من خلال مشاهدات وأحاديث وقصص وتجربة ادارية في الميدان زادت عن 27 عاماً خرجت بنتائج مهمة وددت ان "أضعها" بين يدي اصحاب العلاقة في العمل الحكومي او "الخاص" واسباب هذا العرض ما آلت اليه احوال بعض الادارات والمؤسسات لاسباب "غياب" مفهوم وقوانين وانظمة العمل سواء من "الرئيس" أو "الموظف" او في بعض الاحيان "الادارة العليا" المشرفة على سير العمل وتقييمه. الرئيس "الرئيس" محور ومفصل مهم يساهم بشكل او بآخر في نجاح العمل والانتاج وفي ذات الوقت بيده "اخفاق" الجهة التي يقف على رأسها.. واختيار الرئيس من اهم الامور وذلك لتأثيره على الانتاجية ويكون ذلك وفق "مؤهل" و"خبرة" و"فهم" للانظمة والتعليمات حتى لا يؤدي غياب هذه العناصر لما يشبه فراغ كرسي الرئيس الأداة المحركة للعمل ومن يعمل في الجهة سواء في القطاع العام او الخاص.. والمجاملة والمحاباة في اختيار الرئيس "كارثة" تنخر في منظومة العمل وتعطيل "الانتاج" وتردي سمعة الجهاز بل وتعطيل مواهب العاملين وقدراتهم وافكارهم التي لا تجد "رئيساً" يتعاطى معها ويصقلها ويشجعها ويعمل على اثرائها لصالح العمل ومن أهم ما يجب أن يتوفر فيه معرفته بالاجراءات والشروط ونصوص نظام العمل في ادارته. العلاقات الإنسانية لا يهتم بعض الرؤساء بالعلاقات الانسانية .. من يعملون معه فهو لا يسأل عنهم وعن مشاكلهم ولا يلتقي معهم بشكل دوري سواء في اجتماعات داخل "العمل" او "خارجه" بعيد عنهم لا يعلم عنهم الا "الاسماء" فتجدهم لا يقتربون منه الا في ما يتعلق بالعمل وتنقطع العلاقة معه عدا ذلك.. هذا الامر يشكل "خطراً" على نفسية الموظف وعطائه وانتاجيته لانه لا يعرف من الرئيس الا "القاء التعليمات والأوامر" ويتغيب عن مناسباتهم افراحهم.. احزانهم.. ظروفهم.. حاجاتهم واسرهم وتبقى العلاقة معهم علاقة "عمل" فقط ولا تجد التقارب والحب والود فيما بينهم وبين هذا الرئيس حتى اذا التقى معهم في اجتماع "عابر" للعمل لا يسأل عن مريضهم او صاحب المشكلة وينحصر حديثه في العمل لدقائق وهم لا يرونه الا داخل العمل فقط.. ولا يطالب لهم بالحقوق والحوافز من الادارة العليا.. الضبط وصدق التقييم الانضباط امر مهم في أية وظيفة ويبدأ ذلك في الحضور والاستمرار في العمل والخروج في الوقت المحدد دون اخلال او تجاوز ومهمة الرئيس هنا ضبط ذلك حتى تستمر برامج "الانتاج" وتحقيق الاهداف ويجب ان يبيع ذلك "التقييم" "الصادق" وتطبيق مبدأ "الثواب والعقاب" حتى لا تضيع حقوق العاملين مع المتراخين او المهملين في اداء العمل ويكون ذلك بالشكر والتقدير "الشفهي" وخطابات التقدير والجوائز والحوافز وفي ذات الوقت محاسبة "المهمل" وعدم وجود تمييز ما بين موظف وآخر وان يكون "الولاء" للعمل والوظيفة واحترام النظام وللرئيس دور مهم في نشر ذلك بين الموظفين وعدم الاخلال فيه ومن المهم ان يطلع الموظف على اي اوراق او تقارير تكتب عنه ويملك الحق في الاجابة وتعطى له صورة من اي اجراء. القدوة لا يمكن ان ينجح "الرئيس" اذا لم يضع من نفسه "قدوة" للعاملين معه لانه لا يمكن ان يميز نفسه او يعطيها الحق في "التجاوز" والحكم في العمل للنظام الذي يطبق على الرئيس والموظفين والعمال لا فرق بينهم..فالرئيس الذي لا يحترم "الدوام" لا يستطيع ان يطالب الموظف باحترامه والرئيس الذي لا يستمر طوال ساعات الوظيفة كيف يطلب من الموظف ذلك؟ والرئيس الذي يجيز "الغياب" لنفسه لا يمكن ان يحاسب غيره.. القدوة أمر مهم بل هي "حافز" للموظف للانضباط والانتاج مع اهمية تقدير الظروف القاهرة وما يمكن ان يدخل تحت النواحي الانسانية شريطة ان لا تخل بالعمل والاداء. استغلال الوظيفة يعمل بعض "الرؤساء" على استغلال الوظيفة معتبراً نفسه صاحب "حق" في ذلك وهذا يتعارض مع "أمانة" الوظيفة ونظامها ويجب ان ينظر لنفسه ضمن جهاز الجهة التي يعمل فيها له ما لهم وعليه ما عليهم ولا يمكن ان يشعر في "داخله" بغير ذلك.. حتى لا يجد الموظف "فرصة" الاخلال بل والفساد والتعدي والتجاوز داخل الجهاز لانه اعتبر "الرئيس" قدوة له في ذلك..ان امانة العمل والخوف من الله ومنح الناس حقوقهم امر مهم في الرئيس متى ما وجد انه لا يستطيع تحقيق ذلك لجهل في فهم نظام الوظيفة او عدم وجود قدرة واستعداد للقيام بواجباتها فعليه ان "يغادرها" رحمة بنفسه وبمن معه وراحة لضميره وحفاظاً على "سمعته".