أكد شعراء ان الشعر النسائي فن ادبي عريق موغل في القدم ولاغرابة في ان تكون هناك شاعرات مميزات لهن بصمتهن الخاصة واجمعوا على انه مثل مايوجد ( شعراء ورق ) فهناك (شاعرات تسويق ) لااكثر واشاروا الى انه بتصنيف الجنس الادبي يبدأ التباين الإبداعي.جاء ذلك خلال حديث عدد منهم ل ( ملامح صبح ) والذي كان على النحو التالي.. - بداية يقول الشاعر عوض القطياني : الشعر النسائي فن أدبي عريق موجود منذ القدم وتختزن ذاكرتي قصائد لشاعرات لهن بصمة أدبية في عالم الشعر الشعبي عموماً ، وأنا من المعجبين والمتابعين للشعر النسائي القديم والذي يتميز بالصدق والحياء والحكمة والموعظة ، أما في الوقت الراهن وتحديداً في هذا الجيل لايوجد شعر نسائي أو بمعنى أصح لايوجد مسمى لشاعرة شعبية إلا قلة، والبقية مجرد أسماء من صنع الشعراء لمن يطلق عليهن شاعرات كتبت بمشاعر انثوية وضعت على شكل مزهرية دونت لها قصائد مكسرة ومشلولة وأصبح يقام لها أمسيات وتشارك بمهرجانات ثقافية فأصبحت هذه النوعية نقطه سوداء في عالم الشعر. - الشاعر الجميل مرضي الخمعلي ..يقول: الشعر النسائي يثير دائماً العديد من الأسئلة والنقاشات، فهناك من يعارض ومن يؤيد، ولا أرى في إنكار وجود شاعرات حقاً بقدر ما هو إجحاف بحق الشاعرات اللواتي لهن تواجد شعري واضح وجلي في الساحة الشعبية، عرفنا قصائد لشاعرات في الزمن الماضي، ولا زالت قصائدهن متداولة، وربما يكون الإنكار لوجود الشاعرات في ظل الإعلام، الذي فتح الباب على مصراعيه بلا ضوابط، ففي كل يوم تظهر لنا شاعرة باسم مستعار، وكثيرا ما تبين أن بعض الأسماء يقف وراءها رجال، أو شعراء معروفون من الساحة الشعبية، توجد شاعرات يتجاوزن في القيمة الشعرية العديد من الشعراء الذين تروج صورهم وقصائدهم بين مختلف الصحف، فالشاعرة الراسية دليل كافٍ على قوة الشعر النسائي، وتواجده، فهي من اللواتي شهدن الفورة الإعلامية للشعر، ولا زالت باقية بقوتها التي بدأت بها، إلا أن الخلط شوه الشعر سواء للرجال أو النساء، فكما يوجد شعراء ورق فقط، تم تلميعهم لمصالح خاصة، توجد شاعرات تسويق، وبالأصح هن لسن بشاعرات ولا يعرفن عن الشعر شيئا، فالبركة في الشعراء والصحافيين الذي يبيعون المهنية والإرث بهذا الثمن البخس، والمحصلة أن الشاعرات الحقيقيات موجودات، والمزيفات كذلك موجودات، وكذا الشعراء، فالأمر متشابه جداً. -اما الشاعر والكاتب الزميل محمد علي العسيري فهو يقول: تبقى قضية الشعر النسائي معلقّة بالنسق الثقافي الذي يعيشه المجتمع ، لا سيما وأنني ضدّ مبدأ تصنيف " الجنس الأدبي " إلى " ذكر وأنثى " ، لأنه من هذا المنطلق تبدأ عملية التباين الإبداعي بالنظر إلى " الشاعر أو الشاعرة " ، بدلاً من الاهتمام بالعمل الإبداعي أو النص الشعري .