذ مشورة الطبيب مع ضرورة إبلاغه بتفاصيل أي تعامل مع الحيوانات وخصوصاً المواشي أو اللحوم النيئة غير المطهوة لكي يتمكن الطبيب أو المرفق الصحي من اتخاذ كافة الوسائل الاحتياطية من خلال تزويد قسم الشؤون الوقائية بوزارة الصحة التي تتولى بدورها القيام بأخذ عينة من دم المصاب وفحصها في المختبر الإقليمي .. كما يقوم فريق من مركز مكافحة نواقل الأمراض بزيارة إلى منزل المريض للكشف على بعض المواقع في منزله والأماكن المحيطة به ومن ثم إبلاغ الجهة المختصة بأمانة جدة لكي تتولى فرق الرش بالأمانة رش أي أماكن محتملة لتوالد البعوض بالمبيدات المخصصة للقضاء على البعوض . وأكد أن الجهات المختصة في إدارته قامت بزيارة المستشفيات وتمت توعية الأطباء وتعريفهم بالمرض وكيفية التعامل معه وتحديد آليات إبلاغ الشؤون الوقائية عن الحالات المصابة أو المشتبه بها لتتمكن من القيام بدورها الوقائي، مضيفاً بأن فرق التقصي الوبائي قامت هي الأخرى بزيارة المصابين في منازلهم للتعرف على حجم المشكلة.