تعد منطقة تبوك من أهم المناطق الشمالية التي ارتبطت بعلاقات حضارية بالمناطق القديمة مثل بلاد الشام ومصر وبلاد الرافدين, وهذه المنطقة غنية بالآثار المتنوعة مثل النقوش والرسوم الصخرية والكتابات القديمة كما تحوي عدد كبير من المواقع الأثرية والقلاع والقصور والأسوار والمعالم التاريخية لطريق الحج الشامي المصري ومنها الآثار الباقية لمسار سكة حديد والمحطة الرئيسية في مدينة تبوك. وتعد تيماء من المواقع الأثرية المهمة في المنطقة والتي تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة تبوك بحوالي 264كم وهي من الواحات القديمة التي تضم العديد من الآثار التي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام حيث عثر فيها على آثار ونقوش ترجع إلى القرن الثامن قبل الميلاد وآثار أخرى يعود تاريخها إلى الفترة الإسلامية المبكرة. وتضم تبوك مجموعة من القصور التاريخية العريقة من بينها : قصر الحمراء في الجهة الشمالية من تيماء ويعد من أهم المواقع، وقد تم الكشف عنه بالكامل وقد بُني من الحجارة وينقسم إلى ثلاثة أقسام أحدها استخدم للعبادة، والآخران لخدمة سكان القصر ويعود تاريخ بنائه إلى منتصف القرن السادس قبل الميلاد. قصر الرضم مربع الشكل تقريباً وفي وسطه بئر، وجدرانه مشيدة من الحجارة المصقولة وله دعائم ممن الخارج يعود تاريخه إلى الألف الأول قبل الميلاد قصر الأبلق لم يكشف عن القصر حتى الآن ولا زال مطموراً تحت الأنقاض عدا بعض أجزائه العلوية التي توضح أن جدران القصر قد شيدت من الحجارة . تل الحديقة: يقع وسط المدينة السكنية الحديثة ويعد تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد. وقد تم الكشف عن بعض أجزائه، وعثر فيه على كمية كثيرة من الفخار يشير إلى الكثافة السكانية وازدهار صناعة هذه المادة المهمة. قصر البجيدي تم الكشف عن هذا القصر في عام 1412ه، وهو مربع الشكل تقريباً وفي أركانه أبراج دائرية، وكشف خلال التنقيب فيه عن نقوش إسلامية مبكرة تشير إلى أن الموقع يعود إلى العصر الإسلامي المبكر. وهناك بئر هداج الذي يعتبر أكبر بئر في الجزيرة العربية بل وأشهرها، ويعتقد أن تاريخ حفر وبناء جدران هذه البئر يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد، ويقال إن هذه البئر قد تعرضت للطمر حينما أصيبت تيماء بكارثة فيضان وبقيت مطمورة لعدة قرون حتى أتى إلى تيماء رجل يدعى سليمان بن غنيم وحفر البئر. بالإضافة إلى مجموعة من القلاع التاريخية ومنها : قلعة الأزلم تقع إلى الجنوب من مدينة ضبا على بُعد 45 كم وهي من محطات طريق الحج المصري خلال العصر المملوكي والعثماني، شيدت في عصر السلطان محمد بن قلاوون ثم أعيد بناؤها في عهد السلطان المملوكي قانصوه الغوري سنة 916ه، وتتكون من فناء ووحدات داخلية وحجرات مستطيلة ونصف دائرية وديوان كبير . قلعة المويلح تقع إلى الشمال من مدينة ضبا على بعد 45 كم ويوجد بالقرب منها بئران من الناحية الشمالية يرجع تاريخهما إلى العصر المملوكي، والقلعة يرجع تاريخها إلى سنة 968ه وهي من المحطات الرئيسية على طريق الحاج المصري، وتعد أكبر قاعدة على هذا الطريق، وقد شيدت في عهد السلطان سليمان القانوني. قلعة الوجه تتكون من بناء مستطيل الشكل مزوّد ببرج للمراقبة ومدخل وفناء صغير تطل عليه الحجرات والمرافق، وقد بنيت عام 1115ه/ 170م. قلعة الزريب تقع بوادي الزريب شرق مدينة الوجه على بعد 20 كم، وهي منزل لقوافل الحجاج شيدت في عصر السلطان أحمد سنة 1026ه، وهي قلعة مستطيلة الشكل لها أربعة أبراج ومدخل يقع في الضلع الغربي منها، أما من الداخل فتحتوي على حجرات تحيط بفناء القلعة ومصلى ووحدات سكنية. قلعة تبوك وهي إحدى محطات طريق الحج الشامي على طريق الشام المدينةالمنورة الذي يتكون من قلاع ومحطات تبدأ من الحدود السعودية الأردنية وحتى المدينةالمنورة لاستقبال الحجاج. يعود تاريخ بناء القلعة إلى عام 976ه / 1559م، ولقد جددت عمارة القلعة عام 1370 ه وأجريت عليها ترميمات شاملة عام 1413 من قبل وكالة الآثار والمتاحف. وتتكون القلعة من دورين يحتوي الدور الأرضي على فناء مكشوف وعدد من الحجرات ومسجد وبئر، وهناك سلالم تؤدي إلى الدور الأول ومسجد مكشوف وحجرات وكذلك سلالم تؤدي إلى الأبراج التي تستخدم للحراسة والمراقبة. والقلعة من المعالم الأثرية بالمنطقة. قلعة المعظم تقع إلى الجنوب الشرقي من تبوك على بعد 65 كم من الأخضر، وهي قلعة أُنشئت في عام 1031ه / 1622م في عهد السلطان العثماني عثمان الثاني، حيث يوجد على واجهة هذه القلعة أربعة نقوش تأسيسية لبنائها.