ولو تأملنا بنظرة واسعة إلى الأدب العربي ( خارج نطاق الخليج ) لوجدنا تفوقاً ملحوظاً للمرأة ، ولعل ما قدّمته الشاعرة العراقية نازك الملائكة يشفع للمرأة العربية ، كما هو صالون ميّ زيادة وقد أشرت لذلك في أكثر من قراءة .إشكالية الشعر العامي في الخليج أنّه بات في الآونةِ الأخيرة معرض سخرية واستهجان حتى من أبنائه ، فقد كانت المرأة الشاعرة أحد الأسباب التي أدّت إلى هبوط مستوى الشعر النسائي من جهة ، ومن جهة أخرى الإعلام الخليجي القائم للأسف على علاقات الهدف منها تقديم " صورة جميلة "بدلاً من تقديم " نصّ جميل " ، في المقابل لا يمكن لنا مقارنة حضور الشعر النسائي بمستوى الشعر الذي يكتبه الرجل ، فالمرحلة والتاريخ خير شاهد ، ولكن هذا لا يمنع حضور المرأة بشكل إبداعي يميزها ، بعيداً عن استعراض الصورة الشخصية ومعامل المكياج التي طغت على ملامح النص الحقيقيّ . يمكن في هذا الإطار تحديد أسماء نسائية تكتب بإبداع وتميز على المستوى الخليجي ومع ذلك تجد هذه الأسماء عرضةً للاتهام بأن وراءها رجل شاعر يكتب لها ، فالجميع يدرك جودة ما تكتبه الشاعرة هيفاء خالد ( الكرز ) ومع ذلك ما زال شبح فهد عافت يطاردها ، حتى على مستوى الأدب الفصيح وكانت المبدعة سعاد الصباح والروائية أحلام مستغانمي متهمتين بأن وراءهما نزار قباني . وعلى ذلك يبقى حضور الشعر النسائي متذبذباً ولا يقارن بإبداع الرجل ، وعلى المرأة الشاعرة ( الخليجيّة تحديداً ) أن تتنبّه لهذا الأمر إن كانت حقاً تبحث عن حضور إبداعي يسجّل باسمها. - الشاعر مشعل الشمري أتى بكل وفاء ليصافحنا هنا حيث قال : اعتقد ان الشعر النسائي من جانب ابداعي هو حقيقة واقعة فمنذ العصور القديمة.. والمرأة هي الى جانب كينونتها التي تخفى على الكثير.. فهي مبدعة وشاعرة واديبة.. منذ زمن الخنساء وما قبلها.. وحتى زمن الدكتورة سعاد الصباح.. وما بعدها.. فلا شك ان المرأة التي كتبت في تلك الازمان.. وحتى هذا الزمن هي قادرة على الخلق والإبداع هذا من ناحية إبداعية.. اما مسألة حقيقة شعر المرأة وخصوصاً في هذا الزمن فهي وان وجدت شاعرات لهن يد إبداعية.. وكيان وهنّ حقيقة موجودة.. الا ان الأغلب بل السواد الأعظم هي كما أقول دائماً تنحصر بين ثلاثة أنواع.. ان ربطنا بين شِِِعر المرأة بكسر الشين وشَعرها بفتح الشين.. فمنهن من هي حقيقية الاثنين وجميلتيهما وفطريتيهما. هذا نوع.. وهناك من هي نصف حقيقة اذ انها موجوده فعلاً ولكن مع وصله لهما.. الشعر والشعَر.. اذ ان هناك من يقف خلف حقيقتها ويمدها ويساندها..وهناك النوع الأخير وهو الزيف.. او الباروكة الشعرية اذ انها اما ان وجودها معدوم اصلاً وتتوارى خلف ملامح رجل.. او انها صورة انثى ولكن بشعر وشٍعر مستعار وفي النهاية.. الشعر النسائي الذي انجب شاعرات مثل اسوار صور.. وعبير بنت أحمد.. وطيوف الجزيرة ليس لنا الا ان نثق به ونحسن الظن به.. ولم يعد هناك اشتباه كبير حيث ان اصحاب هذه الأنواع يعرفهم الفطن ولا ينطلون على الذي يعرف الشعر جيداً .