من المعروف أن عدد اللغات الحية المستخدمة حالياً في كل دول العالم يتجاوز 7 آلاف لغة، وأصبح الآن إتقان اللغات الأجنبية هو غالباً مفتاح النجاح في الحياة المهنية لاسيما في زمن العولمة، حيث أصبحت اللغات الأجنبية ذات أهمية متزايدة، لذلك تحرص بعض الأسر على تعليم أبنائها لغات أجنبية منذ الصغر . وفى هذا العصر أصبحت فرصة العمل لا تحتاج فقط إلى مجرد التخرج والحصول على شهادة جامعية بل أصبحت هناك عوامل أخرى أساسية إلى جانب ذلك، وعلى رأسها إجادة استخدام الكمبيوتر، ولغة أجنبية واحدة على الأقل إلى جانب اللغة الأم. وينصح العديد من التربويين والخبراء بضرورة الاستفادة وتعلم لغات جديدة فلذلك فوائد عديدة، ومنها ازدياد الذكاء حيث يؤكد الأطباء والخبراء أن الإنسان الذي يجيد التحدث بأكثر من لغة يكون أعلى ذكاء من نظيره الذي لا يتحدث سوى لغته الأم، وخاصة كلما كان تعلمه للغة الثانية في سن مبكرة. وقد تم اكتشاف ذلك من خلال دراسات واختبارات أجريت على مجموعة من الأطفال والمراهقين السبب في ذلك هو أن من يتعلم لغة إضافية يعمل عقله باستمرار في ترجمة وتحليل المواقف المختلفة داخل رأسه لاستخدام اللغة المناسبة في المكان والزمان المناسبين، وبدون أي أخطاء قدر الإمكان، وهذا يزيد من نشاطه العقلي ويساعده على التفكير بشكل أسرع والتركيز لفترات أطول، كما ينمي مهاراته في حل المشكلات بشكل أكبر من غيره الذي يستخدم لغة واحدة فقط طوال الوقت. كما يقول الخبراء إن اللغات الأجنبية تساعد على اكتساب أصدقاء جدد حيث أصبح هذا العصر يمتاز بوجود التكنولوجيا والانترنت في كل بيت وأصبح التعارف والتواصل بين أبناء البلاد والحضارات المختلفة سهلاً وغير مكلف بالمرة عن طريق برامج ومواقع التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني وإتقانك اللغة الأجنبية يتيح للشباب التعرف على أصدقاء جدد من دول أخرى والتواصل معهم بسهولة ويسر لتبادل المعلومات والخبرات وقضاء أوقات ممتعة ومفيدة. ويفيد أيضاً تعلم اللغات الأجنبية في زيادة الثقافة خاصة في حالة السفر للخارج لقضاء إجازة أو زيارة بعض الأقارب من المقيمين خارج الوطن حيث يكون الأمر أسهل كثيرا في حالة إجادة اللغات الأجنبية، فسيمكن وقتها التواصل بشكل أفضل مع سكان ذلك البلد، والوصول بسهولة إلى أي مكان مرغوب، والحصول على أي معلومة مطلوبة. كما أن إجادة لغة أجنبية يتيح التعرف بشكل أفضل على آداب وفنون أصحاب الثقافات والحضارات الأخرى، فيمكنك مثلاً الاستماع إلى أغاني المتحدثين بتلك اللغة، وقراءة أعمالهم الأدبية، ومشاهدة أفلامهم ومسلسلاتهم دون الحاجة لترجمة، والتعرف على خلاصة أفكارهم وتجاربهم، وهو ما يضيف لثقافة كل شاب ويزيد من معارفه. وأخيراً فيعدّ تعلم اللغات الجديدة نشاطاً مفيداً للوقاية من مرض الزهايمر، حيث إن النشاط العقلي الفائق الذي يتواكب مع تعلم واستخدام أكثر من لغة يحمي خلايا المخ من الضعف والضمور، وبالتالي يشكل وقاية للإنسان على المدى الطويل من الإصابة بمرض الزهايمر. .