عرض رئيس وزراء اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني على الرئيس التركي عبدالله غل وساطة بين تركيا و «حزب العمال الكردستاني» تتضمن إلقاء الأخير سلاحه مقابل اجراءات سياسية تركية بينها إعلان انقرة عفواً عاماً عن المتمردين الاكراد، فيما رفض «حزب العمال» إنذار الرئيس العراقي جلال طالباني لعناصره بإلقاء سلاحهم أو مغادرة العراق. واختتم الرئيس التركي زيارته الرسمية للعراق أمس معلناً بدء صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، وجدد اثناء توديع طالباني له تأكيده «اهمية تمتين العلاقات الثنائية بين العراق وتركيا وضرورة بذل الجهود المشتركة لتوطيدها خدمة للمصالح المشتركة» فيما وصف طالباني نتائج زيارة غل بأنها «إيجابية» مؤكداً انها «فتحت صفحة جديدة من العلاقات المتينة». والتقى الرئيس التركي قبل مغادرته بغداد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي أقام على شرفه مأدبة غداء حضرها كبار المسؤولين العراقيين ونواب. وقال مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان فلاح مصطفى إن رئيس حكومة الاقليم اجتمع في بغداد مع الرئيس التركي وبحث معه في تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية، واصفاً الاجتماع بأنه «ناجح»، لافتاً الى أن «موضوع أمن الحدود العراقية التركية كان أحد جوانب المباحثات الناجحة». من جانبه ذكر نائب رئيس كتلة «التحالف الكردستاني» في البرلمان سعدي البرزنجي ل «الحياة» ان نيجيرفان بارزاني «عرض على غل وساطة لحل ازمة حزب العمال الكردستاني تتضمن حض الحزب على إلقاء السلاح مقابل خطوات تركية لحل مشكلة الاكراد في تركيا واصدار عفو عام عن المسلحين». واشار الى ان بارزاني شدد على ضرورة إشراك ممثل عن الاقليم في أي اجتماعات تعقد بين بغداد وانقرة باعتباره شريكا والمعني الاول في المباحثات». لكن «حزب العمال» سارع الى انتقاد دعوة طالباني لإلقاء السلاح أو مغادرة العراق ووصف هذه الدعوة بأنها «خاطئة وتصب في مصلحة اعداء الشعب الكردي» كما صرح القيادي في «حزب العمال» هفال روز الذي نقلت تصريحاته وكالة «رويترز» مضيفاً انه «لا يحق لأحد أن يدعو مقاتلي حزب العمال الى التخلي عن أسلحتهم أو مغادرة أراضي كردستان العراق». كما رفض القيادي في الحزب احمد دنيز «المطالب التركية بوضع السلاح لأنها ستتبع بخطوة أخرى وهي المطالبة بإلقاء سلاح البيشمركة، وهذا ما يؤدي الى إنهاء تجربة اقليم كردستان»، واعتبر ان «هدف تركيا هو إضعاف الاكراد وتفرقتهم». يذكر ان الرئيس التركي بحث خلال لقاءاته مع المسؤولين العراقيين، بالاضافة الى موضوع «حزب العمال الكردستاني» والتعاون الاقتصادي والسياسي، في قضايا ثنائية أبرزها قضية المياه من اجل مواجهة موجة الجفاف التي يعاني منها العراق الذي يعتمد بشكل أساسي على نهري دجلة والفرات، اللذين تقع مصادرهما في تركيا. وانخفض منسوب المياه في دجلة والفرات بشكل ملحوظ، الامر الذي يلحق اضرارا كبيرة في الزراعة والاقتصاد بشكل عام. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي طالب تركيا في ايار (مايو) 2008 بزيادة الكميات المتدفقة الى دجلة والفرات بسبب «الشحة الشديدة التي تتطلب زيادة الكميات الواردة من تركيا حتى تتعزّز الحالة في دجلة لمواجهة الجفاف». من جهة أخرى، تعهّد الرئيس التركي بإقامة معسكرات تدريبية للمنتخبات العراقية وتوفير كل عوامل الدعم الفني في اطار توسيع التعاون الشبابي والرياضي حسب وزير الشباب والرياضة العراقي جاسم محمد جعفر. وذكر جعفر، بعد لقائه غل امس، ان «الرئيس التركي اوصى بإقامة معسكرات شبابية ورياضية لجميع المنتخبات والفرق الرياضية العراقية في تركيا». وتابع وزير الشباب والرياضة «اقترحنا ان يكون هناك معسكر تدريبي للمنتخب العراقي يقام في تركيا ضمن مبادرة الرئيس التركي، في اطار استعداداته لبطولة كأس القارات في حزيران (يونيو) المقبل وتنظيم مباراة ودية امام المنتخب التركي».