تعتقد الفتاة في مرحلة المراهقة أنها لا تتمتع بالذكاء، خاصة عندما تقوم بمقارنة نفسها بصديقاتها وزميلاتها، إلا أن الحقيقة هي أن أي فتاة تستطيع أن تكون ذكية، إذا أرادت هي ذلك. وغالباً ما يكون شعور الفتاة المراهقة أنها لا تملك قدراً معقولاً من الذكاء شعوراً ليس له أي أساس من الصحة، وما لا تعرفه الفتاة أن الذكاء صفة مكتسبة ومهارة من السهل جداً التحلي بها، فحتى إذا كانت تشعر أنها ليست على قدر عالٍ من الذكاء، فإنه بإمكانها أن تنمي معدلات الذكاء لديها بمنتهى السهولة، وعن طريق بعض الوسائل والعادات البسيطة التي لا تحتاج إلى عناء. ومن أكثر العادات التي يجب أن تحرص عليها الفتاة لتنمية ذكائها، القراءة والثقافة وعدم الاكتفاء بالمعلومات التي تتلقاها من خلال الدراسة؛ لأن هذه المعلومات ليست كفيلة بتنمية ذكاء الفتاة المراهقة، ولكن تحتاج الفتاة إلى القراءة والثقافة في كافة مجالات الحياة وفي أمور متنوعة، فالقراءة هي التي تنمي الذكاء، وتعطي معلومات جديدة توسع المدارك وتفتح آفاقاً جديدة في الحياة تساعد الفتاة المراهقة على أن تصبح أكثر قدرة على التعامل مع كافة مواقف الحياة. وإذا كانت الفتاة بطبيعتها فضولية، فمن الأولى أن تكون فضولية في تغذية معرفتها، فلا تكتفِ بالأفكار الإجمالية عن التيارات الفكرية، الفلسفية والأدبية، بل عليها الغوص في أعماقها أكثر، لذا على الفتاة أن تبني صداقة متينة مع الكتب والإنترنت بشكل مستمر. كما يجب أن تحرص على التخطيط والنظام، حيث إن عقل الفتاة في مرحلة المراهقة يكون في حالة فوضى كبيرة، حيث لا تستطيع تحديد ما تريده من الحياة، ولا تملك أهدافاً محددة وواضحة، وهذا لا يساعد بالمرة على تنمية ذكاء الفتاة المراهقة، فكلما كان عقل الفتاة مرتباً، انعكس ذلك على حياتها، وأصبح لها خطة واضحة تعمل من خلالها على تحقيق أهدافها، وبالتأكيد هذا ينعكس على تنمية ذكائها، فكلما كانت الفتاة أكثر تنظيماً، كلما كانت أكثر ذكاء من الأخريات. كما يمكن للفتاة أيضاً أن تتعلم لغات جديدة للتعرف على ثقافات مختلفة، والانفتاح على عوالم أخرى، حيث إن هذا هو السبيل المثالي لتنمية الذكاء، بل لا يوجد طريق أفضل أمام الفتاة المراهقة للانفتاح على الثقافات المختلفة، وتنمية ذكائها من خلالها، إلا عن طريق تعلم لغات جديدة ومختلفة، كما أن تعلم اللغات يجعل الفتاة المراهقة قادرة على التواصل مع الناس بشكل أفضل، مما يزيد ثقافتها ومعدلات الذكاء لديها، كما يكسبها الذكاء الاجتماعي، أو فن التعامل مع الآخرين. ويجب على الفتاة الابتعاد عن الغضب الذي يتسبب في توقف التفكير، ويمنع العقل بأن يعمل بكامل كفاءته، وبذلك يقيد ذكاء الفتاة المراهقة، وهنا وللتمتع بأعلى معدلات الذكاء يجب أن تحرص الفتاة على التحكم في غضبها وعصبيتها، ولا تجعل الغضب يسيطر على عقلها ويمنعها من التفكير بشكل صحيح، وكلما استطاعت الفتاة أن تتحكم في غضبها، استطاعت أن تفكر بشكل أكثر ذكاء، وتصل إلى حلول أكثر وفي وقت أقل. كما يجب أن تحرص الفتاة على تحدّي صديقاتها في المعلومات العامّة، وتقوم بخوض اختبارات ثقافية ضدّهنّ لاكتساب المزيد من الجدية والمنافسة على اقتناص المعلومة. كما أن هناك بعض النصائح العامة التي قد تساعدك على تنمية ثقافتك وذكائك بوجه عام منها: - اتركي إلى جانبك دفتر تدوّنين عليه كلّ المعلومات التي تستوقفك وترينها تستحقّ الحفظ، فلا تعتمدي كثيراً على ذاكرتك لئلا تخونك! - اتبعي طريقة القراءة الممنهجة، أي أن تقرأي موضوعاً واحداً من زواياه كافّة. - لا يمكن لأحد أن يعرف كلّ أسرار الكون، لذا من الممكن أن تختاري موضوعاً متخصصاً يهمّك (موضة، تجميل، طبّ...)، واجمعي معلومات حوله تمكّنك من مناقشة أي موضوع يدور في فلكه. - اهتميّ للأقوال المأثورة التي يمكنك الاستشهاد بها، وتبيّن عن ثقافة عالية لديك. - لا تهملي البرامج الثقافية على الراديو، والتلفزيون وحتّى الإنترنت. - تحدّي صديقاتك في المعلومات العامّة، وخوضي ضدّهنّ اختبارات ثقافية تجدينها في المكتبات وعلى المواقع الإلكترونية.