صنّف أطباء الفراعنة البصل في قوائم الأغذية المقوية التي كانت توزع على العمال الذين اشتغلوا في بناء الأهرامات، كما وصفوه مغذياً ومشهياً ومدرا للبول. وبمرور الأيام والعصور أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث الطبية مدى أهمية وفوائد البصل الصحية. فقد أكدت دراسة طبية بريطانية حديثة أن البصل يعد من أكثر الأطعمة التي تجلب السعادة والشعور بالمرح والسرور، يليه الجزر والفول والموز ثم البطاطس. وقد أجريت الدراسة على مائة نوع من السلع الغذائية الأساسية رخيصة الثمن لمعرفة مدى السعادة التي يشعر بها الإنسان بعد تناولها، وأظهرت مدى تفوق البصل وتصدر رغبات من شملتهم الدراسة على أطعمة أخرى مشهورة بجلب السعادة مثل الشيكولاتة والكعك، وأثبتت أن الشيكولاتة ليست وحدها هي سر السعادة كما هو سائد. وفي نفس السياق قال باحثون بجامعة برن فى سويسرا إن تناول البصل باستمرار يفيد في الوقاية من هشاشة العظام خاصة عند السيدات المسنات. وأشاروا إلى أنهم اكتشفوا من خلال تجارب معملية أجروها، مركّباً طبيعياً موجوداً في البصل له دور فعال في تقوية العظام وتقليل خطر الإصابة بالهشاشة. وفوائد البصل الصحية لا تحصى، فقد ثبت أيضاً أن أكل البصل طازجاً أو مطهواً بالزيت أو السمن أو مشوياً يقلل من نسبة الإصابة بجلطة الدم. وقد أثبتت بعض الدراسات أنه يمكن استخدامه في تطهير الفم، حيث مضغ البصل أو الثوم لمدة 3 دقائق تعد كافية لقتل جميع الجراثيم الموجودة بالفم. وثبت أيضاً أن استنشاق بخار البصل أو أكله يؤدي إلى نفاذ زيت الطيار الكبريتي الموجود فيه إلى دم الانسان مما يؤدي إلى إبادة الجراثيم المسببة للأمراض، وبذلك يمكن استخدام البصل في علاج أمراض الجهاز التنفسي الناتجة من الإصابة بالجراثيم مثل التهاب الأنف الحاد وكذلك التهابات الحلق والقصبة الهوائية والشعب الهوائية مثل النزلات الشعبية. كما يفيد في علاج سقوط الشعر إذا ما تم تدليك فروة الرأس بعصير البصل، ويفيد في إزالة بقع ونمش الوجه عندما يسحق وينقع في الخل ثم يدعك به الوجه، كما أنه له تأثيره العلاجي مع وجع البطن، إلى جانب أنه طارد للديدان ومقو ومنشط للجسم. كما يخفف البصل من نسبة السكر لدى مرضى السكري؛ حيث يحتوي على مادة الجلوكوزين وهي مادة شبيهة بهرمون الأنسولين، ولها مفعول مماثل أو قريب من مفعول الأنسولين حيث تساعد على تخفيف نسبة السكر في الدم. ويستخدم البصل أيضاً في علاج نوبات الربو عن طريق تناول عصير البصل بمقدار ملعقة صغيرة ممزوجة مع ملعقة من العسل كل ثلاث ساعات، فهو له قدرة فائقة على طرد البلغم من الشعب الهوائية والتي تسبب ضيق هذه الشعب مما ينتج عنه صعوبة في التنفس وحدوث أزمات الربو. ويمكن أيضاً استخدامه في علاج الزكام والأنفلونزا وذلك بعمل شراب من البصل حيث تقطع البصلة إلى حلقات وتوضع في طبق، ثم يضاف إليها السكر وتترك لمدة 24 ساعة حتى يتم الترشيح، ثم يؤخذ من 2 إلى 5 ملاعق من هذا الرشاحة يومياً. وتساعد أوراق البصل في سرعة نضج الدمامل والداحوس الذي يتكون في أصابع اليد قرب الأظافر، وكذلك الجرجد الذي يتكون في مقلة العين وذلك بدق الأوراق الطازجة ووضعها على مكان الإصابة. وعلى الرغم من كل ذلك فقد نبّه العديد من الأطباء إلى أن الإكثار من أكل البصل يسبب الوخم ويؤدي إلى النوم العميق إلى جانب الإحساس بالعطش. وأيضاً تناوله بكثرة في المرة الواحدة قد يؤدي إلى هبوط الضغط والسكر في الدم مما يؤدي إلى اضطراب البصر، وقد يؤذي المصابين بالتهاب غدة البروستاتا.