في ضوء متابعة جهود الحكومة التركية لإنهاء الأزمة الكردية، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة اسطنبول سمير صالحة، أن انتقال عناصر حزب العمال الكردستاني إلى إقليم كردستان يعدّ خطوة أولى من أجل إنهاء أزمة الأكراد بالعراق، لافتاً إلى أنه مازال هناك الكثير من الخطوات المتعلقة بالتشاور السياسي لإنهاء كافة الأمور المتعلقة بأزمة أكراد تركيا. وأشار إلى وجود الكثير من الجدل والانقسام في الشارع التركي حول كيفية إنهاء الأزمة من أجل التوصل إلى فكرة التعايش السلمي. وأفاد في حديث لبرنامج "حوار الليلة" على قناة Sky News العربية، أن مسلحي حزب العمال متواجدون في شمال العراق منذ فترات طويلة ولم تعترض الحكومة العراقية؛ ومن ثم فإثارة الجدل حول مشروعية نقل عناصر حزب العمال الكردستاني إلى إقليم كردستان العراق هو أمر غير مبرر. ومن جانبه أكد المحلل السياسي هيوا عثمان، أن حكومة إقليم كردستان على علم تام بانتقال مسلحي حزب العمال الكردي إلى كردستان. وأفاد بأن تلك العملية تعد خطوة أولى ورئيسة من أجل تعزيز السلام بين الحكومة التركية والأكراد، لافتا إلى أن الاتفاق تم بمباركة دولية من قبل الولاياتالمتحدة وفرنسا. وأضاف أن مواطني إقليم كردستان هم أكثر المتضررين من الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، ومن ثم فاتفاق السلام يصب في صالح إقليم كردستان، موضحاً أن السلام في أي مكان قريب من كردستان العراق يعتبر مكسباً للعراق ككل. وعلى النقيض أكد خالد عبدالاله، أستاذ العلوم السياسية أن إنهاء أزمة مسلحي حزب العمال الكردي من خلال انسحابهم إلى إقليم كردستان له تأثير سلبي على العراق، مشيراً إلى أن الحكومة الاتحادية العراقية مكلفة بحماية أمن العراق ووحدته ومنع دخول العناصر المسلحة إلى العراق. وأفاد بأن الحكومة العراقية تراعي حسن التعامل، ومن ثم فقيام الحكومة التركية بإبرام الاتفاق على إنهاء أزمة حزب العمال دون التفاهم والحوار مع الحكومة العراقية مرفوض. وأوضح أن الحكومة العراقية بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق عازمة بشدة على إعادة ترتيب الأوضاع الداخلية وسوف تسعى إلى تسوية كافة الخلافات مع دول الجوار.